حين يتكلم يلتسن مصر محمد مرسي العياط عن سورية

حين يتكلم يلتسن مصر محمد مرسي العياط عن سورية

في دردشة مع أحد قرائي سألني عن سبب تباهي بوتين برفع مستوى الأعمار في روسيا وزيادة عدد السكان، في حين دول العالم تقوم بتحديد النسل، فقلت له لأن عميل الغرب يلتسن وبسبب سياسته الاقتصادية الرعناء دمّر الثروة البشرية في روسيا، وأصبح عدد سكانها يتناقص دون أن يتهمه أحد بأنه جزار، وحين تمكّن بوتين من وقف النزيف البشري بدأ يتباهى بهذا الإنجاز الكبير، بعد أن دمّر يلتسن الثروة البشرية في روسيا، كما يفعل حالياً محمد مرسي بالشعب المصري، فخلال أول مئة يوم من حكمه أفلست في مصر ما يزيد عن 48 شركة وتدهورت الأوضاع الاقتصادية وكأن مصر تعيش حرباً، بل إن سورية التي تعيش حرباً منذ 22 شهراً لايزال اقتصادها أفضل من الاقتصاد المصري، ولم تتدهور عملتها إلى الحدّ الذي تدهور له الجنيه المصري، وجلّ ما فعله محمد مرسي هو وضع الشعب المصري ومصر تحت رحمة صندوق النقد الدولي دون أن يتعظ من الذين سبقوه إلى البنك وصندوق النقد الدوليين، وبدء التوسل للمال الخليجي عبر بيع ملوك الخليج بعض الشتائم لسورية وشعبها مجاناً دون أن يحصل على مقابل، متناسياً أنهم أدوات مثله!!.

ففي حين تمكن جمال عبد الناصر بعد هزيمة 1967 من بناء اقتصاد من أقوى اقتصادات الشرق، تمكن محمد مرسي وبعد ما سمّي ثورة الحرية من تدمير ما تبقى من اقتصاد مصر، والأسوأ من ذلك يسعى لبيع ما تبقى من إنجازات جمال عبد الناصر وأهمها قناة السويس التي لأجل تأميمها دفعت مصر مئات الشهداء بل الآلاف، يريد بيعها لقطر والكيان الصهيوني بمئات الجنيهات، وقد أعلنت الصحف القطرية علناً أنها استأجرت القناة، في حين يسعى الكيان الصهيوني إلى تأمين بديل لهذه القناة.

وعبقرية حكم الإخوان في مصر هي رهن بقايا السيادة المصرية، حيث من أهم إنجازات حكم الإخوان تدمير صناعة الصلب في مصر عبر فتح الأسواق المصرية لمنتجات حديد والي الناتو على تركيا رجب طيب أردوغان، لتعويضه عن خسائره بسبب تدميره طرق الإمداد للشركات التركية في سورية، ويقول خبراء في الاقتصاد إن وقف استيراد الحديد التركي فقط يغني مصر عن جزء كبير من قرض صندوق النقد الدولي، ويغني شعبها عن رفع الدعم المرتقب عن معظم المواد الأساسية، لكن بروتوكول وصول مرسي إلى السلطة يقضي بأن يبيع ما لم يبعه حسني مبارك، ويقدم ما رفض حسني مبارك تقديمه.

وما فعله يلتسن بروسيا قبل عقدين من الزمن يتكرر في كل من تونس ومصر، حيث إن تونس بعد وقف الهدر والنهب الذي كان قائماً في عهد بن علي تعجز عن دفع المرتبات لموظفيها، ومن المؤكد أن الحل لدى عملاء واشنطن في تونس هو بيع القطاع العام للشركات الأمريكية، وأما محمد مرسي الذي بدأ مسيرته الإصلاحية بالتوعد بإرسال الجيش المصري لمحاربة الجيش العربي السوري، فقد بدأ فعلياً بإجراءات بيع ما تبقى لمصر من سيادة عبر رهن مصر لصندوق النقد الدولي، وفتح أسواقها للمنتجات التركية لتدمير كل الصناعات الوطنية في مصر، فضلاً عن حديث شركات أمريكية لشراء كبرى الشركات المصرية التي يجري إفلاسها على قدم وساق.

وبكل أسف التاريخ لا يحاسب أمثال هؤلاء كمجرمي حرب رغم أن جرائم الاقتصاد أفظع بكثير من المذابح العسكرية، ففي عهد يلتسن قتل ما يزيد عن أربعة ملايين روسي بسبب صنف واحد من البضائع المغشوشة في الأسواق دون أن يقول عنه أحد بأنه سفاح، واليوم محمد مرسي الذي أجر الأسواق المصرية للشركات التركية والأوروبية فضلاً عن الأمريكية الموجودة أصلاً، يرتكب جريمة توازي جرائم يلتسن، فصناعة الحديد في مصر التي كانت من أهم صناعات الشرق الأوسط، أصبحت مهدّدة بفضل شركاء محمد مرسي في تركيا، وطبعاً لن يتم وقف استيراد الحديد التركي إلى أن تفلس الشركات المصرية تماماً وتستولي عليها الشركات الأمريكية، فضلاً عن مئات الصناعات الوطنية المصرية التي يجري إفلاسها وتدميرها بشكل ممنهج.

وبمقارنة بسيطة مع سورية التي تعيش حرباً همجية استهدفت كل البنى التحتية بدون استثناء بما فيها القمح والقطن، وحصار اقتصادي خانق وصل إلى الحصار على حليب الأطفال الخدج، وتخريب قذر وصل إلى حرق القمح والقطن وتفكيك وسرقة المعامل ونقلها إلى تركيا وضرب إمدادات الغاز والوقود وتدمير محطات وأبراج الكهرباء، وتفجير المقاسم الهاتفية وأبراج الخليوي وتدمير المشافي وقطع الطرقات وجعلها غير آمنة، ورغم كل ذلك، أزمة الغاز في سورية نفسها أزمة الغاز في مصر التي تنتج خمسة مليارات متر مكعب من الغاز، وانهيار العملة في سورية خسرت أقل من نصف قيمتها في مصر أكثر من نصف قيمتها، ورغم حرق ونهب آلاف الأطنان من القمح السوري وبعد حوالى سنتين من الحرب لازال مخزون القمح في سورية أكثر من ضعف المخزون المصري، وبالنسبة لارتفاع الأسعار التي جنّ جنونها في سورية بفضل قنص العصابات للطرق وتدمير الشاحنات، ارتفعت الأسعار بالمستوى الذي ارتفعت له الأسعار في مصر، ولازال العجز السوري أقل بكثير من مصر، وفي حين زادت ديون مصر على 200 مليار دولار قررت سورية لأول مرة الاقتراض بمليار دولار، وفي حين احتياطات مصر من العملة الصعبة غير موجودة لازالت سورية تملك احتياطات تكفي لسنتين أو أكثر، ورغم الحرب في سورية ورغم قيام العصابات التكفيرية المدعومة من مرسي بتهجير ما يقارب ثلاثة ملايين سوري من بيوتهم داخل سورية ومئات الآلاف خارج سورية، تمكنت الدولة من إيوائهم والقليل القليل الذي عاش في خيام من الذين نزحوا إلى داخل سورية، بينما في مصر أكثر من ضعف عدد النازحين السوريين يعيشون بين شواهد القبور بغطاء لا يشبه حتى الخيمة، والذي يجمع بين النازحين من مدنهم في سورية تحت النار والنازحين من المدن المصرية تحت الفقر هو أن النازحين في سورية هجّرهم الإرهاب المسلح الذي تشنه واشنطن عبر أدواتها كمرسي وحمد وأردوغان، بينما المصريون هجّرهم الإرهاب الاقتصادي الأمريكي الذي يسيطر على القرار السياسي والاقتصادي المصري، بذات الأدوات الأمريكية.

وفي حين الرئيس الأسد والجيش العربي السوري يقاتل ضد الإرهاب الصهيوهابي لإعادة المهجرين إلى بيوتهم، وأعاد فعلاً مئات الآلاف إلى بيوتهم بعد تطهير بيوتهم، يقاتل مرسي عبر سياساته الرعناء والتدميرية إلى تهجير المزيد من المصريين من المدن إلى ما بين شواهد القبور وقد هجر مئات الآلاف، وفي حين الرئيس الأسد يدعو كل الأطياف السياسية للحوار، محمد مرسي تحاور مع من يطبل له وتجاهل كبرى القوى السياسية التي بسبب نزولها إلى الشارع وصل إلى السلطة، وفي حين سورية قام نخبة من الحقوقيين بإقرار قانون عصري أو يقترب من العصرية والدساتير الغربية وصوّت عليه 54% من الشعب السوري وفي يوم واحد، محمد مرسي عين أميين لكتابة دستور من العصر الحجري أسوأ من دستور مبارك وهرّب دستوره بالتزوير، علماً أن المشاركة في الانتخابات كانت 33% من الشعب المصري فقط، وفي حين الرئيس الأسد يتجنّب الرد على أدوات واشنطن، ومرسي منهم، لأن عدوه الكيان الصهيوني فحسب، محمد مرسي أرسل إلى بيريس خطاباً عنونه بصديقي الحميم وكل يوم خطاب ناري ضد القيادة السورية لا يتجرأ حتى على توجيه ذات الخطاب للكيان الصهيوني، وأكثر من ذلك تبرأ من خطابات سابقة كان قد قالها قبل أن يصبح رئيساً!!.

نعم ربما علينا تجاهل مرسي وحمد وأردوغان كما تفعل القيادة السورية فجميعهم أدوات للأمريكي لا يستحقون الرد، ولكن دفاعاً عن مصر أم الدنيا ودفاعاً عن الشعب المصري، وتضامناً مع الملايين التي ستخرج بعد أيام مطالبة بإسقاط حكم الإخوان ومحمد مرسي، تضامناً مع هؤلاء الذين ستتجاهلهم القنوات الفضائية كما تجاهلت ملايين السوريين حين نزلوا إلى الشارع ضد التدخل الخارجي ومع رئيس دولتهم الشرعي لن نصمت، ومحمد مرسي لم يفقد شرعيته بل من يدمّر اقتصاد مصر وفاز بالتزوير لا شرعية له ليفقدها، وإذا كان رجب أردوغان وعبد الله غل وأوغلو قد جاؤوا مع احتلال أفغانستان وسيرحلون مع هروب الأمريكي، فإن محمد مرسي جاء في خضم مشروع الشرق الأوسط الجديد ويهودية إسرائيل، كذلك سيرحل مع المشروع الذي شارف على النهاية، ومصر أم الدنيا لابد أن تستعيد دورها الذي فقد 40 عاماً.

» عندما يتكلم سعود الفيصل عن الهوية العربية!...محمد الحسن
» المعاق محمد مرسي ينفق مائة مليون جنيه على سفرياته.. مرسي زعيم حزب وليس رئيس جمهورية
» مرسي الحاقد على سورية ...فأين كنت يا مرسي يوم قصفت طائرات نظام آل سعود منازل الاطفال في اليمن ؟ بقلم: مي حميدوش
» هدية من الحريري الى الرئيس المصري محمد مرسي
» "باي باي يا ريس".. حملة ساخرة لإرسال محمد مرسي إلى الفضاء..!!