ماذا بقي للحكام العرب بعد غزة؟صابرين العلاق – خاص الخبر برس
ماذا بقي للحكام العرب من إسلام وهم يتحالفون مع الصهاينة اليهود، وماذا بقي للحكام العرب من عروبة وهم يمولون بشكل مباشر أو غير مباشر العدوان على غزة؟ أليست رئيسة الأرجنتين أجدر بالشهامة والعروبة والدين الإسلامي؟
ألا يتمنى المرء أن يكون أرجنتينيا في مثل هذه الظروف ويسير وراء رئيسة البلاد »الفحلة« في مسيرة إنسانية ضد جرائم الحرب المرتكبة من قبل بني صهيون؟
لقد انهزم حكامنا أخلاقيا.. ولم يعد بمقدورهم التمييز بين العدو والصديق، يعتبرون حماس عدوة لأنها حركة إخوانية ويعتبرون إسرائيل صديقة لأنها تحارب حماس؟ أريد أن أدخل في عقل الحاكم العربي لأعرف كيف يفكر !!
لم أستطع أن أفهم وقوف عدة دول خليجية ضد حزب الله في حربه مع إسرائيل عام 2006 رغم تسخير آلة دعائية إعلامية ودينية لمحاولة إقناع الرأي العام العربي بأن حزب الله شيعي رافضي متحالف مع إيران وهو خطير على العرب أكثر من إسرائيل.!!
ولكن حماس والمقاومة في غزة ليسوا شيعة ولا رافضة ولا متحالفين مع طهران .. بل هم شعب محتل ومقاوم من أجل تقرير مصيره من أجل استرجاع استقلاله ، فأي دين وأي أخلاق عربية تدفع للوقوف ضدهم ؟
قد نتفهم حركية التطبيع مع إسرائيل بعد سقوط جدار برلين عام 1989 وتفكك الإتحاد السوفياتي وبروز أمريكا كقوة وحيدة في العالم، ونتفهم فتح سفارات وقنصليات للكيان الصهيوني في مصر وموريتانيا والأردن والدوحة والمغرب، ونتفهم اللقاءات السرية والعلنية والعناق والمصافحات للملوك والرؤساء والحكام والأمراء العرب مع مسؤولين صهاينة؟ وقد نتفهم تلك الزيارات التي قام بها مسؤولون وإعلاميون عرب منهم جزائريون لتل أبيب تحت تأثير دعاية ” نهاية التاريخ ” لفوكو ياما.
قد نصدق أن حركة الإخوان المسلمين خطر على الأنظمة العربية، وتهدد مصالح الحكام الداخلية وتحالفاتهم الدولية، ونتفهم الدعم الخليجي أولا ودول عربية أخرى ثانيا للإنقلاب العسكري بقيادة السيسي ضد الرئيس محمد مرسي في مصر، ونتفهم السعودية في موقفها هذا لأن وصول الإخوان للحكم في الوطن العربي ونجاح سياستهم سوف يضع الوهابية في موضع غير مريح، لأن الثقل الديني حينها سينتقل من السعودية الوهابية إلى الفكر الإخواني.
قد نتفهم الإمارات التي قالت تقارير إعلامية في وقت سابق أنها فككت خلية من الإخوان المسلمين كانت تخطط لقلب نظام الحكم في الإمارات.
قد نتفهم حتى تأييد مصر والسعودية والإمارات وغيرهم للجنرال الليبي خليفة حفتر وهو يقوم بقصف ليبيا بالطيران الحربي للقضاء على الإخوان الذين يقال أنهم سيطروا على ليبيا بعد سقوط القذافي.
وقد نتفهم وقوف دول الخليج ضد نظام بشار الأسد ودعمهم للجيش السوري الحر لتحالفه مع إيران ودعمه لحزب الله.
لكن صراحة لا نجد أي تفسير منطقي ومقنع لدعم الأنظمة العربية للعدوان الصهيوني على غزة.
ماذا بقي للجزائر؟
ولا يمكن أيضا أن نفهم الموقف الجزائري الباهت تجاه هذا العدوان، فماذا يبقى للجزائر وهي التي كانت قبلة لكل حركات التحرر في العالم، ماذا يبقى للجزائر وهي التي كانت قبلة لنيلسون مانديلا وحزب المؤتمر الوطني الإفريقي في حربه ضد الأبارتايد، حتى كانت الجزائر أول بلد يزوره نيلسون مانديلا بعد خروجه من السجن؟ ما ذا بقي للجزائر وشارع ديدوش مراد يشهد على وجود عمارة كاملة كانت مقرا لحركات التحرر في العالم وكانت الجزائر تحتفل باليوم العالمي لمحاربة الإمبريالية في 24 أفريل من كل عام؟
ماذا يبقى لثورة نوفمبر التي جاءت ليس فقط لتحرير الجزائر من الاستعمار والإمبريالية بل لتحرير الشعوب أيضا؟ أين مبدأنا وعهدنا: »نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة« ؟!
هل نستطيع أن ندافع عن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره والجزائر أيدت المبادرة المصرية ضد غزة ؟ لماذا تحفظت الجزائر على مبادرة الجامعة العربية لمنح مقعد سوريا في الجامعة العربية للجيش السوري الحر ولم تتحفظ على المبادرة المصرية ضد غزة؟
إن الحكام العرب جميعهم سواء أكانوا حكاما بالوراثة أو بالاغتصاب أو بالانقلاب أو بالانتخابات المزورة، لا شرعية لهم اليوم .. إلا تلك الشرعية التي يمنحها الموقف من العدوان على غزة بصفة خاصة والموقف من الكيان الصهيوني بصفة عامة.
*مقالات الخبر برس