أولائك الذين ….

موضوع: أولائك الذين …. الأحد يونيو 29, 2014 3:16 am

أولائك الذين ….

السبت , 28 حزيران / يونيو 2014

أولائك الذين …. Oi8vd3d3Lm1lcGFub3JhbWEubmV0L3dwLWNvbnRlbnQvdXBsb2Fkcy8yMDE0LzA2LzEyOTQtMzMyeDE5OS5qcGc_YTI3ODNm

أولائك الذين …. Oi8vd3d3Lm1lcGFub3JhbWEubmV0L3dwLWNvbnRlbnQvdXBsb2Fkcy8yMDE0LzA2LzEyOTQtMzMyeDE5OS5qcGc_YTI3ODNm

أحمد الحباسى
تروى الميثولوجيا الإغريقية أن قدر شخصية ” سيزيف ” الشهيرة أن يحمل صخرة إلى أعلى قمة جبل ، و ما أن يصلها ، حتى تتدحرج الصخرة إلى الأسفل ، عندها يعود ليحملها من جديد ، و هكذا دواليك إلى ما لا نهاية ، لا أدرى ، و لا أراكم تدرون ، هل يدخل تصرف السيد سيزيف في باب المبالغة القصصية ، أو من باب عدم الإقرار بالهزيمة أو من باب قبول التحديات أو من باب العبث ، لكن المهم في نهاية الأمر أن نقر أن هناك من الحكام العرب من يشبه في كثير من التفاصيل شخصية و تصرف البطل ” سيزيف ” ، و هناك من لا يهدؤون حتى يصلوا إلى مبتغاهم حتى لو كان ذلك المبتغى هو الخيانة التي من أجلها ضحوا بشرفهم ، و بكل شيء .
كثر الحديث منذ فترة عن المكرمة الملكية السعودية للشعب المصري ، طبل الإعلام المصري اللئيم كالعادة و مدح هذا التصرف السعودي ، و كالعادة شاهد العرب كيف تصرف العاهل السعودي مع رئيس أكبر دولة عربية متجاهلا كل الأعراف الدبلوماسية و البروتوكول ، و كيف ” دفع” الشعب المصري من كرامته “الرئاسية” مقابل تلك المكرمة المالية السعودية ، بطبيعة الحال ، كان موقفا سخيفا للغاية و مثيرا للاشمئزاز للغاية ، و بطبيعة الحال ، تفنن لسان الإعلام المصري في تبرير ما لا يبرر ، و جاء على لسان أكثر من طرف ” تحليلا” ( من باب الحلال ) لتلك الزيارة المصرية إلى جناح الملك السعودي في “أ رض” الطائرة الملكية الرابضة في مطار مصري كقاعدة احتلال ، لكنه كان من الواضح أن الرئيس المصري قد بدأ عهده بخطيئة سياسية ، أخلاقية ، بروتوكولية كبرى لا تليق بكبار رؤساء الدول .
من الغريب أن هناك من يعتقد خطأ أن الملك قد تصرف بعفوية و بدافع المرض ، و أن الرئيس المصري قد نقض أدبيات البروتوكول تقديرا للدور السعودي و من باب التصرف الشهم أمام المرض ، لكن الحقيقة المؤلمة أن الجانب السعودي لم يكن يتجرأ على تلك الخطيئة الكبرى أمام أي رئيس عربي أو غربي آخر ، لكن الجرأة السعودية لم تأت هذه المرة من فراغ بعد أن صنع الإعلام المصري ، المتعود على ضرب الدف ، من “المعونة” السعودية محصول السنوات السمان بعد أن ترك الإخوان لمصر “محصول” ثلاثة سنوات عجاف ، و بعد أن باتت السعودية و نظامها طبعا صاحبة الفضل في إنقاذ الشعب المصري من المجاعة و البؤس ، فهل لا يحق للملك إذن أن يمد ساقيه و يتمدد في أرض قاهرة المعز .
لم يتحرر حكام النفط الخليجي من غروهم المفرط ، مع أنهم لا يساوون فلسا من دون النفط ، و ما زال لديهم غرور زائد يدفعهم إلى كثير من الحماقات السلوكية ، فهم لا يعترفون ببقية الدول العربية و لا يقبلون التعايش بندية معها و يرفضون مجرد التفكير في الدخول في إستراتيجية عربية تشبه مشروع السوق الأوروبية المشتركة ، و لعل هذا الغرور و النرجسية الزائدة هي من حكمت على الجامعة العربية بالموت السريرى منذ سنوات ، و هو الذي يدفعهم اليوم إلى إنزال وحداتهم الإرهابية في العراق و في سوريا و بقية البلدان العربية المغربية بعلة إسقاط كل الأنظمة المعادية للفكر الوهابي التكفيري و إعطاء الفرصة للصهيونية العالمية لتقسيم المقسم و تفتيت المفتت من هذه الدول ، بل لنقل بكامل الوضوح أن المال النفطي قد أصبح الحنفية الوحيدة الممولة للإرهاب في العالم و أن أنظمة قطر و السعودية على سبيل المثال هم أول الداعمين لمفهوم إرهاب الدولة .
لا يمكن المراهنة على دول الخليج لتغيير الوضع العربي نحو الأفضل ، و لا يمكن التصديق أن الحكومات الخليجية ستوقف تمويل الإرهاب و القتل في الدول العربية ، فهذا مطلب صهيوني غربي لا يمكن عصيانه أو تجاهله ، لكن المراهنة يجب أن تكون على حالة الاحتقان الشعبية في السعودية و في غيرها من المحميات الخليجية الصهيونية ، المراهنة يجب أن تكون على مفهوم التدافع الاجتماعي الذي يقدر على إسقاط الأنظمة الخليجية المتآكلة و الآيلة للسقوط ، و في كل الأحوال ، من المهم أن تفكر الدول العربية المتضررة من إرهاب الدولة الممارس من السعودية و قطر بالذات في إعادة كرة اللهيب إلى الساحة السعودية ، و أن تعمل المخابرات العربية على مواجهة الفعل الخليجي الخادش للقومية و للمصالح العربية بتوفير عوامل موضوعية فعلية بإمكانها مساعدة الغضب الشعبي السعودي بكل الطرق على تحقيق غاياته في التخلص من الأنظمة الفاسدة .
لا مكان لأنظمة الخليج في المنظومة الدولية العالمية ، هذه أولى الحقائق التي يدركها الغرب قبل أهل الشرق ، و ما يأتي من ضرر و بأس و موت و دمار من هذه الأنظمة لا مثيل له في العالم ، بل لنقل أنه للمرة الأولى في العالم أن تقوم دول باستخدام مخزونها الطبيعي ليس لإنعاش الاقتصاد و بناء دور العلم و فتح أفاق التنمية بل لتمويل الإرهاب و ثقافة الدم و التكفير إضافة إلى رعاية مؤسسة عمائم بيضاء بأفكار سوداء تنبعث منها إشعاعات مضرة بالفكر و بالحضارة الإنسانية ، من هنا نفهم لماذا يسقط السودان في العدم ، لماذا سقطت ليبيا في دوامة العنف ، لماذا حركت حركة النهضة شياطين الدم و الإرهاب إلى سوريا ، لماذا يسقط العراق و يدخل ى دوامة العنف و التقسيم ، لماذا يرزق لبنان بعد كل يومين بانفجارات وهابية سلفية سعودية ، لماذا سقطت القضية الفلسطينية في بئر الخيانة و بيع الضمير ، لماذا صعد الرئيس المصري ليتقبل تباريك العاهل السعودي بنجاحه في إخراج قطر من مصر ، لماذا لم يفهم البعض أن المعونة السعودية هي وجبة سم قاتلة ، فالنظام السعودي لا يقدم للعرب إلا القتل و لا شيء غير الموت و القتل .

» الإرهابيون يفرون من داريا بأزياء نسائية.. والغنائم تدخل لواء التوحيد والنصرة في أتون التصفيات المتبادلة ..قواتنا تدك مقراً لقيادي القاعدة .. الإرهابيون الذين كانوا يلوذون بالفرار يوم أمس متخفين بأزياء النسوة في داريا.. هم أنفسهم الذين استهدفوا
» ماهية المسلحين الذين يقاتلون في سوريا
» جديد إغتيال «اللقيس».. من هم الذين ضغطوا على الزناد!
» ألمانيا: عدد المتطرفين الذين يسافرون الى سوريا مرتفع جدا
» من هم قادة «داعش» الذين قضوا في غارة التحالف؟