داوود الشريان ، عندما يتكلم

داوود الشريان ، عندما يتكلم

الاحد , 27 نيسان / ابريل 2014

أحمد الحباسى تونس
داوود الشريان ، عندما يتكلم Oi8vcGFub3JhbWEuYWxtYWRpbmEubmV0ZG5hLWNkbi5jb20vd3AtY29udGVudC91cGxvYWRzLzIwMTQvMDQvbWVwYW5vcmFtYTI3MTg0OC5qcGc_MmNhNTI5

داوود الشريان ، عندما يتكلم Oi8vcGFub3JhbWEuYWxtYWRpbmEubmV0ZG5hLWNkbi5jb20vd3AtY29udGVudC91cGxvYWRzLzIwMTQvMDQvbWVwYW5vcmFtYTI3MTg0OC5qcGc_MmNhNTI5

داوود الشريان ، الصديق داوود الشريان ، إعلامي له كلمته في مساحة الإعلام الخليجي ، نحن نختلف مع الرجل في مواقف كثيرة و ربما لا نلتقي لأنه يبقى في الأول و الآخر كما كل الإعلاميين في الخليج صوت إعلامي خليجي له ضوابط لا يخرج عنها ، لكن من المفيد الاستماع إلى رأى السيد الشريان لأنه يريد أن يكون متميزا عن السائد و يحاول في بعض الأحيان التفرد ببعض المواقف المهمة المستفزة الاستعراضية التي تجلب إليه بعض الاتهامات و ردود الأفعال المؤنبة من بعض الأقلام المتعودة على المناكفة و الجدل في الخليج .
يتهم السيد الشريان “دعاة” الخليج من بينهم الشيوخ العريفى و البريك و العواجى بالتغرير بالشباب السعودي و العربي و توريطهم للذهاب إلى سوريا فيما يعرف بجهاد النصر ة و ما بات يعرف بجهاد النكاح ، بالطبع ، نحن نقدر للرجل ، من باب الحكم على الظاهر على الأقل و توسم حسن النية ، وقوفه ضد هذه الكائنات الوهابية التكفيرية التي تزرع الموت و تغذى ثقافة الحقد و الكراهية بين الشعوب العربية ، و نقدر أنه ليس من السهل و المتاح لكل الإعلاميين في الخليج الوقوف في مواجهة أعداء الله من هؤلاء الدعاة الذين يستنزفون الآيات القرءانية و يستنسلون منها فتاوى و دروس دينية بعيدة عن الرؤية الحقيقية للإسلام ، نحن نقدر أنه يحاول الاجتهاد رغم أن الجميع على علم أن قضية الإرهاب و “الجهاد” في السعودية هي قضية نظام و قضية مؤسسة دينية منخرطين في مشروع صهيوني يهدف إلى زعزعة الاستقرار و تفتيت الأمة العربية .
يعرض السيد الشريان رأيه بالقول ” سلمان العودة ، محمد العريفى ، سعد البريك ، أنتم أبطال التويتر ، غررتم بأولادنا و ذهبوا للجهاد ، أنتم المسئولون ، غررتم بأولادنا منذ أيام أفغانستان ، انتم تشحنوهم و تقتلونهم ” ، يلخص الرجل بأوجز العبارات الواضحة قضية ” الجهاد السعودي “، و يؤكد للمترددين حقيقة الجماعات الإرهابية السلفية التي يزج بها من طرف دعاة المؤسسة الدينية في حرب دموية كافرة لا مبرر لها لا في الشريعة و لا في العرف و لا في القيم الإنسانية النبيلة ، و عندما يأتي القول الفصل على لسان السيد الشريان ، العارف ببواطن و خفايا السياسة السعودية و أهداف المؤسسة الدينية فيها فإنه من المفيد الانتباه و تحليل هذا التصريح الذي يبقى صالحا لا يفقد مضمونه مهما مرت الأيام .
يقول السيد الشريان أن بعض الدعاة هم مجرد تجار دين و فتنة محملا إياهم مسؤولية التغرير بالشباب السعودي المندفع إلى ما يظنه جهادا شرعيا مطلوبا في سوريا ، مجرد تجار دين و فتنة ، التوصيف دقيق و خطير ، و عندما نعرف أهمية و مدى سطوة و نفوذ المؤسسة الدينية السعودية لا بد أن نتساءل ، هل فكر السيد الشريان مرتين قبل النطق بهذه الحقائق المفزعة دون خوف ، أم أن المؤسسة الدينية السعودية قد فقدت سطوتها و جبروتها حتى طالتها سهام نقد السيد داوود الشريان ، في حقيقة الأمر يبدو أن السيد الشريان قد تعدى حدود النقد لغاية معينة ربما تعمد البعض إغفالها أو عدم الانتباه إليها و هي أن الرجل يبقى في الأول و الآخر بوقا من أبواق السلطة يؤدى الدور المحدد إليه و بالتالي فان هذا التصريح يأتي مقدمة للموقف السياسي السعودي الذي جاء على لسان الملك السعودي لاحقا و المصوب على الجماعات التكفيرية و على من يرسلها و يغذيها فكريا .
لعله من المفارقات التي تؤكد ما سبق قوله أن يصدر قانون مكافحة الإرهاب و تمويله بعد أيام قليلة من هجوم السيد داوود الشريان على دعاة الفتنة و الدم ، و لعله من المفارقات الملفتة للنظر أن يتزامن تصريح السيد الشريان مع بعض المقالات الإعلامية الأجنبية التي تؤكد تورط النظام السعودي في ما يسمى بإرهاب الدولة في سوريا بما يعنى أن على الجهاد و إسناد الثورة السورية لم تعد صالحة ، لذلك كان تصريح السيد الشريان مقدمة مرتبة مع النظام لإبعاد الشبهة و تحميل مسؤولية الإرهاب السعودي إلى بعض شيوخ و دعاة الفتنة، أولا لإبعاد الشبهة على المؤسسة الدينية، و ثانيا لتبرير إصدار قانون مكافحة الإرهاب الذي تقول عنه منظمة هيومان رايتسوتش الحقوقية أنه جاء لضرب المعارضة السعودية و تسليط مزيد من القيود على مساحة حرية التعبير الضيقة .
نحن إذن أمام مسرحية “شريانية ” بامتياز ، و أمام سقطة مهنية إعلامية ليست غريبة على بعض “رؤوس” الإعلام في قنوات أم.بى. سى السعودية ، و لعل الذين صفقوا طويلا لموقف السيد الشريان معتبرين أن في المملكة صوتا بإمكانه الوقوف في وجه المؤسسة الدينية و في وجه مؤامرة القتل و جهاد النكاح قد تفطنوا بكثير من التأخير و الخجل إلى أنهم وقعوا مرة أخرى في فخ صاحب برنامج “الثامنة” الذي تعلم أصول المخاتلة و التقلب من خلال تنقله بين كل دكاكين إعلام المملكة ليصل إلى أكبر دكان سعودي لبيع الكلام و الذمة الأخلاقية ، قنوات أم . بى. سى ، و الشيء من مأتاه لا يستغرب .

» الجيش السوري نحو قطع «الشريان الأخير» للإمداد من لبنان
» عندما يتكلم سعود الفيصل عن الهوية العربية!...محمد الحسن
» العاهل السعودي عندما يقطع اجازته ومرسي عندما يعلن القطيعة...عبد الباري عطوان
» سقوط داوود اوغلو
» حين يتكلم يلتسن مصر محمد مرسي العياط عن سورية