ألام المسيح ، “الثورة” السورية، حقائق مرعبة

ألام المسيح ، “الثورة” السورية، حقائق مرعبة

الاحد , 4 ايار / مايو 2014

ألام المسيح ، “الثورة” السورية، حقائق مرعبة Oi8vcGFub3JhbWEuYWxtYWRpbmEubmV0ZG5hLWNkbi5jb20vd3AtY29udGVudC91cGxvYWRzLzIwMTQvMDUvbWVwYW5vcmFtYTQ5MjQuanBnPzMwZjM3Ng%3D%3D

أحمد الحباسى تونس
من العراق ، إلى سوريا ، إلى فلسطين المغتصبة ، هناك مخطط لتهجير الإخوة المسيحيين ، و هناك حالة اشتباك مصالح بين الموساد الصهيوني و بين جحافل الجماعات الإرهابية السعودية للقيام بما يشبه حملة تطهير عرقية عنصرية يتم بموجبها و من خلالها التخلص من كل أثر للتواجد المسيحي في المنطقة ، و إذا ” فهمنا” صمت بعض الدول و الجهات العربية ذات العلاقة على تهجير المسيحيين و التنكيل بهم و بممتلكاتهم و بتدمير و انتهاك دور عباداتهم ، صمت إنتهازى حقير يؤذى القيم الإسلامية و يعطى صورة بشعة و غير حقيقية عن الوجدان الإسلامي الذي يقبل بالتعايش مع كل الأديان السماوية ، فان صمت كل الدول الغربية على اختلاف مشاربها و معتقداتها لا يجد المتابع للمسألة المسيحية تفسيرا.
ولدت المسيحية في الشرق العربي منذ الآلاف من السنين ، و من الطبيعي أن تكون المنطقة العربية لها عطف خاص على الإخوة المسيحيين بحكم التفاعل الحضاري الطويل و العيش المشترك بين الإسلام و المسيحية ، ذلك أن الدين الإسلامي هو دين تفاعل مع الحضارات و الأديان الأخرى بالأساس ، و المسلم الحقيقي لا يمكنه أن يرفض هذه الحقائق التاريخية و الدينية دون المـس بالقيم الإسلامية ، لكن الجماعات و العقول التكفيرية التي لا تؤمن بالتعايش و القبول بالآخر ، ترفض الاحتكام إلى الإسلام و الشريعة و لا تقبل إلا الرأي المتعصب الخارج عن المنطق الإنساني لذلك تدفع بالبعض أن يستشعر الخطر و يلصق بالإسلام صفة رفض الآخر و التنكر للمبادئ الإنسانية .
رغم تعاقب الأنظمة في العراق تعايش الإسلام مع المسيحية في تفاهم تام و لم تسجل حالات عداء مستعصية على الحل ، و من الطبيعي أن تكون سوريا جزءا مهما في انتشار المسيحية ، و على طريق دمشق ، ظهر يسوع المسيح لشاوول الذي تحول إلى بولس الرسول ، رسول الأمم ، هكذا تتحدث الكتب و يتناقل الإخوة المسيحيون ، و في سوريا شواهد و أدلة ثابتة معبرة كثيرة على تعايش الدين المسيحي مع الدين الإسلامي يجمع المتابعون لشأن الحضارات أنه قل أن يوجد منها في أي بلد آخر في العالم ، و بحسب المهتمين يشكل دير القديسة تقلا في مدينة معلولا و دير السيدة صيدنايا حيث تحفظ إيقونة العذراء ” الشاغورة التي رسمها القديس لوقا كما يشاع أهم المعالم التاريخية الحضارية المسيحية في الشرق العربي و في العالم على الإطلاق طبعا بعد كنيسة القيامة في القدس و المهد في بيت لحم الفلسطينية .
منذ ما يزيد عن الثلاث سنوات جاء “أصدقاء سوريا ” إلى الشام ، و من يتأمل جيدا في ماهية هذا الكوكتال المزعج الغريب المتكون من إسرائيل ، الولايات المتحدة الأمريكية ، السعودية ، قطر ، تركيا ، ينتبه بسهولة تامة إلى أنها دول معروفة و متعلقة بعدائها التاريخي للتواجد المسيحي في المنطقة العربية ، و إذا فهمنا عداء إسرائيل العنصرية الصهيونية و تركيا ” الأرمينية” ، و الولايات المتحدة التي سهلت كل الممارسة العنصرية لبعض الجماعات العراقية المتطرفة المحسوبة على بعض التيارات ” الإسلامية ” التكفيرية المعروفة و تغض الطرف على الممارسات النازية الصهيونية ضد الوجود المسيحي التاريخي في فلسطين المحتلة ، قلت إذا فهمنا هذا العداء فلا يمكن أن نفهم بمنطق القيم الإسلامية سر عداء المملكة السعودية للتواجد المسيحي في المنطقة العربية مع ما تنادى علنا و نفاقا بحوار الحضارات.
لا تؤمن الجماعات التكفيرية السعودية بالتعايش مع الآخر ، و الذين “يزرعون ” هذه الجماعات الإرهابية في الشام يدركون تعصبها و همجيتها و بربريتها الوحشية ضد الإنسان و المعلم و الحضارة بسبب تلقينها “دروسا” في الهمجية الخارجة عن المنطق الإنساني على يد المؤسسة الدينية السعودية التي تؤدى دورا بغيضا سلبيا ضد الإسلام و كل المبادئ الإسلامية ، و لعل الذين يظنون عبثا أن طرد و تهجير و اضطهاد المسيحيين هو خدمة مستحبة للإسلام واهمون بالتفصيل و بالجملة لان العالم اليوم قد أصبح بمفعول تقدم وسائل الاتصال مجرد قرية صغيرة لا يمكن للإسلام أن يعيش بعيدا عنها بحجة الحفاظ على القيم الإسلامية أو رفض التمدد المسيحي ، ذلك أن الإسلام ليس من سماته التقوقع و لا الخوف و لا نهج الطرق التي تؤدى دائما إلى الكراهية.
نحن ندافع عن حق مكتسب للإخوة المسيحيين كما كل الطوائف و الأديان السماوية الأخرى فرضه الدين الإسلامي قبل غيره ، و هذا الدفاع لا نقصد منه أن نجعل هؤلاء يعيشون بين المسلمين كمواطنين درجة ثالثة بل نحن نبحث عن صيغ متعددة متلازمة يستشعر منها الطرف المسيحي أنه في وطنه و بين أهله حتى يكون جزءا من الحرب ضد الكراهية و التكفير و نبذ العنف ، فالتصدي للإرهاب في مفهومه الديني الشامل يبدأ بالتصدي للصائدين في ماء العلاقة بين الإسلام و المسيحية و بقية الأديان الأخرى حتى تتم المجابهة جماعية متضافرة فاعلة ، و لعل فشــل العالم في محاربة الإرهاب ، بصرف النظر عن تعريف الإرهاب من بعض الدول الغربية، سببه أو أحد أسبابه الرئيسية هذا التوتر الدائم في علاقة الشرق بالغرب و ما ينتج عنها من دخول بعض الأطراف المشبوهة التي تدفع الأمور و العلاقات إلى حافية المواجهة الدموية ، لذلك لا بد لكل الأقلام النزيهة من كل الأطراف أن تقتنع و تبحث عن إخماد هذه الحرب المعلنة على الوجود المسيحي في الشرق خدمة للإنسانية .

» الثورة السورية و كشف المستور.
» حقائق مرعبة تنشر للمرة الأولى.. أيتام «اسرائيل» الكبرى (الجزء الأول)
» ما اشبه " الثورة السورية " بـ"إسرائيل"
» ثقب في غرفة نوم "الثورة" السورية
» أين ذهبت ” الثورة” السورية ؟ .