المناورات الأضخم.. لمواجهة «حزب الله»ماجدة الحاج – صحيفة الثبات
خرقت المناورات العسكرية الأميركية “الإسرائيلية” التي انطلقت يوم الأحد الماضي في فلسطين المحتلة، بمشاركة نحو 6000 جندي، المشهد الإقليمي المتلبد، في توقيت بدا لافتاً مع بدء العد العكسي للانتخابات الرئاسية السورية، وتحوُّل المشهد الميداني بشكل كبير لمصلحة القيادة السورية، أُضيف إليه مؤخراً خرق للجيش السوري لدفاعات الجماعات المسلحة على جبهة درعا الجنوبية وريفها، من دون إغفال القلق الأميركي إزاء الملف الأوكراني، وما يعنيه من تزايد للنفوذ الروسي على الساحة الإقليمية. مناورات انطلقت في ظل معلومات صدرت عن كواليس بعض الأروقة الدبلوماسية الغربية، ومفادها أن “جنيفر كوبرا”؛ التسمية التي أُطلقت على تلك المناورات “الأضخم حتى الآن”، بهدف اختبار وتطوير منظومات الدفاع المشترك الأميركي – “الإسرائيلي” ضد الهجمات الصاروخية، ترتبط بخطة أعدتها واشنطن وتل أبيب ترمي إلى فتح مواجهة مع حزب الله “في مرحلة ما بعد الأسد”، بالتزامن مع انطلاق مناورات “الأسد المتأهب” بعد أيام في الأردن، والتي ستجري أيضاً برعاية ومشاركة أميركية، حيث سينضم إليها 13 ألف جندي ينتمون إلى 24 دولة “صديقة” – وفق ما أعلن مصدر رسمي أردني – مرفقة بـ”متابعة” استخبارية “إسرائيلية”، حسب ما أكد أحد المحللين العسكريين “الإسرائيليين” للقناة العبرية العاشرة.
وتحت عنوان “أفكار أميركية لمواجهة حزب الله.. بعد سورية”، أشار تقرير صدر عن مؤسسة “أميركان إنتربرايز” إلى القلق الأميركي من انتشار ما سمّاه “نموذج حزب الله” في المنطقة، كاشفاً عن حشد استخباري إقليمي لمواجهة الحزب في الفترة المقبلة. ولفت التقرير إلى توجُّس أميركي متزايد من المهارات العسكرية المتنامية في صفوف مقاتلي الحزب، التي تهدد “وجودية إسرائيل” كما الولايات المتحدة والحلفاء في المنطقة، وبالموازاة، توقّف خبراء عسكريون “إسرائيليون” أمام انطلاق المناورات العسكرية التي تمهّد لحرب وشيكة مع “حزب الله”، وفق تعبيرهم، ناقلين لصحيفة “يديعوت احرونوت” العبرية تخوُّفهم من مفاجآت يحضّرها الحزب، ستخرق الهجمات التي سيشنها الجيش “الإسرائيلي” خلال سير المواجهات، جراء امتلاكه ترسانة صاروخية من ضمنها صواريخ “ياخونت S800″ الروسية المضادة للسفن، ما أجبر القيادة العسكرية على تطوير سلاح جديد لمجابهة هذا الخطر، وهو الرادار “MF-STAR”، صنْع معامل شركة الفضاء “الإسرائيلية”، من دون إغفالهم الإشارة إلى طائرات التجسس التي بات يمتلكها “حزب الله”، والذي أدخلها عاملاً حاسماً في معارك القلمون السورية، وفق ما أكد المحلل العسكري في موقع “يديعوت احرونوت” رون بن يشاي.
وفي السياق، توقفت جهات إقليمية أمام انطلاق مناورات “جنيفر كوبرا”، مدرجة نقل الجيش “الإسرائيلي” لأكثر من 500 مدرعة من مواقع الجنوب (غزة)، والوسط باتجاه الشمال (جبهة جنوب لبنان)، في قاموس أهداف تلك المناورات، بالتزامن مع تحذيرات أتت على لسان محللين عسكريين “إسرائيليين”، شددت على التنبه للخطر الذي قد يتأتى من جبهة الجولان إذا ما انزلقت المجريات العسكرية في الحرب المقبلة باتجاه تلك الجبهة، في ظل رصد حراك لوجستي لمقاتلي “حزب الله” في القنيطرة على الحدود السورية مع فلسطين المحتلة بانتظار إشارة انطلاق المعركة، والتي قد يضمها الحزب إلى خارطة ميدانه، نظراً إلى الأهمية الاستراتيجية التي تشكلها هذه المنطقة بسبب قربها من الجنوب اللبناني، بقرار يبدو أنه اتخذ من قيادتي “حزب الله” والجيش السوري حيال أي مواجهة مقبلة مع “إسرائيل”، وفق إشارة رئيس الشعبة اللوجستية والتكنولوجيا كوبي باراك.
وربطاً بالتحضر “الإسرائيلي” الجاري للمواجهة المقبلة مع “حزب الله”، حذرت “يديعوت احرونوت” من أي تهاون استخباري “إسرائيلي” بقدرات الحزب التي رفعت وتيرتها مشاركته في الحرب السورية، وكشفت في عدد سابق لها تحت عنوان “مدرسة القتال في سورية.. حزب الله يتعلم تشكيل الكوماندوس”، أن مقاتلي الحزب تعلموا استخدام تشكيلة من التكتيكات العسكرية كفرق الكوماندوس، لافتة إلى أن بحوزتهم أجهزة اتصال متطورة تحميهم من أي اختراق “إسرائيلي”، إلا أن الأخطر – وفق توصيف الصحيفة – يتمثل بالعمليات الخاصة والمعقدة التي ينفذها “حزب الله” في عمق الأراضي السورية التي يسيطر عليها “الثوار”، مشيرة إلى عملية تفخيخ إحدى الفيلات في القلمون، حيث – وعقب عملية رصد ومتابعة دقيقتين – استطاع مقاتلوه القضاء على أكثر من خمسة قياديين في “المعارضة المسلحة” وعدد من مرافقيهم يُعتبرون من أهم الرؤوس المخططة لتفخيخ السيارات التي كانت تُرسل بالتالي إلى عمق الضاحية الجنوبية لبيروت، وهذا ينم عن “عقلية أمنية معقدة” يتمتع بها “حزب الله” لا ترتقي إليها أكثر الجيوش النظامية في العالم، حسب توصيف المحلل العسكري في الصحيفة رون بن يشاي.
السؤال الذي ينبغي طرحه في الختام: “هل ستُفتح جبهة الجولان بالتوازي مع فتح جبهة جنوب لبنان في المواجهة المقبلة”؟ – وفق ما كشف موقع “Intelligence online” الاستخباري الفرنسي – بالتزامن مع معلومات أوردها موقع “واللا” العبري، أشار فيها إلى عدم جاهزية “الجبهة الداخلية” في حال اندلاع الحرب شمالاً مع “حزب الله”، أو مع سورية، مضافاً إليها تشكيك أكثر من خبير عسكري “إسرائيلي” بكلام قائد سلاح الجو “أمير إيتشيل” الذي أكد مؤخراً أن سلاح الجو في “إسرائيل” ما زال محافظاً على معادلة “التفوق”، ليصل الأمر بالمقابل إلى اعتبار أن سيناريو الحرب القادمة مع “حزب الله” سيكون الأخطر في تاريخ “إسرائيل”.