حقيقة ما يجري في اتفاق حمصنضال حمادة – المنار
المسلحون في حمص أمام خيارين احلاهما علقم او الاستمرار بالقتال وهذا يعني انتحارا أكيدا لهم بشكل جماعي او القبول بالانسحاب دون شروط تعجيزية يحاولون اختلاقها وهم في النفس الأخير.
والجيش السوري اخطر وجهاء من مدينة حمص على تواصل مع المسلحين المحاصرين انه قرر دخول الأحياء المحاصرة التي تشكل المدينة القديمة وهي تمتد من الجامع الكبير الى السوق المسقوف الى حي بستان الباشا وحي القرابيص فضلا عن جزء من حي جورة الشياح وهذا القرار لا رجعة عنه حتى لو اضطر الى القضاء على كل من.
في هذه الأحياء ، بعد ان وصلت المجموعات المسلحة داخل الأحياء القديمة الى حالة ياس كبيرة جراء الأوضاع المزرية التي يعيشونها في طل حصار خانق افقدهم الطعام والذخائر وجعل مسالة بقاءهم ضمن .حمص القديمة معدودة بالأيام مصادر مقربة من ملف المفاوضات التي تجري حول حمص منذ سنة تقريبا قالت لموقع المنار انه يوجد في الأحياء القديمة بين ٧٠٠ و ٩٠٠ مسلح غالبيتهم من السوريين من ريف حمص الغربي والريف الجنوبي وبعضهم من بابا عمرو وهؤلاء يشكلون الفريق الذي بايع داعش داخل الأحياء القديمة لحمص بينما تنقسم المجموعات الاخرى بين الولاء لجبهة النصرة وآخرون للحر بينما يحشد عبد الباسط السارًوت حوله بقايا كتيبة الفاروق التي تجمع عناصر من احياء حمص .
وتقول المصادر ان المفاوضات بدأت منذ حوالي سنة بين المحافظ ووجهاء من حمص تولوا عملية نقل الرسائل ببن المسلحين والدولة، وشارك في هذه الوساطات لجان مصالحة أهلية كان على رأسها طراد الملحم شيخ عرب الملحم الذين يسيطرون على البادية وطريق حمص دير الزور.
وكان الملحم ممثلا بأشخاص داخل هذه اللجان والمعلومات ان الخلاف ما زال حول بند السلاح الذي يصر المسلحون على إخراجه معهم فيما يريد الجيش السوري خروجهم من دون سلاح وهذا البند شكل العقبة الاخيرة حسب مصادر في لجان المصالحة التي تبدو أيضاً على تباين في تفسير موقف المسلحين فالبعض قال لنا ان المسلحين لم يعد أمامهم خيارات كثيرة وهم أصبحوا على شفير الجوع بينما قال لنا اخرون ان المسلحين يريدون الذهاب الى اكثر من جهة وأغلبيتهم يرفضون فكرة الذهاب الى تلبيسة والرستن حيث تتواجد مجموعات تابعة للنصرة ولحمزة الشمالي التي لم تساعدهم في الحصار ولن ترحب بهم منافسا لها في مناطق نفوذها .
وتريد بعض المجموعات التوجه نحو منطقة الدار الكبيرة ودار عزو في الريف الشمالي لحمص وتريد مجموعات اخرى ان يسمح لها بالتوجه نحو حي الوعر الواقع تحت سيطرة المعارضة على مداخل مدينة حمص وهذا ما رفضه الجيش السوري رفضا قاطعا،ويعتبر الوعر من المناطق الجديدة في حمص ويقع على تخومه المشفى العسكري،وتفيد المعلومات انه تم تحديد خط الانسحاب عبر طريق من حي القرابيص باتجاه تلبيسة وفي وقت تعلم فيه الجماعات المسلحة ان إمكانيات صمودها في حمص القديمة قاربت على النهاية تستعجل الدولة إيجاد حل بسبب الأهمية الاستراتيجية لتأمين حمص أمنيا وعسكريا بحيث تصبح مركز انطلاق ودعم وإسناد للجيش السوري التي يخوضها شمالا وفي التوجه نحو الشرق باتجاه البادية حيث تقاطع طرق دير الزور والرقة وطريق العراق.
كما سيستفيد الجيش السوري من انتصار حمص في معركة ريف دمشق حيث يمكنه نقل عديد وعتاد الى الريف الدمشقي والارتياح من معضلة حمص التي أدى سقوط احياء منها واريافها الى تقطيع أوصال خطوط إمداد الجيش في العام ٢٠١٢ وها هي بتحريرها تشتت أوصال الجماعات المسلحة وينتظر ان تبدأ عملية انسحاب المسلحين خلال الأيام المقبلة في حال لم تعترضها مفاجآت وعراقيل غير محسوبة .