السوريون الأرمن وأمنيتهم الوحيدة.. هل ستتحقق يوماً؟جيانا رزوق – خاص الخبر برس
أثبت الأرمن السوريون خلال الحرب الدائرة في سوريا انهم لا يعتبرونها بلداً يأتي في المرتبة الثانية بعد ارمينيا، بل هي بلدهم الأم أيضاً ولم يبخسوا في الدفاع عنها سواءاً بوقوفهم مع الدولة والجيش السوري وقيامهم بالعديد من الوقفات التضامنية من اجل سوريا وابرزها بعد وصول مسلحي المعارضة الى مدينة كسب حيث نظمت مجموعة من الأرمن اعتصاماً يوم 26 آذار أمام مقر الأمم المتحدة في يريفان عاصمة جمهورية أرمينيا، مطالبين بإدانة تصرفات تركيا ودعمها للمسلحين المتطرفين وقيام العديد من شبانهم بالتطوع في الجيش للدفاع عن ارضهم وحقهم في البقاء فيها كأي مواطن استفاقت فيه روح المحارب حين احسّ بالخطر المحدق بوطنه.
كان للأرمن تواجد في الجيش السوري ولكن ازدادت اعدادهم بشكل ملحوظ في الجيش والدفاع الوطني بعد الصدمة التي استيقظوا ككل الحلبيين عليها بوصول نيران المعارك الى حلب ذات النسبة العالية في التوزع السكاني الارمني نسبة لباقي المحافظات والتي كان سببها الرئيسي دخول 15.000 مسلح متشدد في ليلة واحدة بسبب قيام قيادي سوري بخيانة شرفه العسكري وتسهيل دخولهم بنزعه للحواجز في كل المدينة وفراره بعد ذلك الى تركيا، فما كان أمام السوريين الأرمن إلا الوقوف رافضين قيام مجزرة أخرى بحقهم وحق اخوتهم في الوطن، وزفوا شهدائهم شهداء سوريا وارمينيا ومنهم الملازم الشهيد ليفون قيومجيان الذي سار على درب اجداده اللواء آرام كارامانوكيان والعميد هرانت مالويان واللواء ألبير كيليجيان وغيرهم من الضباط السوريين الارمن الذين كان لهم بصمتهم في الجيش العربي السوري.
ومنهم من اختار جبهة اخرى غير العسكرية فاختار رديفتها الجبهة الإعلامية للوقوف في وجه المد الوهابي المدعوم تركيا وسعوديا وغربيا في المنطقة أمثال الإعلاميان ابناء قلعة حلب كيفورك ألماسيان وسركيس قصرجيان أحد اكثر الوجوه السورية الارمنية الشابة الواعدة والتي برزت في هذه الحرب.
الى الآن رغم كل المواقف التي عبر عنها الارمن وعن ولائهم المطلق لسوريا تراباً ودولةً لم تعطهم الدولة السورية الامنية الوحيدة التي يطلبونها في كل ذكرى ابادة الأرمن التي تصادف اليوم والتي ذهب ضحيتها مليون ونصف المليون من الأبرياء.
الارمن السوريون يريدون فقط ان تقف حكومتهم وتأخذ بثار اجدادهم باعترافها بقتل العثمانيين وهابيي تركيا لكل طفل وامرأة ورجل ارمني الذين اغتصبوا وقتلوا وعلقوا عراة على الصلبان وجوعوا حتى الموت قبل 99 عاماً.
هذا الاعتراف نفسه الذي ينتظره الارمن من حكومتهم تنتظره حكومتهم اليوم وعلى مدى ثلاث سنوات من المجتمع الدولي بحق المجازر والابادات التي ارتكبتها ميليشيات المعارضة على امتداد المناطق السورية، ولاعتراف سوريا حساسية كبيرة واهمية اكبر لكونها كانت الملجأ الأول للمهجرين والحضن الذي إحتضن الجثامين، فهي شاهد على الإبادة الجماعية.
من كل سوري شريف الى الدولة السورية المقاومة والصامدة.. امنحوا الارمن اعترافهم ولا تعاملوهم بمثل اخلاق المجتمع الدولي بل عاملوهم بالاخلاق السورية.
*مقالات الخبر برس