سعودية وعشقي سوريا مراقبة عامة
عدد المساهمات : 29420 تاريخ التسجيل : 17/05/2012
| موضوع: هل بدأ الهجوم المعاكس في المنطقة ؟ الخميس يوليو 03, 2014 5:22 am | |
| [rtl] هل بدأ الهجوم المعاكس في المنطقة ؟[/rtl] [rtl] وكالة أوقات الشام الإخبارية[/rtl] [rtl] خاص[/rtl] [rtl] د .م . فهد اندراوس سعد مقدمة سبائك ذهبية تغري الشيطان بكميتها وأموال تقارب نصف مليار دولار مع الاستيلاء على أسلحة ثقيلة وعتاد مدرع يقدر ب 260 آلية وحوامات ! إنها حصيلة مسار المدحلة الداعشية في الايام الأولى من اندفاعها في العراق , رافقها احتلال عدة محافظات انطلاقا من المحافظة الغربية الأنبار المتاخمة للحدود الأردنية والسورية مرورا من المحافظة الشمالية نينوى وعاصمتها الموصل ذات المليوني نسمة وليس انتهاء بتكريت عاصمة محافظة صلاح الدين , وبهذا أصبح الجزء الأكبر من شمال العراق المتاخم لكردستان العراق تحت سيطرة المسلحين مع التداعي للتوجه نحو بغداد وكل هذا حصل خلال أيام معدودة !!. انها اندفاعة تذكرنا باجتياح هتلر لأوروبا ولكن خلف هتلر كان مجمع صناعي عسكري هائل وجيش عالي التدريب وقادة كبار رفيعي المستوى . فكيف لتنظيم قادم من غياهب التاريخ أن يحقق مثل هذا الطوفان الذي أعاد خلط الأوراق من جديد في المنطقة بأكملها ؟. المقال محاولة لإلقاء الضوء على بعض تعقيدات المشهد العراقي والمصالح غير المعلنة التي تقف وراء افتعال هذا البركان من خلال الواجهة الداعشية . 1 – داعش ليست وحدها ! في نيسان 2013 أعلن " تنظيم القاعدة في العراق " عن إطلاق التسمية الجديدة له " دولة الاسلام في العراق وبلاد الشام " وكان مسرح عملياته الاساسي في الأنبار وقد تراكمت لدى التنظيم خبرات عسكرية وخاصة بعد دفعه الى سوريا وكذلك الاحتكاك الواسع بتكتيك حلف الناتو وهذا ليس غريبا ففي صفوف داعش تم زج أكثر من ثلاثة آلاف أوروبي ومثلهم من الأتراك ! ومعظمهم خاضع لتدريب عسكري وفقا لتكتيك الناتو الى جانب الخبراء والمستشارين من باكستان وتركيا والسعودية . يقدر الخبراء تعداد التنظيم بما يقارب الخمسين ألفا منتشرين على مساحة كبيرة ممتدة بين العراق وسوريا وتتزايد أعداده من المتطوعين في المناطق المسيطر عليها . صرح زعيم داعش أبو بكر البغدادي أنه هو الوريث الشرعي لابن لادن وليس ذاك المختبئ في الجحور الأفغانية الباكستانية أيمن الظواهري ,وأنه القائد لكل التنظيمات ذات "التوجه القاعدي" ويهدف الى انشاء الخلافة الإسلامية العالمية ! . ولعل الوضع المالي المتين وخاصة بعد العمليات الأخيرة والمساعدات الخليجية وموارد بيع النفط العراقي والسوري قد أعطت للبغدادي ذاك الاحساس بالقوة والزعامة !. ولكن في العراق هناك من يعطي لنفسه الأولوية أيضا بالإنجازات المنسوبة لداعش , فقادة العشائر المتحدة ضد المالكي وكذلك البعث العراقي بزعامة عزت الدوري ينسب كل منهما لنفسه فضل النصر ولعل التصريح المنسوب الى رغد ابنة صدام بعد سقوط تكريت مسقط رأس أبيها يؤكد ذلك : " أنا سعيدة بأني رأيت كل هذه الانتصارات لمقاتلي أبي وعمي عزت الدوري , سأعود في يوم ما الى العراق وسأزور ضريح أبي, وقد لا يحدث هذا سريعا ولكنه سيحدث حتما ". 2- من هؤلاء الذين أثاروا البركان ؟ أظهرت احداث سوريا أن مسلحي داعش لا يملكون أي صفات قتالية مميزة وأن " شحذهم " انما لتنفيذ هجمات غير معقدة ذات طابع ارهابي تخريبي وهم لا يملكون القدرة على تنفيذ عمليات عسكرية معقدة واسعة النطاق . إن قوات داعش المشاركة في أحداث العراق تشكل كحد أعظمي خمس أو سدس تعداد المسلحين الإجمالي بينما تشكل ميليشيات القبائل المعارضة الثلث وما تبقى وتقارب نسبتهم النصف هم من الخلايا النائمة من نشطاء البعث العراقي ومن عناصر جيش صدام واجهزته الأمنية و ينضوي الجزء الأساسي من هذه المجموعات المعارضة تحت راية " القيادة العامة للجهاد والتحرير "ونواتها مجموعة يتزعمها عزت الدوري . من الممكن أن البعض من هؤلاء " الحرس القدامى " يعتبر عن حق أنه ينتقم من أمريكا لاحتلالها وتدميرها العراق , إلا أن القيادة العليا للمسلحين منضوية ضمن شبكة أنشأتها وتديرها وكالة الاستخبارات الأمريكية ويطلق عليها عملياتيا تسمية معبرة " السلطة العميقة " , وقد نظمتها الوكالة بتكليف من البنتاغون في دول الشرق الأوسط على امتداد سنوات عديدة وحددت لها مهمة أساسية : " تصحيح مسار السلطة الرسمية عندما يأخذ منحى مناهضا للمصالح الأمريكية " !. تضم شبكة العملاء بالإضافة لهؤلاء شخصيات مفصلية في قيادة الجيش العراقي الحالي وأجهزة الأمن الذين كانوا أثناء الاجتياح الأمريكي يشغلون مناصب صغيرة , وقد جندتهم الوكالة وربطتهم بالشبكة مقابل المحافظة على حياتهم أنذاك والاستمرار في عملهم ! ولعل هذا ما دفع المالكي للتصريح بأن فقدان القوات المسلحة لقدراتها القتالية وانهيارها السريع كان نتيجة خيانة في القيادة العليا !. لهذا سنكون مبالغين جدا وغير موضوعيين عندما نطلق على هذه المدحلة التي تدوس العراق الآن تسمية إسلاميين جهاديين أو سلفيين أو أنه هجوم مجاهدي السنة ضد حكومة شيعية أو محاولة إنشاء خلافة إسلامية ! وسنوضح الأمر أكثر . 3- أين الجيش والحكومة ؟ يبلغ تعداد الجيش العراقي ثلاثمئة ألف مقاتل ويقوم على تدريبه سبعة آلاف وخمسمئة خبير ومستشار أمريكي بالإضافة الى خمسة آلاف مدرب أجنبي في مجال الأمن ! ولمن لديه هواية الحساب مثلي ليس من الصعب ان يصل الى هذه النتيجة المدهشة : لكل 24 عنصرا في الجيش العراقي مدرب أجنبي ! ! ! . أظهرت الأحداث أن عمليات الجيش كانت " باهتة جدا " ومع الاحترام الشديد لهذه المؤسسة الوطنية التي يعترف الجميع بتاريخها البطولي ويحترمه فإن ما حدث كان "غريبا الى درجة التخاذل "حيث استطاع المسلحون تشتيت ما يقارب ربع الجيش خلال أيام معدودة ! لقد انسحبت فرقا بأكملها من الأنبار ونينوى تاركة الأسلحة الثقيلة والذخائر والآليات لتكون غنائم ثمينة للمسلحين .. لقد كانت الروح المعنوية لدى الجيش وبتصريح الرسميين العراقيين " منخفضة جدا " ! . إن ما حدث يبرهن أيضا على الفشل الذريع لاستراتيجية " الحرب اللاتماسية " الامريكية التي زرعها المستشارون في عقيدة العمليات العسكرية العراقية , فهذه العقيدة تعطي نتائجها فقط بوجود كافة مكوناتها من شبكة الأقمار الفضائية للمراقبة وشبكة رادارية متطورة مرتبطة بمراكز حاسوبية قوية تؤمن للقادة في غرف العمليات اظهار المشهد الميداني في الزمن الآني لاتخاذ القرار وتوزيعه على قادة التشكيلات , بينما تعامل الأمريكان في تجهيز الجيش العراقي كما تعامل أجدادهم مع الهنود الحمر عندما كانوا يبيعونهم بوق الحاكي دون الجهاز و قد انتظر الهنود طويلا كي يكتشفوا انه لن يصدر عن البوق صوت أما الجيش العراقي فلم ينتظر طويلا !. برأي الكثيرين أن ما ساعد أيضا على هذا الانهيار وجود الرئيس نوري المالكي الذي يرونه "شخصا مثيرا للجدل " اذ يعتبر نفسه صديقا لأمريكا - كما صرح في أمريكا - ولكنه ليس رجلها في العراق وهو الحليف لإيران ولكنه يرفض عرض التعاون الأمني الشامل لمكافحة داعش المقدم من رجل الامن الاول الايراني حيدر مصلحي اثناء زيارته لبغداد , يوقع صفقات أسلحة ضخمة مع روسيا ويستجلب الاف المستشارين الامريكيين . ان اعتماد مبدأ البعد المتساوي هذا دفع حلفاء المالكي من الشيعة والسنة ليس فقط بالابتعاد عنه وانما حتى بالعمل معا ضده ! وقد تشكل لدى معظم شرائح المجتمع والنخبة العراقية قناعة بأن العراق قد تم بيعه للغرب ولهذا فإن " هزة " غير قوية مثل هذه كانت كافية لانهياره كبناء كرتوني . 4- الصقور الأمريكية والذئاب الاقليمية . لقد نفذ صير صقور البنتاغون ووكالة الاستخبارات من السياسة " غير المتماسكة " برأيهم للرئيس أوباما واعتبروه قد تجاوز الخط الأحمر عندما : - - باع المعارضة السورية بعدم توسيعه الدعم العسكري لها وعدم فرض مناطق حظر جوي وعدم قصف قوات الجيش السوري وحزب الله ! - - أضعف كثيرا العقوبات المفروضة على إيران . - - سمح بنمو النفوذ الروسي في الشرق الاوسط . - لذا قرروا البدء بالهجوم المعاكس فأصدروا الاوامر الى شبكة عملائهم الجاهزة للعمل في العراق بالبدء بالهجوم الميداني والعمل بنفس الوقت على افشال اي اجراء للحكومة من شأنه أن يخمد ثورة البركان إلا بالتدخل الأمريكي . وطالب الصقور على لسان رئيس مجلس النواب جون بينير باعتماد استراتيجية شاملة تخص العراق وسورية وايران والحد من تنامي النفوذ الروسي في المنطقة. - هناك استفاضة اعلامية كبيرة في الحديث عن مصالح الأكراد و تركيا ودول الخليج و اسرائيل فى اثارة البركان العراقي كل من جهة لتأمين مصالحه وجميعهم معا لتمزيق العراق ولكن يستحق الامر التوقف على مصالح الشركات النفطية متعددة الجنسيات . وظفت شركة اكسون موبيل الأمريكية - القطرية عام 2013 مستشارا لها السفير الامريكي السابق في العراق جيفري جيمس الذي قدم مشورته حول الطريق الأكثر فعالية لحماية مصالح الشركة ألا وهو العمل على إضعاف الحكومة المركزية في بغداد بافتعال أزمة كبيرة تبعد أنظار المالكي وفريقه السياسي عن كردستان واستقلالها !. لقد خلقت الأزمة فضاء رحبا للشركات النفطية وبشكل أساسي الامريكية منها : أرامكو الامريكية - السعودية واكسون موبيل الامريكية – القطرية وبدرجة ثانية الاوروبية بريتش بيتروليوم و رويال دوتش شل فالتعامل مع القادة الميدانيين الذين يسيطرون على مناطق الانتاج النفطي أسهل وأرخص بكثير قياسا بالتعامل مع حكومة مركزية قوية ولعل الخبرة المكتسبة في ليبيا أكثر من كافية ! وها هي اسرائيل قد حصلت على حصتها الرخيصة من النفط من كردستان العراق عبر الخط النفطي الذي يعمل بكامل طاقته والذي أصبح يربط حقول نفط كركوك مع حقول خورمانة في كردستان والذاهب الى ميناء جيهان التركي وتم هذا بإشراف شركة أرامكو وتمويل من شركة الملياردير الأذربيجاني التركي مبارز غوربانوغلو !!. وهكذا يظهر ان المستفيدين الأساسيين من الاجتياح ذي الواجهة الداعشية هم انفسهم الذين يتشدقون بمحاربتهم للإرهاب ! 5- الجزء الخفي من جبل الثلج العراقي !. كيفما تطورت الأحداث في العراق وبغض النظر من سيتولى قيادة العراق أهي حكومة ائتلافية أم الحرس القديم فإن واضعي السيناريو العراقي قد حققوا أهدافهم : * فتح ممر استراتيجي على الحدود العراقية السورية سيستخدم لإمداد المجموعات المسلحة في سوريا بالسلاح الغربي المستولى عليه او حتى بأسلحة مشتراة من جديد ومقدمة على انها من أسلحة العراق المستولى عليها ! وذلك استعدادا لمرحلة المواجهة التالية المتوقعة ضد سوريا . * خلق نقطة توتر ساخنة بين ايران وسوريا ستنشئ وضعا خطيرا لكلي البلدين الحليفين لروسيا . *اضعاف امكانية إيران في تقديم المساعدات الى سوريا بكافة أشكالها عبر العراق . * ايقاف توريد النفط القادم من الشرق الى سوريا بعد سيطرة المسلحين على خط النفط الرئيسي الثاني للعراق المار عبر سوريا. * انهاء مشروع انشاء خط الغاز العملاق القادم من ايران عبر العراق الى سوريا ومن ثم الى اوروبا, الشيء الذي سيصب في مصلحة الخط القطري !. * إغلاق السوق العراقية أمام شركات النفط الروسية وشركات الغاز والسلاح الروسي * تعزيز مواقع الشركات النفطية الأمريكية على حساب الاوروبية جزئيا والصينية بشكل كبير . الخاتمة لعل ما تروجه وسائل الاعلام الغربية ويتناوله الإعلام في المنطقة لطروحات داعش حول إقامة الخلافة الإسلامية العابرة للحدود على أنه الهدف الأساسي من زلزال العراق ما هو الا تسفيه للعقل العربي وتغطية للدوافع الحقيقية .. إن واشنطن لا تنوي ان تنهي سيطرتها على المنطقة كما لا تنوي أن تنهي هيمنتها على أسواق الطاقة العالمية . أحداث العراق بداية الهجوم المعاكس الجديد لأمريكا والذي تم التخطيط له بدقة متناهية من قبل أركانات رفيعي المستوى ويضع نصب عينيه الإعداد للمرحلة التالية من الهجوم على سوريا بعد فشل الأولى! ومن ثم التوجه الى طهران وكهدف أخير انهاء التواجد الروسي – الصيني في الشرق الأوسط مع فتح كل احتمالات التغيير في أنظمة الاردن والكويت والسعودية. المراجع . 1- Обострение ситуации на Ближнем Востоке и провал турецкой политики неоосманизма Дмитрий МИНИН www.fondsk.ru/news/2014/06/30/
2 - США готовят повторное вторжение в Ирак Николай БОБКИН www.fondsk.ru | 16.06.2014 -3 Иракское контрнаступление Вашингтонa по материалам: Столетие[/rtl] | |
|