مقاتلو محور المقاومة بأكمله في حلبحسان الحسن – المردة
لا ريبَ أن العملية العسكرية التي أطلقها الجيش السوري والقوى الرديفة في محافظة “حلب” في الشمال هي بالغة الأهمية من حيث توقيتها، لاسيما أنها أتت بالتزامن مع المعارك الطاحنة التي تشنها القوات المسلحة في الجنوب، رغم اختلاف الأهداف بين الجبهتين، كذلك تؤكد العملية جهوزية الجيش للتحرك على مختلف الأراضي السورية، وتدحض كل الأقاويل التي تتحدث عن إستنزافه بعد مضي أربعة أعوام على بدء الأزمة، رغم التضحيات الجسام التي قدمها.
بالنسبة لاختلاف الاهداف، فإن الهجوم في الجنوب يرمي الى تحقيق إنجازات عسكرية – استراتيجية، وهي إزاحة المجموعات المسلحة من المناطق الخطرة التي تصل بين “الجولان” و “حوران” و”جبل العرب”، أي عملياً فصل الجبهات عن بعضها في المحافظات الثلاث المذكورة، خصوصاً بعدما امتدت المعارك الى منطقة “اللجاة” الواقعة على طريق “السويداء” والمتاخمة “لحوران”، وحققت القوات المسلحة تقدماً كبيراً، واستعادت نقاطً استراتيجية ك “تلّ حارة” وسواها، ما يعزز طوق حماية العاصمة “دمشق” أيضاً، بحسب مصادر ميدانية.
أما الغاية من الهجوم الواسع النطاق في الشمال، فهو قطع الطريق بين محافطة “حلب” و”تركيا”، لا سيما بعد موافقة الحكومة السورية على طرح الموفد الأممي الى سورية ستيفان دي ميستورا تجميد القتال في “الشهباء” ستة أسابيع، ولكن بعد الانجازات الميدانية التي يحققها الجيش والقوى الرديفة، لا داعٍ لتطيبق “خطة دي ميستورا”، على حد تعبير المصادر. وتلفت الى أن قطع طريق “حلب – تركية”، سيؤدي الى فصل المسلحين عن الأخيرة، وبالتالي قطع الإمداد عن المجموعات المسلحة المنتشرة في ريف “حلب الشمالي” والمدعومة من “أنقرة”، فتصبح مجرد بؤر مسلحة مقطعة الأوصال، ليس ألا، بحسب المصادر.
وفي حال نجاح القوات السورية من احكام الطوق في شكلٍ كامل على الأحياء التي تتواجد فيها المجموعات المسلحة في “حلب القديمة، وبالتالي استعادة المدينة الى كنف الدولة، تعتبر المصادر “أننا نكون قد انتقلنا من حرب المدن الى حرب البؤر”، كذلك تعزز استعادة “الشهباء” أوراق القوة لدى محور المقاومة في اي عملية مفاوضات مرتقبة مع الغرب، لا سيما بعد إخراج “حلب” من التفاوض، برأي المصادر.
وتعليقاً على سير المعارك في الشمال، يرى مصدر في المعارضة الداخلية أن تقدم الجيش، شكّل ضربة قويةً للدور التركي في سورية، مؤكداً أن معركة الشمال حاسمة بالنسبة للمنطقة بأسرها، بدليل توحّد محور المقاومة في جبهة واحدة، وبالتالي اشتراك مقاتلين من مختلف دول هذا المحور في المعارك المذكورة آنفاً، وهذا الأمر لم يعد خافياً على أحد، على حد قوله.
ويلفت المصدر الى أن مسلحي “الاخوان المسلمين” في “الريف الشمالي” يعانون حالة ضياع وتشتت، رغم كل الدعوات والمحاولات التركية الآيلة الى تجمعهم، بعد اخفاقاتهم وتراجعهم في “الريف”، مؤكداً أن لا عودة الوراء.
ويعتبر المصدر أن الانجازات الميدانية، يجب أن يليها متابعة سياسية، وبالتالي استثمارها من محور المقاومة بأي تسوية لانهاء الصراع في المنطقة، يختم المصدر.