الأخضر الإبراهيمي يطلب إعفاءه من مهمته.. فمن البديل؟نضال حمادة – المنار
كل شيء هادىء في جنيف بسبب عطلة عيد الفصح، ولولا بعض حافلات النقل العام لظننا اننا في مدينة مهجورة، هذا الصمت في المدينة السويسرية التي تحوي مؤسسات الامم المتحدة وحقوق الانسان والصليب الأحمر الدولي خرقه حدث عربي بامتياز، عبر وصول صحفيين عرب من عدة بلدان عربية إضافة الى بعض مسؤولي الإعلام في الصليب الأحمر الدولي والامم المتحدة ودبلوماسية من السفارة الروسية حضروا جميعا في مؤتمر عقد على مدى يوم كامل في مقر ( المعهد الاسكندينافي لحقوق الانسان) في جنيف تحت (عنوان الصحفي حقوق ومسؤوليات) ناقش مواضيع تخص الصحفيين العرب في البلدان العربية خصوصا في مناطق الحروب مثل سوريا، وتناول إشكاليات عمل المؤسسات الإعلامية العربية في ظل عدم وجود (بروتوكول) مهني عربي يحدد الفارق بين الحقوق في نشر المعلومة وبين التحريض على الكراهية والتحريض المذهبي والاثني، فضلا عن ما سمي الفلتان الاعلامي في ظل غياب اية توعية ومعرفة بالقوانين الدولية التي تحفظ حقوق الصحفيين وسلامتهم في بلدان الصراعات، وقد جرى الحديث بشكل مستفيض عن شهداء المنار الثلاثة في معلولا وسط نقاش مطول.
في مقهى سويسري في وسط جنيف كان الموعد مع مراجع اوروبية مقربة من المبعوث العربي والدولي الى سوريا ( الاخضر الإبراهيمي)، ودار حديث معهم حول مهمة الدبلوماسي الجزائري المخضرم التي لم تنجح وعن ما يدور عن اعتزامه الاستقالة
وحسب المراجع المذكورة فقد اعرب المبعوث العربي والدولي المشترك الأخضر الإبراهيمي عن يأسه من الوصول إلى حل في القضية السورية، وقرر فعلا الاستقالة ، وتضيف المصادر ان الإبراهيمي أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة بقراره هذا وعلى عكس المرات السابقة لم تقم اية جهة او دولة بمحاولة ثنيه عن قراره.
المصادر الأوروبية تقول أن المشكلة تكمن حاليا في إيجاد بديل عن الإبراهيمي يحظى برضا الجامعة العربية ومجلس الأمن والأمم المتحدة، كاشفة لموقع المنار ان الاقتراح الذي تم تداوله خلال اليومين الماضيين والذي أشار الى وزير الخارجية التونسي السابق أيام بن علي ( كمال مرجان) قد الغي تماما بعدما رفضت تونس هذا الامر ، وتضيف المصادر الأوروبية أنه بسبب الانقسام العربي يفترض ان يكون خليفة الابراهيمي من إحدى دول المغرب العربي، وبعد رفض تونس ترشيح كمال مرجان ورفض المغرب الكامل أن يتولى مغربي خلافة الأخضر الإبراهيمي لم يبق إلا دولتان (موريتانيا وليبيا) وليس هناك حاليا شخص من هاتين الدولتين يمكن له ان يخلف الإبراهيمي.
وتشير المراجع الأوروبية أن المشكلة تكمن في حجم التوافق العربي والدولي المطلوب لتعيين خليفة للإبراهيمي فأي مرشح عربي يجب ان يحظى بموافقة الجامعة العربية ومن ثم أعضاء مجلس الأمن الدولي ومن ثم الأمم المتحدة. ويكفي عقبة روسيا في مجلس الامن و الخلافات العربية العربية لتشكل عائقا كبيرا ولمدة زمنية ليست قريبة في وجه كل محاولات إيجاد خليفة للإبراهيمي.
ويعرف المبعوث العربي والدولي المشترك الصعوبات التي تمنع إيجاد خليفة له في الوقت القريب لذلك لم يحدد موعدا زمنيا لاستقالته وقد ربطها بإيجاد من يحل مكانه في المهمة ، ويتضح من الخلافات الروسية الأمريكية حول القرم ان القضية السورية لم تعد في اولويات السياسة الأمريكية حاليا لذلك فإن جنيف 3 لن ينعقد في ظل هذه الظروف، ويجري الحديث عن عودة للنقاش في احتمال عقد مؤتمر جنيف 3 بعد الانتخابات الرئاسية السورية أي بعد تموز القادم، وهذا ما يدفع الأجندات الزمنية الى الخريف القادم بسبب شهر رمضان المبارك وعطلة الصيف في الغرب.
وكشفت المراجع الغربية ان اللقاء الأخير الذي كان مقررا الشهر الماضي بين الإبراهيمي وكيري لم يعقد بسبب تأخر كيري الذي كان في لقاء مع لافروف ، وقد تأخر المؤتمر الصحفي بين لافروف وكيري واقترب موعد طائرة وزير الخارجية الأمريكي ما جعل الأخير يلغي لقاءه مع الإبراهيمي وحضر فقط الى مقر اللقاء لأخذ صورة التحية التي اعتبرها وزير الخارجية الأمريكي لياقة بروتوكولية حرص على القيام بها .
كما اكدت المصادر صحة ما كان موقع المنار قد نشره في موقف الجمعة بتاريخ 28 شهر شباط الماضي تحت عنوان (الفاظ نابية بين الروسي والأمريكي والإبراهيمي يرفع الجلسة)، وقالت ان الكلام كان بين الطرفين نابيا وقاسيا الى أبعد الحدود ، كما اكدت ان آخر اجتماع عقد بين وفدي الحكومة السورية ووفد الإئتلاف المعارض كان شبيها بحوار الطرشان ما جعل الإبراهيمي يرفع الجلسة بعد دقائق معدودة من بدئها .
وحول المفاوضات النووية بين إيران والغرب قالت المصادر نفسها ان الاتفاق الأمريكي الإيراني في هذا المجال يسير في اتجاه إيجابي مضيفةً ان الفريقين اتفقا على فصل المسار السوري عن المسار النووي لإيران ، وهذا يعود إلى ان الطرفين قد لزما الروسي الموضوع السوري إذا صح التعبير.
امريكا أمام امر واقع لا ثاني له وهو الاعتراف بضم القرم من قبل روسيا و الإقرار ان هذا امر واقع قالت المصادر ، ولا يبدو ان هناك إمكانية لإجراء مقايضة حول سوريا، رغم تأكيدات الطرف الروسي أنهم غير متمسكين بطرف معين في سوريا، غير ان قرار إجراء الانتخابات السورية خلال الصيف القادم لا يدع مجالا للشك أن إمكانية المقايضة بين سوريا والقرم غير مجدية ولا تناسب الطرفين الروسي والأمريكي.