الوحوش الملتحية.. ونهاية سايكس بيكو؟

[rtl]الوحوش الملتحية.. ونهاية سايكس بيكو؟[/rtl]

[rtl]وكالة أوقات الشام الإخبارية[/rtl]
[rtl]صياح عزام

تؤكد الأحداث الجارية في الوطن العربي أن جهوداً مكثفة ومتعددة الاتجاهات والمسارات بُذلت وما تزال مستمرة على خط التخلص من اتفاقية «سايكس- بيكو» الشهيرة والمشؤومة التي رسّخت بؤساً عربياً منذ إعلانها عام 1916، خط من عمليات تفكيك لهذا الوطن من جديد عبر إيقاظ ما تسميه «الأقليات» ودفعها للبحث عن خصوصيات تقاليدها واحترام شخصيتها وتحقيقها في إطار دول صغيرة مُبعثرة في ضوء تآمر خارجي وضغوطات لها فعل هائل سعياً لإحداث تغيير في خرائط المنطقة العربية، والمزيد من التفسخ والتبعثر والتخلف.
موجة مُخيفة من الوحشية الوثنية والفظاعات الإثنية والقبلية وإحياء النزعات العنصرية والدموية المفرطة التي لا ترقى إليها التعابير والتي تعجز اللغة أحياناً عن إيجاد توصيفات لها.
لقد وصلت الأمور في عدة دول عربية إلى درجة من السوء والمأساوية في ظل مسمى الفوضى الخلاقة التي أنتجت ما يسمى «الربيع العربي» الذي يكاد يُنهي بالكامل قرناً من الآمال في تحقيق الوحدة العربية، وصلت إلى درجة جعلت البعض إلى ما يشبه الإشفاق على خريطة سايكس بيكو والترحم عليها بعد أن وصل تآمر بعض الدول العربية وتواطؤها إلى مستوى غير مسبوق من الضلال واللعنة والضلوع في مخطط التفكيك الطائفي والعرقي الجديد لدول عربية.
لا شك في أن عشرات الأسماء المخططة والمساهمة والفاعلة على خط التفكيك الجديد تضج بأسمائهم مراكز الأبحاث والصحف الأميركية والغربية عملوا بلا هوادة، ومن دون أي كلل أو ملل منذ عشرات السنين على استدعاء كل عوامل تقسيم العرب، واستجرار كل بذور الانشقاق بينهم في الأفكار والمصالح وحتى في العقائد والهويات التي تقود إلى الصدام وذلك في جهد سري ضخم بُذل- كما أشرنا- قبل قليل لإيقاظ العصبيات الدينية والإثنية والأهلية من سباتها تحت مسميات ويافطات وذرائع المطالبة بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
من هذه الأسماء التي عملت على خط التفكيك هذا «برنارد لويس، كارتر، بريجنسكي» وآخرون لا يتسع المجال لذكر أسمائهم، على يد هؤلاء ومن سبقهم من الآباء المؤسسين لخطوط تقسيم المنطقة من جديد نمت وكبُرت بذور الانقسام العربي والتبعثر والتردي واللامبالاة والنزوع إلى الانكفاء والعجز والاكتئاب، ما أوصل العرب إلى الوضع الذي يعيشون الآن، وما يتعرضون له من مخاطر كبيرة. الأنثروبولوجي الفرنسي «ميكائيل بارا» توقع ما يجري في الوطن العربي من أحداث الآن، وذلك من خلال مقابلة أجرتها معه مجلة «مدارات غربية» منذ عشرة أعوام تقريباً وكأنها أجريت الآن، ومن أبرز هذه التوقعات:
- معارضة الشكل الإقليمي الحالي للمنطقة العربية بمشاريع انفصالية تشجعها وترعاها قوى خارجية ترى في التجزئة والتقسيم وسيلة تؤمن لها مزيداً من السيطرة وضمانة لمصالحها وطريقاً لتحقيق أطماعها الإستراتيجية، ومن ضمنها الحصول على قواعد أفضل لمصالحها في المنطقة.
- إن تحطيم وكسر البنيات الوطنية سيؤدي إلى إعطاء الأفضلية أو توفير الفرصة لانغلاق الخصوصيات المحلية على نفسها.
- إن انهيار الدول القوية سيفضي إلى ولادة كيانات مستقلة جديدة.
- إعادة تقطيع وتقسيم منطقة الشرق الأوسط المفخخة بتصورات من النوع الطائفي والأثني التي تساعد على إحياء العصبيات ودفعها إلى الذروة.
- الانغلاقات الطائفية لا يمكنها توليد الطمأنينة.
الواضح على ضوء ما يجري في الوطن العربي من أحداث تحت ما يسمى «الربيع العربي» أن هذه الأحداث تتفق مع توقعات «ميكائيل بارا» التي أشرنا إليها قبل قليل وأن عدة أقطار عربية معرضة للتقسيم والضياع والتحول إلى دول فاشلة أمام زحف وفظائع وجرائم الوحوش الملتحية التي تلاقي الدعم السري والعلني أحياناً من الولايات المتحدة وتركيا وأصحاب الفكر الوهابي التكفيري.[/rtl]

» هل هذه هي نهاية اتفاقية "سايكس – بيكو"؟
» “جنيف – 2″.. من سايكس – بيكو إلى كيري – لافروف
» هل يغيّر «البركان السوري» حدود سايكس - بيكو؟
» "سايكس بيكو" جديد يطبق في المنطقة العربية..هل يوجد في العالم العربي من يعي ذلك..!!?
» الخلافات التركية ـ الإيرانية وتغيير خريطة سايكس ـ بيكو