بين الموصل وكسب.. إمارة الوهم المهزومة

[rtl]بين الموصل وكسب.. إمارة الوهم المهزومة[/rtl]

[rtl]وكالة أوقات الشام الإخبارية[/rtl]
[rtl] عمر معربوني
بين سايكس - بيكو التي حولها البعض الى شمّاعة يعلّق عليها فشله وتخاذله، وبين قوى قرّرت مقاومة كل متفرّعات هذا الاتفاق، حاولت "داعش" أن توسّع نطاق إمارتها من الموصل شرقاً حتى كسب غرباً، مروراً بالحسكة والرقة ودير الزور وحلب وإدلب، الى بغداد وما بعدها لتلتقي مع الحدود الأردنية جنوباً من الجهتين السورية والعراقية.

هذه الإمارة تحمل عناصر فشلها وتهاويها معها، فما كان مؤملاً أن يحصل لم يحصل ولن يحصل، ولن يعدو كونه وهماً كبيراً سيصطدم بإرادة مقاومة المشروع الأكبر الذي تقوده أميركا بدعمٍ تركي سعودي "إسرائيلي".

وإن كان هدف سايكس - بيكو هو التمهيد لقيام دولة "إسرائيل"، فإنّ ما نشهده يسير بنفس الاتجاه لتقسيم المقسّم إماراتٍ صغيرة، وهنا سيصطدم طموح داعش بدولة كبيرة مع رغبات الداعمين الراغبين بمئات الإمارات على عدد الجماعات.

وبمعزلٍ عن التوزع الإثني أو الطائفي أو المذهبي الذي يتم استخدام الخلافات فيه لتطوير حجم التناقض والتناحر بين أطرافه، فالمشهد الأبرز هو مشهد النفط، حيث يتماهى الاتفاق الكردي - التركي مع الموافقة الأميركية – "الإسرائيلية " لتمرير خطّ نفطٍ يبدأ من الموصل –كركوك وينتهي في خليج العقبة.

هذا المشروع النفطي هو نقيض المشروع الإيراني – الروسي تماماً، وقد جاءت هجمات "داعش" لتخلق حزاماً جغرافياً عازلاً لن تسمح موسكو وطهران باستمراره.

وقد بدا واضحاً بموازاة الخيانات التي حصلت في صفوف الجيش العراقي اشتراك مسؤولين سياسيين عراقيين في الخيانة، مع صمتٍ كردي فاضح.
أما لماذا: بين الموصل وكسب.. إمارة الوهم المهزومة..؟؟

فكما أنّ مشروع الهجمة يُدار من قبل أميركا وحلفائها على جغرافيا العراق وسورية، فإنّ المحور المقاوم يعتبر أنّ ردّه الطبيعي سيكون على كامل الجغرافية المستهدفة في سياق وحدة الرد والجبهات.

لقد جاء تسريع سقوط كسب كردٍّ سريعٍ على ما حصل في العراق، لتوجيه رسالةٍ واضحة الى أميركا وتركيا والسعودية مفادها أننا سنُفشل مشروعكم.
في العراق، يبدو أنّ القوات العراقية استوعبت الصدمة وانتقلت الى مرحلة العمليات الخاصة كمقدمة سيتبعها هجمات كبيرة، وتمثل الإجراء العراقي بتعزيز حزام الدفاع عن المنطقة الوسطى والعاصمة بغداد والمناطق الجنوبية.

وفي المشهد الميداني باشرت القوات العراقية عملياتٍ عسكرية بالاشتراك مع العشائر في كل من قضاء رواة ومنطقة تلعفر والموصل، وتتركز العمليات على استهداف مواقع قيادة داعش والعمل على قطع خطوط التواصل بين مجموعاتها.

وستشهد الأيام القادمة الاحتكاكات المباشرة بين القوات العراقية و"داعش"، حيث يبدو واضحاً أنّ الجيش العراقي استعاد زمام المبادرة، وأصبح واضحاً لديه أنّ القضاء على "داعش" لن يكون فيه أي تهاون.

وبغياب التأييد الشعبي لـ"داعش" ونزوح أغلبية سكان المناطق التي اجتاحتها، ستكون مهمة الجيش العراقي أكثر سهولةً إن من حيث السرعة أو النتائج.

ويُتوقع أن تبدأ القوات العراقية بتحديد مناطق الضربات الجوية لمناطق التحرك المحتملة لـ "داعش" على مستوى البقعة (المدن – القرى) أو الجبهة الأكبر (المناطق الوعرة والصحراوية والحدودية) .

وكما لاحظنا مشاركة العشائر العراقية في العمليات الى جانب الجيش العراقي، فإنّ العشائر السورية قد حزمت أمرها وشكّلت قوات دفاع عن مناطق الحدود لمنع تمدد داعش أو فرارها الى هذه المناطق.

بالانتقال الى الجبهة السورية، فإني أعتبر ، كما كان رأيي سابقاً، أنّ حلب هي أم المعارك وأنّ حسم هذه المعركة وتحقيق هزيمة كبيرة في الجماعات المسلحة، سيؤدي الى انهياراتٍ كبيرة تشبه الزلزال الذي ستكون تردداته موجعة في واشنطن وتل أبيب والرياض وأنقرة والدوحة، وسيكون وقعه عليهم كالصاعقة.

ففي ظل استمرار معارك الريف الجنوبي صار ضرورياً الاندفاع بمعركة الريف الشرقي لحلب المؤدي الى المنطقة الشرقية بأكملها (الرقة – دير الزور– الحسكة) لسببين:

1- توسيع نطاق جغرافية المعركة لإجبار الجماعات المسلحة على تشتيت قواتها وإلزامها التحرك لمؤازرة قطاعات تواجدها، وهذا ما سيعرّضها لضربات سلاج الجو السوري وشلّ قدرات حركتها ويعرض آلياتها وأسلحتها للدمار.
2- إشعار سكان المنطقة الشرقية بقرب انتهاء المعركة، ما سيؤدي الى انتفاضات في وجه الجماعات المسلحة تقودها العشائر وتخلق وضعاً جديداً في وجه هذه الجماعات، سينتج عنه انقساماتٌ واستسلاماتٌ وانهياراتٌ كبيرة.

وبالعودة الى كسب، فإنّ تحريرها كان ردّاً واضحاً من محور المقاومة أنّ المعركة لن تسير بحسب رغبات المخططين، ومن أهم نتائج تحرير كسب أمرين أساسيين:

1- منع الجيش التركي المجموعات المسلحة من عبور الحدود باتجاه تركيا، وهو مؤشر سيساعد في فقدان ثقة هذه الجماعات بتركيا ويُحدث تحولات جذرية في أنماط تفكيرها، وسيُشعر باقي الجماعات في حلب وادلب المدعومة من تركيا أنّ مصيرها لن يكون مختلفاً عن مصير الجماعات الهاربة من كسب.
2- هروب هذه الجماعات الى ريف ادلب التي حملت معها هزيمتها والتي ستكون بمثابة عبء على قادة الجماعات المسلحة الأخرى في ريف إدلب، وهي لن تضيف لهم عنصر قوة بشري بقدر ما ستذهب الأمور الى التناحر فيما بينها، مستنداً في هذا التوقع الى مسار هذه الجماعات وأنماط تفكيرها المرتبطة بالأمرة والغنائم وغيرها من الأمور.

ستشكل جبهات حلب في قادم الأيام محور المتغيرات الميدانية على كامل الأرض السورية والعراقية أيضاً، لارتباط الجماعات المسلحة في كل من سورية والعراق بمشروعٍ واحد. وسيكون عدم تجانس هذه الجماعات، الذي لم يتحقق يوماً ولن يتحقق، السبب الرئيسي في تهاوي المشروع بأكمله، على عكس ما تمنى وخطط المخططون.

إنّ تطورات الميدان اليومية في حلب تسير بوتيرةٍ عالية لن تكون مريحة للجماعات المسلحة قريباً، وسيشكل الإعلان عن تحرير المليحة قريباً تنامي هبوط معنويات الجماعات المسلحة والتي تشهد في أعقاب كلّ نصرٍ يحققه الجيش السوري استقالاتٍ لقياداتٍ لم تعد تستطيع تبرير استمرارها ضمن أجواء الهزائم المتتالية.

وأختم بأنّ تحرير كسب سيكون بداية اللهب في إدلب وحلب، لن تنجو منه أية منطقة في سورية والعراق. فالجيش السوري الى مراكمة المزيد من الانتصارات، يقابله في صفوف الجماعات المسلحة هزائم كبرى وانهيارات.

*ضابط سابق (خريج الأكاديمية العسكرية السوفياتية).
سلاب نيوز[/rtl]

» أردوغان يقود معركتي حلب وكسب
» تشييع السنّة وصناعة الوهم
» من درعا الى يبرود، معركة «الصمت» و«سقوط الوهم»
» اختبار الوهم و الفشل المحتوم – غالب قنديل
» طرابلس إمارة «داعش» على المتوسط؟