سعودية وعشقي سوريا مراقبة عامة
عدد المساهمات : 29420 تاريخ التسجيل : 17/05/2012
| موضوع: فشل في سوريا ، أفندينا على حافة الانهيار الأحد مايو 18, 2014 2:31 am | |
| فشل في سوريا ، أفندينا على حافة الانهيارالسبت , 17 ايار / مايو 2014 أحمد الحباسى تونسهناك مفارقة غريبة بين الرئيس بشار الأسد و بين رئيس الحكومة التركية رجب طيب أوردغان ، الرئيس السوري يعانى منذ أكثر من 3 سنوات مؤامرة دولية مكتملة الأهداف و الأركان تريد إسقاط أركان نظامه ، مع ذلك انتبه معي إلى حالة مثيرة من برودة الدم “الإنكليزي ” التي يتميز بها في جميع إطلالاته المباشرة في عدة مناطق سورية أو في مواجهة الإعلام العالمي و العربي ، بالمقابل يعانى “أفندينا ” أوردغان من كساد لغوى في الخطاب و من عدم القدرة على التماسك العصبي أمام الإعلام فضلا عن سرب من القرارات المتضاربة المتشنجة أربكت الساحة السياسية التـــركية و أعطت المجال لوسائل الإعلام العالمية و المحلية و الإقليمية لتبحث و تتساءل باستغراب واضح عن الأسباب التي دفعت بالرجل إلى هذه المواقف العنيفة.في تصريح مثير بتاريخ 25/3/2014 ، سخر دولت باهتشلي زعيم حزب “الحركة القومية” التركي المعارض، من تصرفات رئيس الوزراء أردوغان بسبب حجبه لموقع “تويتر” قائلاً: “لقد أصبح لدى أردوغان نوع من الكراهية ضد الطيور، وأخشى ما أخشاه أن تتطور هذه الحالة النفسية لديه، فيمسك بالمقلاع ويذهب لقتل العصافير في البراري”. الأسباب التي دفعت أوردغان لحجب مواقع التواصل الاجتماعي يفسرها الصحفي الفرنسي تيرى ميسان في مقال مثير بتاريخ 31/3/2014 بعنوان “أوردغان يسقط ببطيء ” يقول … غرقت الحياة السياسية التركية في حالة من الفوضى بعد قيام مجهول بتاريخ 27 آذار- مارس بنشر تسجيلين على موقع يوتوب لاجتماع للأمن القومي جرى خلاله مناقشة نية الحكومة توجيه ضربة لنفسها, تسمح لها بالدخول في حرب مفتوحة ضد سورية.واقعيا, ما من شيء يعمل بشكل طبيعي منذ أن شن القضاء والشرطة حملة واسعة ضد شخصيات رسمية فاسدة نهاية العام الماضي 2013, رأى رئيس الوزراء فيها مؤامرة أحاكها له حليفه السابق, الداعية فتح الله غولن, الذي انقلب ضده. وقد كان رده على المؤامرة بطرد آلاف الموظفين المحسوبين عليه من وظائفهم…يضيف الصحفي الفرنسي ، لقد ظهر في تسجيلات يوم الجمعة الفائت كل من وزير الخارجية ومساعده, ونائب رئيس الأركان, ورئيس جهاز الاستخبارات. كان الرجال الأربعة يناقشون فكرة عملية سرية ينفذها عملاء سوريون, يمكن نسبها لداعش, لتبرير اجتياح تركي لسورية، يؤكد السيد ميسان أنه وفقا لشهادتين موثوقتين, فإن أنقرة هي من رتبت الهجوم بالكيماوي على الغوطة في شهر آب-أغسطس 2013.من المؤكد أن أوردغان يعانى من تبعات اكتشاف كذبه على الشعب التركي ، أولا في خصوص “نظافة يد ” الحزب الحاكم بعد تقديمه كراع للفضيلة ، ثانيا ، في خصوص الديمقراطية المزيفة ، ثالثا ، في خياره البائس التواصل مع ” أصدقاء سوريا” على حساب المصالح التركية ، رابعا ، في مساندته المطلقة للإخوان في حربهم ضد الشعوب العربية ، خامسا ، في إهانته المتكررة للشعب و القيادة المصرية على وجه التحديد ، سادسا ، في الرضوخ إلى الإهانة الصهيونية بعد حادثتي سفينة مرمرة الدموية الشهيرة و حادثة أهانه السفير التركي في إسرائيل ، سابعا ، في خيار استعمال العنف و الاعتقال و منع حرية الإعلام ضد الشعب التركي ، في محاولته الإضرار بالمؤسسة العسكرية التركية التي تعتبر نفسها الحامية التاريخية للخيار الجمهوري ، في صمته المريب و تستره المفضوح حيال فضائح الرشوة و الفساد في الحكومة.يقول الفيلسوف الإنجليزي كارل بوبر: (لا يوجد شيء اسمه حقيقة تاريخية، بل هناك قراءات وأوجه بشرية لها)، في حقيقة الأمر لا يوجد أنموذج تركي ، و لا يوجد نجاح للإسلام السياسي في تركيا أو في العالم العربي ، و بالقياس لا يمكن “تصدير ” الأنموذج التركي مهما كانت نجاحاته المحدودة إلى الساحة العربية ، و بالنتيجة فان كل الوقائع و الأدلة تثبت للمتابع أنه لا مستقبل للإسلام السياسي في المنطقة العربية ، المثير أن حزب العدالة قد أشاع عن سوء نية في وسائل الإعلام كذبة كبرى و تقمص دور المنقذ للبشرية من الضلال ، و المثير أن هذه الخدعة ، كما خدع كثيرة عبر التاريخ ، قد انطلت على العامة الذين يعانون انتكاسات متعددة في كل المجالات الحيوية و الذين كانوا على استعداد للقبول الغير مشروط بالنظرية العالمية ” الرابعة”( بعد النظرية العالمية الثالثة للعقيد القذافى ) ، الإسلام السياسي هو العدو الأكبر للعلمانية ،” أتاتورك بطل قومي في أعين الأتراك، ورمز تحريري ونضالي منع تمزق الجسد التركي، وبطل حرب الاستقلال الذي دفع بقوات الحلفاء خارجها، وعزل السلطان الضعيف محمد وحيد الدين الذي قدَّم تركيا على طبق من ذهب للحلفاء في معاهدة سيفر المهينة، التي حرصت على الإبقاء على الخلافة شكليًّا، ومزقت أوصال تركيا عسكريًّا، جغرافيًّا وحدوديًّا وأبقتها خارج الحدود الأوروبية ” ، لكن حزب العدالة بقيادة أوردغان يعتبر الرجل من المنظور ” الإسلامي الإخوانى وجه آخـر للشيطان لأنه أنهى الخلافة و فرض العلمانية على الشعب التركي ، من هنا نفهم أن السيد أوردغان يبحث عن صيغة معينة لإحداث التغيير الشامل في تركيا و في العالم العربي ، و لعل الخطر التركي على المنطقة العربية هو أحد الشرور الأخطر التي يتجاهلها الخليج بالذات مناصبين العداء لثورة الإيرانية ، لكن الانزلاق التركي نحو سوريا ووقوف هذا الحزب الهمجي إلى جانب المؤامرة الدموية على الشعب السوري قد كشف كل المستور .يقول عبد الباري عطوان في مقال بتاريخ 21/3/2014 ” من المفارقة أن أنظمة غير ديمقراطية مثل النظام السوري الذي سخر السيد اردوغان كل إمكانيات بلاده من اجل الإطاحة به واستبداله بنظام إسلامي ديمقراطي وفق النموذج التركي الحالي، لم يحجب “التويتر” ولم يمنع أي من وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى، حتى الآن على الأقل، كما أن النظام السوري وضع تشريعات ضد الذين “يسيئون” استخدام هذه الوسيلة ويعارضون النظام ولكنه لم يصل إلى درجة الحظر الكامل ” ، الأهم ما ينتهي إليه الكاتب بالقول ” أليس لافتا أن النظام في سورية الذي أراد اردوغان إسقاطه، وتوقع أن تكون أيامه معدودة، بات يخرج تدريجيا من عنق الزجاجة ويحقق تقدما في أكثر من جبهة، بينما تتفاقم أزمات السيد اردوغان وحزبه لمصلحة أعدائه وخصومه؟شخصيا كنت وما زلت من المعجبين بالنموذج الديمقراطي التنموي التركي، واشعر بالأسى وانأ أرى هذا النموذج “يتضعضع″ يوما بعد يوم نتيجة أخطاء طالما حذرت منها في لقاءاتي مع مسئولين، ورجال فكر أتراك، التقيت بهم في جولات محاضراتي في جامعات ومراكز أبحاث تركية ” …. لعلها “لعنة” سورية التي طاردت وتطارد السيد اردوغان وربما ستطارد آخرين أيضا، ومن العرب خصوصا، فيما هو قادم من أيام ” هذا هو الاستنتاج الفصيح الذي ينتهي إليه الكاتب عطوان ،يلتقي هذا الاستنتاج المثير مع تصريح دولت باهتشلى زعيم “الحركة” القومية التركى المعارض …” لقد انتهيت يا رجب أغا ” ، يضيف الكاتب على أديب في مقال بعنوان ” أوردغان يحارب حرية التعبير ” أن الرجل قد فقد صلته بالواقع ، و ها هو يسير على نفس طريق الأنظمة الديكتاتورية ، فكم من الوقت يا ترى سيمضى قبل أن نرى سقوط حزب العدالة على أيدي الناخبين الأتراك ؟ ” …في الحقيقة لقد ذهب بنا الظن في الأول أن الرجل قد وقع في خطأ تكتيكي لما وقع مع المؤامرة على سوريا ، في المرة الثانية ، كنا نظن أن العناد ” التركي” هو الذي أخذه إلى الوقوف مع الإخوان ضد الشعوب العربية ، في الثالثة ، اضطر العقل إلى القبول بأن هذا الرجل هو مجرد بيدق صغير في لعبة الأمم .لقد دأب أردوغان، منذ اندلاع مظاهرات واحتجاجات ميدان تقسيم في أواخر مايو (أيار) الماضي، على محاولة إقناع مناصريه بوجود «مؤامرة خارجية» تستهدف تركيا، واتهام مروحة واسعة من القوى والعناصر، الداخلية والخارجية، بالضلوع فيها، منافسا (إن لم نقل متفوقا) لكثير من العرب، حكاما ومحكومين، نخبة وعامة، في تبني نظرية «المؤامرة»، احمد دياب في مقال تحت عنوان ” اوردغان و نظرية المؤامرة مجددا ” بتاريخ 8/4/2014 ، لكنه من الواضح أن الرجل لا يستمع إلى حقيقة نبض الشارع التركي و العربي و هي ” عادة” إخوانية بامتياز ( عادة محمد مرسى ، عادة حركة النهضة ، عادة الإخوان في سوريا ) ، و من الواضح كما يقول الكاتب أن موقفه من النظام السوري كان خاطئا وانه لم يستطع إسقاط نظام بشار الأسد رغم التكلفة المالية والسياسية التي دفعها لمعارضي بشار ثم تفاقم الأمر مع سقوط نظام الإخوان المسلمين في مصر. ذلك ما جعل اردوغان يفقد توازنه فيردد نفس المعزوفة التي يرددها أنصار المعزول في مصر.وآية فشل أي سياسي أن يفتح معارك زائفة حينما يعجز عن تقديم حلول حقيقية لمشاكل وطنه” … بالنهاية إنها لعنة الشام تلاحق كل أصدقاء سوريا. | |
|