«داعش» توزع «زكاة النفط» في الرقة السورية.. ما هي هذه الأموال وما هي شروط الإستلام؟يسعى تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي بعد إعلانه “الخلافة الإسلامية” المزعومة إلى توطيد حكمه في المناطق التي يسيطر عليها في سوريا وإثبات قدرته على إقامة هذه الخلافة التي يمثلها. وبدأ توزيع “زكاة النفط” في محافظة الرقة على شكل أموال تصرف للأفراد وللعائلات على حد سواء وقد نشر موقع الجزيرة تفاصيل هذه الزكاة.
وأوضح الناشط خليل كاوي أن تنظيم الدولة يقوم بدفع زكاة النفط بمقدار ألفي ليرة (11.7 دولارا) لكل شخص من أهالي الرقة، كما يقدم التنظيم مساعدة مالية قدرها عشرون ألف ليرة لكل عائلة، ولكن التنظيم وبحسب الخليل ‘اشترط مقابل توزيع هذه الزكاة أن يقوم بوضع ختمه على البطاقة العائلية باسم الدولة الإسلامية وهذا ما منع كثيرا من أهالي الرقة من استلام حصتهم من هذه الزكاة والمساعدات المالية’.
وأرجح خليل أسباب امتناع الكثير من العائلات في الرقة من استلامهم الزكاة إلى خوف الأهالي الذين يتنقلون بين المدن السورية ‘من أن تقع البطاقة العائلية بيد عدو للتنظيم سواء أكان النظام أم قوات المعارضة المسلحة فهذا الأمر قد يسبب لصاحبه مشاكل قد لا تحمد عقباها’. موضحا أن عددا كبيرا من الموظفين في الدوائر الحكومية يضطرون للسفر إلى مدن أخرى من أجل استلام رواتبهم، وهذا أيضا سبب إضافي يمنع معظم الناس من استلامهم الزكاة.
الحاجة أكبر
ومن جهته يؤكد أبو مازن -أحد أهالي الرقة الذين استلموا الزكاة والمساعدة المالية- أنها لا تكفي لأيام قليلة لتسد رمق عائلة كعائلته المؤلفة من 11 شخصا. ويضيف -في حديث للجزيرة- ‘أنا لا أعمل بسبب عدم توفر فرصة عمل لي في الرقة بسبب ازدياد أعداد النازحين فيها وهذه المبالغ من تنظيم الدولة لا تكفيني وعائلتي إلا لأيام قليلة’.
أما أبو الهادي -أحد عناصر التنظيم القائمين على توزيع الزكاة في الرقة- فيقول إنهم وزعوا الزكاة المفروضة من النفط المستخرج من الآبار في المدينة ‘تأدية لشرع الله في فريضة الزكاة والعمل على تقديم الصدقات في هذا الشهر الفضيل وليس كما يدعيه بعض من يعادينا على أننا نقوم بهذا الأمر لإقناع الناس بنا’.
ويضيف أبو الهادي ‘تقديم الصدقات للفقراء والمحتاجين وأداء الزكاة هو من الأمور الشرعية التي لا بد منها ومن الواجب علينا في الدولة الإسلامية أن نرعى مصالح شعبنا من المسلمين وهذا العمل من باب متابعة شؤون المسلمين الذي فرضه الله علينا ونعمل في دولة الخلافة الإسلامية على متابعة هذا الأمر وإحصاء الفقراء والمحتاجين إلى مساعدات لنقوم بتلبية حاجاتهم وتأدية واجبنا تجاههم في تأمين قوتهم وعائلاتهم إضافة إلى إيجاد فرص عمل للذين لا يجدون عملا من خلال توظيفهم في دوائر ومؤسسات الدولة لخدمة المسلمين وتقديم الرواتب لهم’.
*الجزيرة