اعتراف أمريكي بالقوة السورية ..الروسي يتمدد.. الإيراني يحتفل.. وسورية مثال يُحتذى

[rtl]اعتراف أمريكي بالقوة السورية ..الروسي يتمدد.. الإيراني يحتفل.. وسورية مثال يُحتذى[/rtl]

[rtl]وكالة أوقات الشام الإخبارية[/rtl]
[rtl]علي مخلوف
يزداد لهيب الميدان على كامل الرقعة التي تشمل بلاد الشام والرافدين، معارك عنيفة في العراق، وأخرى مثيلة لها في سورية التي تتعرض لعدوان إسرائيلي جديد بهدف تقديم زخم للمعارضة، الأردن في حالة تأهب على الحدود، فيما يعيش النظام السعودي هلعاً من اقتراب داعش إلى أراضيه، لبنان مرة أخرى ساحة للعمليات الانتحارية، أما المشهد السياسي فيشهد تحسناً ملحوظاً. الملف الكيماوي السوري انتهى، وكي مون شكر تعاون الحكومة السورية، أوباما يعترف بقوة الدولة السورية وضعف المعارضة واصفاً إياها بالفانتازيا، وتكهّنات عن بدء تغيّرات في المواقف الأوروبية من دمشق، روسيا تتمدد إقليمياً وأوروبياً فتوقّع اتفاقيتين: الأولى نووية مع إيران، وأخرى تتعلق بالغاز المسال مع النمسا، ويبقى ملف الإرهاب سبباً جامعاً قد يوحّد الخصوم.

الميدان
تستمر المكنة الحربية السورية في حصد الكثير من أرواح حملة الأسلحة. عمليات مركزة ضد تجمعات ومواقع للإرهابيين، وحملات عسكرية باتجاه مناطق أخرى، ملاحقة شراذم بعض الميليشيات المسلحة في مناطق أخرى، ففي كل من حلب وريف إدلب تقوم وحدات الجيش بملاحقة الميليشيات الإرهابية في بعض المناطق هناك وتقوم بنصب كمائن محكمة لهم، لاسيما في كل من (مرعيان ومنطف وتلة كريمة) في الريف الإدلبي، فيما لم تتوقف نيران الجيش في بعض مناطق الريف الحمصي الذي دخل مرحلة العد العكسي ليكون نظيفاً بالكامل من أية مظاهر توحي بوجود ميليشيات مسلحة، وبخاصة بعد عودة مدينة حمص بالكامل إلى كنف الدولة ووجود جزء ليس بقليل من ريف حمص تحت سيطرة الجيش، فيما لم يتبق سوى بضعة مناطق يحتشد فيها المسلحون كملاذ أخير لهم وأهم مناطق تواجدهم هي في (كيسين وعز الدين بالرستن ومحيط أم شرشوح وتلة أبو السناسل في تلبيسة وفي الطيبة بالحولة والصوانة) وهذه القرى والمناطق هي الآن تحت مرمى نيران الجيش الذي يقوم بقصف التجمعات المسلحة فيها كل فترة، وعلى الساحة الحلبية أوردت وكالة سانا أن الجيش استهدف مجموعات إرهابية مسلحة في أحياء حلب القديمة و(بني زيد وبلاس وهنانو والجندول وحندرات والعويجة والبريج وكفر حمرا وجنوب الوضيحي والإنذارات ومارع وتل جبين وعزان وحريتان وعبطين ومريمين والليرمون) بحلب وريفها وأوقع في صفوفها قتلى ومصابين، وفي الساحل السوري كسب كُسبت، وتمت السيطرة على المعبر الحدودي المطل على الأراضي السورية المحتلة من قبل تركيا أو التي تسمى زوراً بـ "الجانب التركي" ولم يعد بالإمكان بعد اليوم تحويل تلك الحدود إلى ممرات عبور آمنة لمسلحي الشتات من العالم، لاسيما بعد الخوف التركي من تمدد الإرهاب.
أما في دمشق وريفها فتستمر عمليات الجو لاسيما طلعات الطيران الحربي باستهداف المسلحين الموجودين في (جوبر والمليحة) في حين كانت المفاجأة عقد مصالحة في حي القابون الكبير الذي كان يتحصن فيه المسلحون بأعداد كبيرة ولفترة طويلة منذ سنتين، أما في عدرا فقد أصر أهالي هذه البلدة وهم كثر بالعودة رغم وجود مسلحين يحتلون منازلهم ومدينتهم، و ووجهوا بالرصاص من قبل مسلحي المعارضة لكن الأهالي وبإصرار رفضوا التراجع هاتفين للجيش العربي السوري، وهذا يعطي إشارة بغض النظر عن اتجاه هؤلاء السياسي حول انقلاب جزء من المزاج السوري الذي كان يوصف سابقاً بأنه كان مغرراً به، فالصورة الآن باتت واضحة والقناعة تترسخ يوماً بعد يوم لدى الجميع بمختلف انتماءاتهم بأن لا ضامن للوحدة والأمان سوى الجيش العربي السوري. تبقى الإشارة للغارات الإسرائيلية الأخيرة على مناطق في القنيطرة رداً على صاروخ أُطلق من الجانب السوري إلى المناطق المحتلة، وهنا اتهم العدو الإسرائيلي الحكومة السورية بتلك الفعلة مستبعداً أن تقوم المعارضة السورية بذلك لاسيما وأن إسرائيل تقدم لها مساعدات إنسانية ولوجستية!

اعتراف بقوة سورية
عندما يتحدث رئيس الدولة العظمى في العالم التي قادت الحرب على سورية طيلة السنوات الثلاث الماضية وحتى الآن بقوله: إنه لا توجد معارضة معتدلة داخل سورية قادرة على هزيمة النظام، فاعلم أن ذلك اعتراف علني أمام الدنيا بقوة ذلك النظام الذي يشكل دولة عصيّة على الهزيمة حتى في أكبر الحروب.
في مقابلة تلفزيونية مع شبكة "سي بي إس CBS" الأميركية، قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن إدارته استهلكت وقتاً كبيراً في العمل مع المعارضة السورية المعتدلة، ولكن وجود معارضة مثل هذه قادرة على الإطاحة بالأسد يبدو الأمر غير واقعي وفانتازيا. ورداً على سؤال فيما إذا قررت واشنطن دعم قوات المعارضة المعتدلة في سورية، فهل سيكون هذا الفراغ موجوداً، فأجاب أوباما: "فكرة وجود قوة سورية معتدلة جاهزة لهزيمة النظام ليست صحيحة وبالتالي، فإنه بكل الأحوال "الفراغ" سيكون موجوداً بحسب تعبيره عن ذلك الفراغ المزعوم.
لقد شكّل كلام الرئيس الأمريكي مفاجأة كبيرة للرأي العام العالمي، وصدمةً للمعارضة وداعميها، بحيث بادرت شخصيات معارضة بانتقاد كلام الرئيس الأمريكي محمّلةً أوباما وإدارته بالتخاذل عن نصرتها كما يجب، بل وصل الأمر بأحدهم وهو ما يُسمى بالناطق باسم الائتلاف لؤي صافي بالتبرير إنه لو قامت واشنطن بتنفيذ الضربة العسكرية التي كانوا ينتظرونها لكان تغيّر المشهد!
ما يهم هو أن كلام أوباما يحمل عدة رسائل أولها أن الدعم الأمريكي للمعارضة سيقلّ ولن يكون كما في السابق بدليل جوابه عن الفراغ المزعوم سواءً قامت واشنطن بدعم المعارضة أم لا، يعزز ذلك ما عبّر عنه بأنه إضاعة للوقت الكثير في العمل مع معارضة ضعيفة غير قادرة على تنفيذ الأهداف المرسومة، فهل سيكون تصريح الرئيس الأمريكي انتقالاً من مرحلة لمرحلة أخرى؟ وهل سينعكس كلامه على سير العملية السياسية فيما يخص الأزمة السورية؟ أليس من الممكن أن يكون ملف مواجهة الإرهاب وحاجة واشنطن لدمشق وحلفائها لهذا الغرض سبباً فيما قاله أوباما؟ أو ليس اعتراف أوباما بقوة الدولة السورية يعني اعترافاً بأمر واقع؛ على واشنطن التعايش معه بمنطقية؟ والرجوع عن فكرة وجود معارضة قوية موحدة قادرة على تحقيق الحلم الأمريكي، لعل أكثر ما يؤكد استحالة تواجد هكذا نوع من المعارضة هو ما وصفها به أوباما بأنها فانتازيا!.

تغيّر بمواقف أوروبية
أن تُوجَّه دعوة من وزارة خارجية دولة أوروبية لمسؤول سوري رفيع في الدولة السورية بعد ثلاث سنوات على الحصار والخصومة ومحاولات إسقاط النظام لهو تطور كبير يندرج في خانة تغيّر جذري في الموقف الأوروبي تجاه سورية، الدولة التي راهنت أوروبا على إسقاطها ثم أجبرت اليوم على دعوة مسؤولين رفيعين فيها لحضور مؤتمرات دولية رسمية! حيث قامت المستشارةُ السياسية والإعلامية للسيد الرئيس بشار الأسد، بثينة شعبان بزيارة إلى العاصمة النرويجية /أوسلو/ بدعوة من وزارة الخارجية النرويجية للمشاركة في منتدى أوسلو، الأمر لم يقف عند ذلك بل التقت شعبان خلال الزيارة وزير الخارجية النرويجي بورغ برينده والرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر، ومساعد الأمينِ العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان.
كل ذلك يعطينا دلائل وإشارات على مدى تغيّر الموقف الغربي من سورية، فالمدعو ليست شخصية مستقلة بل مسؤول رفيع في الدولة السورية بل ومقرب من رئيس الجمهورية الذي استمر الغرب في تكرار مزاعم عدم شرعيته والرهان على إسقاطه! وبحسب ما يتم الحديث عنه فإن الأبرز خلال هذا المنتدى كان مراجعة من الدول الغربية لمواقفها من سورية وما يجري في المنطقة حيث أشارت المصادر إلى أن هذه المراجعة حقيقية ولكن نتائجها لا يمكن أن تظهر بين يوم وليلة، مصادر مشاركة بيّنت أن المنتدى الذي شارك فيه معاونو وزراء خارجية ورؤساء مراكز أبحاث وممثلون عن عدة بلدان في العالم وشخصيات سياسية رفيعة مثل الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر لفت أنظار العالم إلى أن ما يجري في المنطقة خطير والجميع يشعر أن هناك تضليلاً في المعلومات والآراء التي تنقل بعيداً عن الواقع، ورأت المصادر أن بحث الغرب عن حلول في المنطقة قد يؤسس لمرحلة جديدة مبنية على تعاون الغرب مع سورية والعراق ودول أخرى في المنطقة لمواجهة الإرهاب، وقد أكد العديد من المشاركين على دور سورية المحوري في المنطقة.
اللقاء الأبرز أيضاً كان بين المستشارة شعبان ومساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان، هذا الأخير معروف بعدائه لسورية والدور السلبي والمؤذي الذي لعبه في المنطقة، عند تعيينه في الأمم المتحدة قيل إن هذا المنصب قد أعطي لفيلتمان لما يتمتع به من دهاء وخبرة ولما يمكن أن يفيد واشنطن في تحقيق أهدافها في الملفات الساخنة خصوصاً الملف السوري، الآن هذا الموظف الأممي الأمريكي مضطر للجلوس مع مسؤول سوري رفيع، وهنا تجدر الإشارة إلى قيام أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون بالإشادة بتعاون الحكومة السورية في إنهاء ملفها الكيماوي والتخلص منه، لاحظوا أن كي مون أثنى على الحكومة السورية، لا كما اعتادوا قوله السلطة أو النظام في سورية فتأملوا ذلك المصطلح الشرعي الذي يطلق على أي حكم دستوري قانوني في أي بلد سيتضح عندها كم أن هناك تغيراً في الموقف الغربي والأممي عموماً تجاه الدولة السورية.

التمدد الروسي والاحتفال الإيراني
ناقش الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره الأمريكي باراك أوباما في اتصال هاتفي مختلف جوانب الأزمة الأوكرانية وسبل تنفيذ خطة السلام التي قدمها الرئيس الأوكراني بيوتر بوروشينكو، ثم لم يطل الأمر حتى تم نشر خبر عن أن الرئيس بوتين يقترح على مجلس الاتحاد الروسي إلغاء التفويض باستخدام القوة في أوكرانيا! هو بالتأكيد ليس إذعاناً روسياً لأمريكا، لكن من يتابع تسارع المفاجآت عالمياً سيعلم أن هناك مقايضة في الموقف والأفعال بين موسكو وواشنطن، إذ بعد اقتراح بوتين على مجلس الاتحاد الروسي لحل المشكلة الأوكرانية كما تتمنى أمريكا، رأينا كلام الرئيس أوباما المنتقد والساخر مما تُسمى بالمعارضة السورية واعترافاً بقوة الدولة السورية وتفضيلها على الفراغ الذي سيشغله المتطرفون، يُضاف إلى ذلك ثناء بان كي مون على الحكومة السورية في تعاونها بالكيماوي، فضلاً عن دعوة وزارة الخارجية النرويجية لمسؤول سوري رفيع في "النظام" من أجل حضور منتدى أوسلو الذي تحضره كبار الشخصيات والأكاديميين العالميين، أضيفوا إلى ذلك أيضاً توقيع روسيا و إيران بروتوكولاً للتعاون من أجل إنشاء محطات نووية جديدة في إيران، ثم توقيع الروس اتفاقية مع النمسا تتعلق بالغاز المسال.
بعد كل هذا يتضح كم أن النفوذ الروسي يتوسع، وأن هناك تفاهمات بين موسكو وواشنطن بدأت تتضح للعيان وتنذر ببدء مرحلة توازن عالمي جديد، يكون أول حاجياته توفير الاستقرار عبر محاربة الإرهاب، وفي هذا المجال سورية هي قطب الرحى.

آل سعود خائفون وفي العراق الدم يُراق
أمريكا في حالة فوضى وخوف مما يجري على الساحة العراقية بشكل غير متوقع، تمدد داعشي ينذر بالأسوأ إن استمر دون مواجهة، وزير الخارجية الأمريكي يزور بغداد ويلتقي المالكي ويحثّه على تشكيل حكومة وحدة وطنية والمضي قدماً في مواجهة الإرهاب، ثم يتجه لأربيل الكردية ليلتقي البرزاني ويحثّ الأكراد على المشاركة في حكومة ائتلاف وطني عراقي، بالتوازي مع ذلك تستمر المعارك الدامية في العراق والحديث يصل إلى سيطرة داعش على بعض المنافذ الحدودية، فيما ينفي الجيش العراقي حصول ذلك مؤكداً استمرار زحفه للقضاء على داعش، الأخيرة في حالة تمدد وتوسع بلا شك.
لكن التطور الأكثر إثارة هو اقتراب داعش من الأراضي السعودية ومحاولة هؤلاء السيطرة على معبر عرعر الحدودي بين العراق والسعودية، الأمر الذي استنفر السعوديين وأعاد لأذهانهم صورة هؤلاء "الجهاديين" الذين توعدوا آل سعود بالعودة إليهم حينها مزقوا جوازات سفرهم السعودية ووضعوها تحت أقدامهم.

المجهر السياسي
كشف وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو أن نحو 2400 تونسي يقاتلون في سورية في صفوف المعارضة المسلحة، وهو ما يشكل خطراً مستقبلياً على أمن البلاد، موضحاً أن بلاده منعت الآلاف أيضاً من السفر إلى سورية، يتزامن ذلك مع عزم تونس تشكيل قطب قضائي متخصص في الإرهاب، وقيام البرلمان التونسي على الإعداد لقانون مكافحة الإرهاب.
الموقف التونسي يؤكد مخاوف هذا البلد من الإرهاب المرتجع من سورية شأنها شأن الكثير من الدول التي أرسلت بمواطنيها للقتال في سورية أو غضت الطرف عنهم في البداية، هذا الموقف يؤكد تقاطر الدول الآن من أجل حفظ أمنها ولن يكون ذلك إلا بطريق التعاون مع دمشق.

أشاد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بتعاون الحكومة السورية في إزالة ترسانة الأسلحة الكيماوية وذلك مع انتهاء نقل هذه الأسلحة خارج سورية، مشيراً إلى إنه "عندما تتوفر الإرادة السياسية" كما هو الحال "يمكن أن يحصل تقدم باتجاه السلام، مطالباً جميع أولئك المنخرطين في الملف السوري في المنطقة أو من المجتمع الدولي الاقتداء بهذا المثال.
إشادة على غير العادة من المغتاظ دوماً بان كي مون، الرجل سمّى الأسماء بحقيقتها فأثنى على الحكومة السورية، وهذا مصطلح قانوني رسمي يُطلق على أي حكم شرعي في أي بلد من بلدان العالم ما يناقض الفكرة التي عملت عليها الأمم المتحدة والغرب سابقاً من أن السلطة في سورية غير شرعية بحسب زعمهم والمفاجئ أكثر بأن كي مون اعتبر الدولة السورية مثالاً يُحتذى مطالباً جميع الدول المنخرطة في الملف السوري بالحذو حذوها.. فتأملوا.
الأزمنة[/rtl]

» تشاينا تايمز : اعتراف أمريكي بإحباط أضخم عملية سينمائية لفبركة سقوط النظام السوري
» الرد الروسي ـ الإيراني؛ كيف ومتى؟
» المحور الروسي ــ الإيراني فريسة التحالف النفطي
» اعتداء كيميائي لكسر تفوق النظام ...المنطقة وسورية تلامس الخطوط الحمر ..والصراع الروسي -الاميركي مستمر
» العبثية الأمريكية في الحرب على الإرهاب .. استبعاد المحور الروسي ـ الإيراني ـ السوري