تعرفوا على تنظيم «داعش» المولع بإصدار الفتاوى والذي يكفّر الجميعقال تنظيم دولة الإسلام في العراق والشام “داعش” في بيانه الصادر في 18 أيار 2014 إن أُمراء الجبهة الإسلامية في سوريا “تلبسوا بمناطات كفرية”، وهي هيئة الأركان التابعة لهيئة الائتلاف، وأضافت إن: ” من المعلوم من حال هيئة الائتلاف والأركان توليها الدول التي تحارب الإسلام والمسلمين وفي مقدمة تلك الدول أمريكا وفرنسا التي جددت ما كان قد بلي من عدائها للإسلام والمسلمين(..).”
وأصبح تنظيم “داعش” مولعا بأصدار فتاوى “التكفير” في أعقاب خلع تنظيم القاعدة المركزي لـ”داعش” وزعيمه أبو بكر البغدادي في شهر تشرين الثاني 2013، لتتحول البيانات والرسائل إلى سجال طويل.
“داعش” يقاتل الجميع، يقاتل الجيش السوري والنصرة والجبهة الإسلامية والجيش الحر ويقاتل حكومة بغداد ويكفر الأنظمة، ورغم تراجعه في بعض المواقع لكنه يحاول الآن فرض نفسه وبقوة للسيطرة على دير الزور في سوريا لربط خارطتها مع العراق والسيطرة على الثروات.
التنظيمات الجهادية كشفت عن حقيقتها بالسيطرة على الزعامة والثروات، لتثبت أن عباءة الجهاد كانت خديعة، حيث كشفت تصريحات لمسؤولين في تل ابيب، أن إسرائيل لا يوجد لديها قلق من وجود هذه الجماعات الجهادية على جدودها مع الجولان أو مع سيناء، وأن ما يقلقها هو وجود أنظمة مستقرة وقوية على حدودها.
المسؤولون ذكروا بتعايش إسرائيل مع هذه الجماعات وهي قريبة منها، وهنالك جهد استخباري بالإضافة إلى الجهد العسكري، يتمثل باختراق هذه التنظيمات وتغير بعض مساراتها.
الأزمة السورية شهدت تغيرات في موازين اللعبة، أبرزها مابعد الاتفاق الروسي الأمريكي حول ترسانة الأسلحة الكيميائية لنظام الأسد في أيلول/ سبتمبر 2013.
التغيير كان يتضمن أن تكون التنظيمات “الجهادية” أبرزها داعش والنصرة بين كماشة النظام السوري والدول الداعمة للمعارضة السورية مقابل تشكيل صحوات على غرار صحوات العراق 2005، لم يتم الإعلان عنها، فيما أحدثت التغيرات في موازين اللعبة حراكا داخل هذه الجماعات، لتحدث مواجهات داخلية متشعبة ومركبة معقدة جدا.
“داعش” يعتمد الآن الجهاد الإعلامي بالتوازي مع عملياته العسكرية الممتدة على مناطق واسعة في سوريا والعراق أبرزها الرقة والحسكة ودير الزور ومناطق أخرى، بهدف مواجهة الظواهري والاستقواء عليه، هذه الحالة ممكن أن يحصل من خلالها” داعش” على تأييد ومبايعة بعض التنظيمات الجهادية على حساب التنظيم المركزي.
يبقى التمويل العصب الرئيسي لهذه الجماعات ويبدو أن “داعش” يتمتع بتمويل تجاوز التنظيم المركزي للقاعدة وبقية الجماعات، وهو مايثير الكثير من التساؤلا حول خارطة هذه الجماعات الجهادية مستقبلا.
*إرم