كتب امجد اميرالاي - عربي برس - بيروت
المساعدات الانسانية الخليجية للسوريين: ممنوع الدخول الا لضحايا شبكات الدعارة .
كتب امجد اميرالاي – عربي برس - بيروت
من المتعارف عليه ان الصحافيين يتلقون الكثير من المساعدة حين ينشرون عما يهم المواطنين او يعنيهم بشكل شخصي، في معظم الحالات تكون المبادرة من المواطنين في الاتصال بالصحافي ، فكيف يمكننا ان نعرف من له علاقة بهذا او ذاك من المواضيع ان لم يبادر المواطن بنفسه لعرض قضيته؟
قبل ايام نشرنا مواضيع تحقيقات نقلا عن مصدر في موسكو هو الزميل " خليل الروسان " ، الكاتب المعروف بأنه اول من نشر " خطة بندر بن سلطان لتدمير سورية " في 29 اذار من العام الماضي بعد اسبوعين فقط من بداية الثورة.
مقال حاول عشرات الصحافيين وقتها التشكيك بمضمونه الذي يحوي خططا تفصيلية، ولكن ثبت ، بعد ما يقارب الثمانية عشر شهرا من عمر الثورة ،ان كل كلمة وردت في فيه جرى تنفيذها من قبل الثوار وداعميهم بحذافيرها.
بناء عليه حين يصلنا مقال تحقيقات يحوي معلومات سرية من كاتب بهذا المستوى من المصداقية فنحن في عربي برس ننشره دون تردد (بعد فحص ما فيه معلومات ومطابقتها للواقع).
في كل الاحوال، نشرنا لزميلنا الروسان مقالين خلال اسبوع واحد(فضلا انظر الروابط تحت) وخلال يوم تلى، بدأنا بتلقي اتصالات ورسائل من قراء يتحدثون عن شخص ورد ذكره في المقالين بشكل عرضي، إنه السيد سامر حمدون .
يبدو ان لهذا الاسم وقعه الخاص على الفيات الجميلات من دبي الى بيروت الى دمشق وجدة والرياض !
هو اسم لرجل اعمال من التابعية السورية ولكنه يحمل الجنسية اللبنانية(نعتقد انها مزورة) وهو ايضا مفتاح امني يمكنه ان يحصل لاي كان على فيزا الى الولايات المتحدة والى اوروبا والى الخليج باسرع الطرق الغير معروفة المسار.
وهو في مقالنا هذا بطل عملية التغرير بعشرات الفتيات ، الثوريات والمحايدات، وربما بالمئات من السوريات الجميلات الباحثات في زمن الثورة والقحط المالي عن فرصة عمل فأوقع بهن " رجل اعمال مؤدب ومحتشم " اسمه المشهور هو سامر حمدان ام اسمه الحقيقي فهو شيء آخر .
محدثتنا سيدرا، سورية في منتصف العشرين من عمرها، ابرز ما يميزها هو وجود كل ما يحلم به رجل بامرأة في امرأة واحدة هي سيدرا، جميلة جذابة ، مثيرة، انيقة ، لها صوت ووجه وجسد يتبارون فيما بينهم لاثارة عواطف اي رجل دون ان تقصد الفتاة ذلك، فكاريزما الجمال عندها ربانية.
جلسنا معها في المقهى البيروتي (الاميركي الاسم والطابع ) بعد اتصالها بنا لتروي لنا قصتها مع سامر حمدون، ومع زوجته فيما بعد، ومع فرص عمل ثورية اولا ثم شخصية فيما بعد، وقد اوصل سامر حمدون سيدرا للحصول على كل تلك الفرص التي رفضت بعضها وقبلت اخرى.
آخر تلك الفرص وظيفة من المفترض انها دبي فتبين ان الادارة حولت الموظفة الجديدة الى المقر الرئيسي في السعودية، وظيفة انتهت بمحاولة اغتصاب لم تنقذها منها سوى وصيفات(صديقات وخدم في آن) الاميرة السعودية جواهر بنت نايف وهي ايضا زوجة امير المنطقة الشرقية .
بحضور صديقاتها بدأنا الحوار
.
تقول ندى – ج (مهندسة بترول) أنها حين هربت من سورية الى بيروت بسبب نشاطها المعارض اعتبرت أن الفرص في دول الخليج هي الحل لمشكلتها، هي سورية ودول الخليج ترسل الوفد تلو الوفد الى تركيا ولبنان والاردن لمساندة السوريين بالمال والسلاح ضد النظام. والاعلام الخليجي يخوض الحرب على النظام نيابة عن المعارضة السورية، فهل من المعقول ان تبخل دول الخليج السبعة بفيزا عليها وهي المهنسة صاحبة الخبرة والمناضلة الحمصية؟؟
تخرجت ندى من جامعة البعث وعلمت فيها كمعيدة وشاركت في الثورة منذ بدايتها ولكنها استفاقت على مشكلة عائلية فزوجها المتوفي في الثورة لم يترك مالا بل اثنان من الاولاد عليها ان تربيهم، وليس لها بعد الله في هذه الدنيا الا شهادتها ووظيفتها الرسمية التي فقدتها بسبب نشاطها السياسي. واما وظيفته الاخرى في القطاع الخاص فقد فقدتها بسبب العقوبات وخروج الشركات الاجنبية من سورية.
جربت كل صاحباتها في الخليج ولم تعد عليها اتصالاتها بهم الا بالهمّ، فهناك قرار على اعلى مستوى في السعودية والبحرين والكويت وعمان والامارات وقطر: " ممنوع دخول السوريين ولا يمكن اصدار فيزا عمل ابدا للقادمين لأول مرة حتى بوجود كفيل " !
حالة تكررت مع سيدرا وهي فتاة من اجمل فتيات ريف ادلب ولدت في دمشق وعاشت فيها وحلمت (رغم ممانعة الوالدين) بالعمل مضيفة ارضية ، اشتغلت في هذا المجال وكان جمالها الملفت سبب تعاستها في الوظيفة، جائت الثورة فقررت الانخراط فيها وسرعان ما طاردتها القوى الامنية للنظام فهربت الى لبنان بعد تجربة اعتقال خرجت منها مع عفو رئاسي سوري ، حيث عانت الامرين لتجد قوت يومها، ثم تذكرت شقيقتها التي تعيش في الكويت وطلبت منها تأمين عمل، فهي مضيفة ارضية في سورية ولكنها حاملة لشهادة عليا في اللغة الانكليزية ويمكنها التدريس او العمل مترجمة.
نسأل المضيفات الثوريات : ولكن الا يحصل المناضلون عن جزء من التقديمات المالية الخليجية؟
تقول سيدرا لا تصل الى امثالنا بل يحصل عليها السياسيون في الخارج وقادة المسلحين في الداخل وقلة من التنسيقيات الحضارية (الغير وهابية) تحصل على فتات لا يكفي تكاليف النضال الثوري، ومثيلاتنا من غير المحجبات عليهن طلب رضى " شيخي فلان او علان من اصحاب الملايين التي تسيطر على القرار الثوري "
وجدت سيدرا الحل ، شقيقتها في الكويت فطلبت منها ان تجد لها عملا يمكنها ان تعيش منه وتتابع ما كانت تفعله من ادارة عمل دعائي لمصلحة الثورة. وفعلا وجدت لها شقيقتها عملا في مدرسة خاصة ولكن لا صاحب المدرسة ولا معارف زوج الشقيقة (من كبار القوم في الكويت) استطاعو تأمين فيزا عمل لها الى دولة ارسلت للتو الى الثوار سفينة اسلحة !
" هناك قرار باقفال كل فرص العمل امام السوريين في الخليج" ، الا في حالات شديدة التعقيد اهمها " الخبراء في المعلوماتية والضباط السابقين والموظفين السابقين في مركز البحوث والنساء الجميلات !
حالتان نسائيتان من مجتمع المعارضة السورية ومن طائفة دول الخليج وكلاهما لديه فرص عمل في الخليج. لسبب الوحيد لعدم استفادتهما من تلك الفرص هو القرار السياسي الكبير :
" ممنوع دخول السوريين للعمل " !
" اذا... كيف تساندنا دول الخليج وتمنعنا من اطعام ابنائنا " ؟
تسأل ندى وصديقتها ميرال (ممرضة ) لتنضم اليهم سيدرا التي غابت لشهرين دون ان يعرف احد اين اختفت مع انها كانت من المترددات يوميا على مكان تجمع فتيات ونساء من انصار المعارضة السورية في مقهى اميركي على ساحل
بيروت المكتظ في الروشة مقابل الصخرة ، مقهى يمكن لواحدة منهن ان تشرب كوبا من القهوة الاميركية وتجالسها الاخريات دون ان يدفعن فلسا....
فيزا فقط لشبكات الدعارة !
كان موعدنا مع سيدرا في ذاك المقهى وقد اختارته لأنها تعرف بان صاحباتها يجلسن هناك يوميا بعد الخامسة عصرا وكلهن من العاطلات
تروي سيدرا لعربي برس قصتها مع الثورة وكيف خسرت عملها وقدرتها على العيش بحرية في سورية بسبب ملاحقة الامن لها. تقول كنت مراسلة متطوعة لصفحات الثورة وفي فترة ما دخل علي الأمنيون واعتقلوني من شقة في باب توما كنت امارس من احدى غرفها التي اتشاركها مع اخريات من ناشطات الثورة عملية الترويج لقمع النظام ضد المتظاهرين، بقيت في السجن من 18 نيسان الى ما بعد صدور العفو الثاني عن المعتقلين بقرار من رأس السلطة في سورية.
تقول خرجت وبقيت على وضعي مراسلة لصفحات الثورة الى ان اتصل بي شخص يدعى سامر حمدون بالهاتف من دبي وقال انه يريد ان يقابلني في بيروت لعمل له علاقة بنشاطي.
قابلته كما طلب بعد ان أمن هو مروري الآمن الى بيروت رغم ان اسمي على لائحة الممنوعين ولم نتوقف على اي حاجز سوري بسبب حمل سائق السيارة التي نقلتني الى بيروت للوحة ديبلوماسية (قبل رحيل الديبلوماسيين).
في بيروت تقول سيدرا انزلني الرجل في فندق صغير في شارع الحمرا ثم نقلني في اليوم التالي الى شقة خاصة في الاشرفية.
دربني على الكثير من اساليب المراسلات الآمنة وعلى مواضيع اخرى لم أكن قبل ذلك امتلك فيها خبرة.
" من المدهش " تتابع سيدرا: ان ذاك الرجل المهذب سرعان ما طلب مني بعد ان عرف جذرية انتمائي للثورة( وانه لا علاقة لاصل عائلتي الجغرافي بافكاري المتحررة )طلب مني الانخراط في عمل امني له علاقة بالثورة كما قال.
فرحت تقول سيدرا بالفرصة النضالية خاصة وان رحلتي الى بيروت جرت بعلم مسؤول تنسيقية دمشق القديمة التي كنت من اوائل من اسسوها.
اول الاهداف: مراقبة صانع صواريخ ؟
يتبع في الغد