مع من ستتفاوض سورية ؟

[rtl]مع من ستتفاوض سورية ؟[/rtl]

[rtl]وكالة أوقات الشام الإخبارية[/rtl]
[rtl]ايفين دوبا
بعد نجاح سوريا على المستوى السياسي والأمني خلال الحرب عليها منذ أكثر من ثلاث سنوات، باءت القطيعة التي مارستها الدول الأوربية على سوريا بالفشل وانعكست سلباً عليها، لذا لا سبيل أمامها للتوبة إلا العودة وفتح قنوات جديدة للدبلوماسية في سويرا، كما يقول المحامي والمحلل السياسي، أحمد طارق قلعه جي، في حوار خاص مع "عربي برس"، مشيراً، في الوقت نفسه، إلى أنّ سوريا ليست مضطرة بالضرورة القبول بعودة تلك الدول.

ولفت المحلل السياسي، إلى أنّ هدف القضاء على "داعش" من الممكن أن يشكل تحالفاً إقليمياً كبيراً، تدخل بينه الدول التي صنعته، مؤكداً، أن الأولوية الآن ليست للمباحثات السياسية في الوساطة، وإنما للقضاء على الإرهاب، الذي يهدد أي تسويات سياسية بين سوريا وبين الدول الراعية للمشروع العدواني عليها، مستبعداً حدوث جولة جديدة لجنيف، وأمور أخرى ورد على ذكرها ضمن سياق الحوار التالي:

خلال الأيام القليلة الماضية، ضجت وسائل الإعلام بخبر فتح قنوات دبلوماسية جديدة مع دمشق، هل من الممكن أن نشهد عودة العلاقات مع تلك الدول في القريب؟

في البداية، عودة تلك العلاقات والاتصالات لأسباب عدة، الأول أنّ سوريا خلال الحرب عليها أثبتت جدارتها في حربها على الإرهاب الذي بات يقلق الدول الأوربية والذي تراه خطراً دائماً على أمنها القومي، وبالتالي باتت مجبرة على إعادة الاتصالات مع سوريا، على المستوى الأمني والسياسي، لما أصبح لدى سوريا من خبرة وامتلاكها لملفات مهمة جداً تتعلق بالجماعات الإرهابية والعناصر الأوربية التي التحقت بالجماعات تحت مسميات تكفيرية وجهادية.

أمر آخر، يكمن في أن التسويات الدولية باتت اليوم تجد طريقها للتوضيح، خاصةً بعد نجاح سوريا على المستوى السياسي وفرضت نفسها كلاعب إقليمي ودولي ولا يمكن تجاوزه في المستقبل، وبالتالي فإنّ القطيعة التي مارستها الدول الأوربية على المستوى السياسي تجاه سوريا باءت بالفشل وانعكست على تلك الدول سلباً، ووجدت أنه لا بد من إعادة هذه العلاقات مع سوريا، ولكن بصورة تدريجية تتناسب إلى حد ما مع الضغوط الأمريكية والبريطانية والفرنسية.

إذاً، النية الغربية اليوم تغيرت، فهل يمكن أن تتخلص بالقضاء على الإرهاب ومن بينها "داعش" خاصةً في ظل التطورات التي تحصل في العراق؟

لا بد من القضاء على الإرهاب الذي تشكله "داعش"، ولا بد من تضافر الجهود، خاصةً وأنّها لجأت إلى ما يسمى "دولة الخلافة" وجعل المنطقة كمغناطيس لجذب التكفيريين من العالم.

الدول المعنية بهذه المشكلة، التنسيق بينها لا يزال مستمراً، وبدأت الجماعات التي كانت في السابق تمولها تفرض نفسها كلاعب في الرافدين.

هنا من الممكن التكهن، في أن وجود عمليات مشتركة بين الجيشين السوري والعراقي، من أجل القضاء على "داعش" خاصةً وأنّ المناطق متداخلة فيما بينها على الحدود بين الدولتين، ولكن، الأهم من هذا أن نشهد خلال الفترة القادمة اتساع دائرة التنسيق لتشمل أكبر من سوريا والعراق، وتضم إليها دولا ًإقليمية مهمة على صعيد محاربة الإرهاب وعلى رأسها "داعش".

لكن، في هذه الفترة، بدأنا نشهد عودة العديد من الدول في موقفها حول تلك الجماعات وعلى وجه التحديد "داعش"؟

ما حدث ليس انقلاباً، وإنما وهم إعلامي، وليس حقيقي، فالسعودية وتركيا وقطر لا زالت تدعم "داعش"، وما قامت به الأخيرة مؤخراً في السعودية ما هو إلا عبارة عن عملية فردية، وليست عامة.

اليوم، الهدف الذي تعمل عليه تلك الدول، يكمن في مدى الاستفادة من هذه العناصر، وتحقيق الأهداف الإرهابية في الدول الأخرى، ومنع عودتها إلى الحاضنة السعودية، وذلك بعد أن تيأس تلك الدول من الإرهاب الذي تمارسه تلك الجماعات ولا تستطيع تحقيق الهدف الذي نشأت من أجله والمتمثل في تقسيم العراق وسوريا، وإشعال حرب دينية ومذهبية، تحافظ على أمن إسرائيل وتقسم دول المنطقة.

بعيداً عن الأوضاع الميدانية، تم تعيين المدعو هادي البحرة، رئيس لما يسمى "ائتلاف المعارضة السورية في الخارج"، ما الذي يمكن أن تحدثه تلك التغييرات، خاصةً وأن بوادر تسوية سعودية- قطرية لاحت في الأفق لاختيار البحرة؟

تعيين البحرة ما هو إلا صيغة استخباراتية، وما يسمى "الائتلاف" بات معروفاً أنه محكوماً بنقاط نفوذ تلك الدول، وبالتالي فإن أي تعيينات تخضع لتجاذبات تلك الدول وعلى رأسها قطر والسعودية وتركيا والولايات المتحدة الأمريكية، وبنتاج هذه التسوية وبدعم أمريكي تم التوافق على "رئيس جديد للائتلاف" حددته التوافقات السعودية القطرية لإرضاء عشيرة شمر التي تعد صاحبة النفوذ في السعودية.

لكن، هل هناك أي تأثير لهذه التعيينات على مستقبل الوضع في سوريا؟

بالتأكيد لا، وذلك لأن التعددية الذي تنادي به سوريا يستثني الدمى المصنوعة خارجياً.

في الوقت نفسه، تم تعيين بديل للأخضر الإبراهيمي، وبدت ملامح جولة جديدة من جنيف تظهر إلى العلن، هل الظروف متوافرة؟

لا أعتقد، الأولوية الآن ليست مباحثات سياسية في الوساطة، وإنما للقضاء على الإرهاب، الذي يهدد أي تسويات سياسية بين سوريا وبين الدول الراعية للمشروع العدواني عليها، خاصةً وأنّ ما يسمى "الائتلاف" لا يملك أوراق عسكرية قوية، سواء كان عبر ما يسمى "الجبهة الإسلامية" أو عبر ما يدعى "الجيش الحر"، وبالتالي لا يمكن لسوريا أن تقبل بالعودة إلى مفاوضات بالواسطة مع أشخاص لا يملكون أي قوة في الميدان، أو يمكن من خلالها ترجمة أي اتفاق على الأرض.

جنيف في حال استؤنف سوف يكون بحاجة إلى تلك الدول من أجل إيجاد مخرج للأزمات التي صنعوها بأنفسهم، خاصة ًبعد خروج ظاهرة الإرهاب عن نطاق السيطرة.
عربي برس[/rtl]

» الإعلامي خضر عواركة لدام برس : سورية ليست غزة ولا لبنان .. سورية في عين العاصفة .. ومن يظن أنه سينجو إن سقطت سورية واهم
» الإعلامي خضر عواركة لدام برس : سورية ليست غزة ولا لبنان .. سورية في عين العاصفة .. ومن يظن أنه سينجو إن سقطت سورية واهم
» السيد نصر الله : المظلوم في سورية هو كل سورية وكل شعبها وكل جيشها لان سورية مستهدفة
» خلفيات و ذرائع و أبعاد استهداف سورية الأمة و سورية العروبة و سورية الدور وسورية المقاومة عبد الرحمن تيشوري – شهادة عليا بالادارة
» حرب الاستخبارات في سورية : تحالف اسرائيل و السعودية في مواجهة سورية ...الحلقة الاولى