جبهة غزة... أقوى جبهات محور المقاومة وأخطرها

[rtl]جبهة غزة... أقوى جبهات محور المقاومة وأخطرها[/rtl]

[rtl]وكالة أوقات الشام الإخبارية[/rtl]
[rtl]حسين طليس
لطالما كانت النظرة الى غزة، نظرة التضامن مع المدينة الفسطينية المحاصرة والضعيفة، التي تقاوم بالـ"موجود" من أسلحة، أو كما وصف صديق، "بالقساطل"، فيما تتعرض بالمقابل لمطر الـ"قازانات" وأطنان المتفجرات التي ترميها الطائرات الصهيونية حاصدة أرواح العشرات من الغزاويين. ولطالما كانت تعتبر الجرح المؤلم لجبهات المقاومة، حيث صعوبة توفير الدعم الخارجي لمقاومتها، وحيث الجغرافيا السهلية الساحلية المناسبة لجيش العدو الصهيوني أكثر منها للمقاومة التي تنتهج حرب العصابات. وفي الدرجات الممنوحة للقوة والتأثير فلطالما كانت غزة بنظر الجميع تقع في آخر لائحة الجبهات التي تشكل خطراً إستراتيجياً على الكيان الصهيوني، حيث تسبقها إيران وحزب الله وسوريا في درجات الخطورة والقدرات. لكن ماذا لو قلنا العكس ؟ ماذا لو أن الحقائق وما نشهده منذ إنطلاق العدوان الأخير على غزة، يشير الى أن غزة هي أخطر الجبهات وأكثرها تأثيراً وقدرة ؟!

قد يرى البعض مبالغة بأن نقول أن المقاومة في غزة أخطر من حزب الله وإيران وسوريا على الصهاينة، ففارق الإمكانات والحصار المفروض إضافة الى ضعف الإمدادات والدعم، قد يشير الى ذلك فعلياً. لكن مشهد غزة من المنظور الإستراتيجي، يظهر أنها الجبهة الأخطر بين كافة الجبهات حالياً على العدو الإسرائيلي، فهي الأقرب الى عمق الكيان الصهيوني أولاً، وبالتالي فإن فارق الإمكانات بين المقاومة في غزة والمقاومة اللبنانية او الجيش السوري أو ايران، ينتفي مع قدرة الصواريخ( قصيرة ومتوسطة المدى) المتوفرة لدى المقاومة الفلسطينية على الوصول الى العمق وتهديد أهم المدن الصهيونية وأبرز التجمعات الإستيطانية في الكيان. وقد بدا ذلك واضحاً في اليومين الماضيين حين قصفت حيفا وتل أبيب والقدس وبئر السبع وهي مدن (بإستثناء حيفا) لم يتم قصفها إبان حرب تموز 2006 مع حزب الله، رغم قدرة الأخير على ذلك.

ثانياً، إن ظهر المقاومة الفلسطينية في غزة آمنٌ، وعليه فإن إمكاناتها مصبوبة 100% على الجبهة المواجهة للعدو الصهيوني، فيما باقي الجبهات كالمقاومة اللبنانية وسوريا، تواجه الإرهاب الصهيو- تكفيري في الداخل وتخوض حرباً أخرى على جبهة رديفة للجبهة مع "إسرائيل"، وهذا ما يمنح المقاومة الفلسطينية القدرة على مناورة أوسع والصمود في حرب طويلة الأمد مع الكيان، دون أن يؤدي ذلك الى خطر خلفي عليها.

ثالثاً، ما زالت غزة ومقاومتها خارج الشرذمة والتفرقة التي ضربت المنطقة، وبالتالي فإن حرباً طويلة الامد عليها، قد تعيد تحلّق الجماهير العربية حول القضية الفلسطينية، خلافاً لحزب الله او سوريا، الذين تم شيطنتهم خلال الأحداث الأخيرة التي لعبت فيها "إسرائيل" وأميركا ودول الخليج على الوتر الطائفي و صورت للجماهير العربية أنهم العدو الأول قبل "إسرائيل". وعليه فإن الحرب على غزة ستحمل الجمهور العربي على الإلتفاف حول المقاومة الفلسطينية ودعمها (ولو معنوياً) وإعادة الأمور الى خانتها الأولى والصحيحة... العداء الأول لـ"إسرائيل".

من جهة أخرى، فإن المقاومة في غزة، ما تزال خارج الإعتبارات السياسية، وبعيدة عن ألعاب المصالح الدولية، التي قد تخضع بلحظة واحدة للتبدل فتضيق على عملها ومقاومتها، وبالتالي فإن أفق خياراتها في الهجوم والرد مفتوحة أمام المقاومين في غزة، بعكس سوريا مثلاً أو إيران، وحتى حزب الله الذي أصبح قوة تفاوض، تقرر، وتبدل في المعادلة الإقليمية. وبالتالي فإن مقاومة غزة أكثر تحرراً من الإعتبارات كافة، وأكثر قدرة على التحرك والمواجهة دون قيود أو مخاوف.

ما سبق، هي معطيات واضحة وظاهرة، ولا تحمل في نتيجتها مذمة لأية جبهة من جبهات المقاومة ولا تعني تفضيلاً لأحد أو تقليلاً من قيمة وفعالية أحد في مقاومة العدو الإسرائيلي والنضال في سبيل القضية الفلسطينية، بل على العكس. إن ما سبق من معطيات تدركه إيران وسوريا ويدركه حزب الله، وإنطلاقاً من ذاك الإدراك، باتت غزة أقوى وأخطر الجبهات على العدو الإسرائيلي. فيبدو أن دول محور المقاومة، قد قررت استثمار تلك المعطيات، ورفع قدرات المقاومة في غزة، وصب المزيد من الأسلحة النوعية والصواريخ الإستراتيجية، من أجل أن تكون غزة، الشوكة المؤلمة الأكثر عمقاً في جسد الكيان الصهيوني، والجبهة التي تجمع خطورة وقدرات كافة الجبهات المعادية لـ"إسرائيل"، وما الصواريخ السورية، المتهمة إيران بإيصالها، والمتهم حزب الله بتطويرها وتدريب المقاومة الفلسطينية عليها، سوى دليل على أن "إسرائيل" تقاتل كامل محور المقاومة على أعتاب المدينة الفلسطينية المحاصرة، التي كانت بالأمس تعتبر الأضعف، فأصبحت اليوم الأخطر التي قد تدق آخر مسمار في نعش هيبة الجيش الإسرائيلي.
سلاب نيوز[/rtl]

» محور المقاومة في جنوب سوريا
» محور المقاومة,استراحة محارب
» مقاتلو محور المقاومة بأكمله في حلب
» بهدوء | محور المقاومة؛ كسب مصر لكسب الحرب
» هل سيتمكن محور المقاومة من فرض حلوله على أزمات المنطقه