الصمت الانتخابي ينكسرعلي نزهة – الخبر برس – طرطوس
فيما تتعرض سوريا لحرب قاهرة على المستوى العسكري والإعلامي، يصر الغرب على فرض ضغط جديد يترافق مع ساعات الانتخابات الرئاسية في الجمهورية العربية السورية، فهو يعمل منذ أكثر من شهر على محاولة زيادة العنف المسلح مع إدخاله أعدادا من السيارات المفخخة إلى المحافظات السورية بشكل كبير، ونشر اخبارها وسط الناس وعبر صفحات التواصل الاجتماعي، سعياً منهم لدس الخوف والرعب في الشارع السوري المنتخِب.
أما ما رأيناه اليوم من الإقبال على صناديق الاقتراع وإصرار الشعب السوري على اختيار مرشحه، كان كسراً لكل التحديات الخارجية، فبعد أن ساد الصمت الانتخابي الساعات الأربع وعشرون الأخيرة ما قبل الانتخابات، إنكسر اليوم أمام الأعداد المتقدمة لممارسة حقها القانوني.
استعدت كافة المحافظات السورية منذ عدة أيام للعملية الانتخابية وقامت بتوزيع المراكز الانتخابية واللجان القضائية والمراقِبة على فروعها وأماكنها المخصصة ضمن الشروط والقوانين المفروضة من قبل وزارة الداخلية السورية، فكان لمحافظة طرطوس (789) مركزاً انتخابياً على مستوى المحافظة ككل، وزع على الشكل التالي:
ضمن المدينة: 90 مركزاً
في القرى: 591 مركزاً
في بانياس: 107 مركزاً
في المناطق الحدودية: مركزا واحدا في منطقة العريضة
وعلى الصعيد الأمني فقد اتخذت المحافظة إجراءاتها الأمنية المشددة على مداخل المدينة كافة والمراكز الانتخابية خاصة، لضمان سير العملية الانتخابية ضمن المحافظة بشكل آمن.
وفي سؤال لـ “الخبر برس” عن عدد المواطنين الذين يحق لهم المشاركة بالعملية الانتخابية في المحافظة أجابنا عضو اللجنة الانتخابية في أحد المراكز، أن عدد من يحق لهم التصويت ضمن المحافظة هو (695115) مواطناً من أهالي طرطوس وما يفوق الـ 200 ألف مواطناً من المهجرين المقيمين في المحافظة، مضيفاً بأن اللجنة قامت باتخاذ خطوات قانونية تمثلت بـ التدقيق للهويات الشخصية وتقديم التسهيلات للأخوة المهجرين من خارج المحافظة لسير العملية الانتخابية بشكل صحيح وسلس.
وفي جولتنا بين المواطنين المشاركين بالتصويت وجمع آراءهم حول الاستحقاق الرئاسي كحدث جديد في سوريا وما يطلبونه من الرئيس الجديد:
قالت السيدة (منى) من محافظة حمص أنها من المهجرين اللذين عانوا وتكبدوا الخسائر الجسيمة من قبل المسلحين وهي اليوم تقوم بالادلاء بحقها الانتخابي الحر الصريح متمنية من الرئيس الجديد أن يمنح سوريا الأمان والاستقرار الذي كانت تنعم به سوريا من قبل الأزمة.
وقال السيد عمر عبدالله من محافظة طرطوس أن الانتخابات الرئاسية هي الدليل الأقوى على أن الشعب السوري مازال صامداً بفضل صموده مع جيشه مأكداً على متابعة نهج الصمود في وجه الأعداء مهما كان انتمائهم وتمنى من الرئيس الجديد أن لا يسمح بالتدخل الخارجي بأي شكل من الأشكال وأن يمنح سوريا أمنها الذي خسرته منذ ثلاثة سنين، ولا يرضى بالتنازل عن أي شبر من الأراضي السورية المحتلة إن كانت في الجولان أو لواء اسكندرون.
طرطوس اليوم كانت الحالة الخاصة بين أغلب المحافظات السورية، فكما يعلم جميع السوريين أن محافظة طرطوس كانت الحاضن الأول لجميع المهجرين من مناطق الصراع، فكان هناك أعداد كبيرة من المهجرين من كافة المحافظات السورية اللذين يشاركون أهالي طرطوس أصواتهم في الاستحقاق الرئاسي.
شعبٌ أبى أن يخضع لأوامر الخارج وضغوطاته وبالرغم من المصاعب التي تكبدها أصر أن يكون خياره سورياً بمشاركته للانتخابات الرئاسية ليعلن للعالم أجمع أن سوريا كانت وما زالت بلد الديمقراطية الذي يختار مستقبله وخياره من دون شروط أو فروض عليه.
*تغطية حصرية لصالح صحيفة الخبر برس