سعودية وعشقي سوريا مراقبة عامة
عدد المساهمات : 29420 تاريخ التسجيل : 17/05/2012
| موضوع: الفكر هو المنطلق .. في السياسة وفي المعاملات الثلاثاء أبريل 15, 2014 2:33 am | |
| الفكر هو المنطلق .. في السياسة وفي المعاملاتالاثنين , 14 نيسان / ابريل 2014 بلال الحكيم اربعة خطابات صدرت مؤخرا لاربع شخصيات قيادية في المنطقة تحدثت بشكل مباشرعن ( الثقافة والفكر والايدلوجيا ) وكانت موجهة للامة ككل ومن الواضح انها اعدت بدقة مدروسة وليست اعتباطية او نتيجة الصدفة العابرة . * السيد على خامنئي قائد الثورة الاسلامية في ايران تحدث في رأس السنة الايرانية (عيد النيروز) عن عنوان السنة الجديدة وهو “اقتصاد وثقافة بإرادة وطنية وإدارة جهادية” وتحدث وفصل في خطابات اخرى لاحقة حول نفس العنوان وعن الدور الثقافي المناط بالشعب الايراني تبنيه والدفاع عنه . * السيد بشار حافظ الاسد رئيس الجمهورية العربية السورية تحدث في خطابة الاخير في كلية العلوم السياسية عن الايدلوجيا وعن الحرب الفكرية التي يشنها الغرب لاجل الغاء الايدلوجية التي قامت الامة العربية على اساسها والتي تتمثل في العروبة والاسلام كما وتحدث عن لجوء الغرب لتغير المصطلحات لكي يتمكن من تغيير جوهر هذه الايدلوجية . * السيد حسن نصر الله الامين العام لحزب الله اللبناني , في حفل اطلاق منتدى جبل عامل للثقافة والادب تحدث عن اللغة باسهاب واوضح اهميت ( اللغه والكلام ) , وذكر ان الامة تمر بتحديات ثقافية وحضارية وسياسية ووجودية خطيرة جدا , وتحدث باسهاب عن ان اصل المقاومة وعمقها وحقيقتها هو اصل ثقافي في الاساس . * السيد عبد الملك الحوثي قائد وزعيم حركة انصار الله اليمنية , في خطابة الاخير والذي كان في استقبال قبائل من منطقة بني حشيش جاءوا ضيوفا على مدينة صعدة , تحدث فيه عن اسواء انواع الغزو والذي هو الغزو الثقافي والفكري والذي يتحكم ببناء شخصية الانسان ويترتب عليه توجهاته المستقبلية بكلها . بالطبع هذه الاشاره الخاصة بالثقافة والفكر التي تحدث عنها القادة السالفين الذكر ليست هي الاولى من نوعها ولا هي اولى المرات التي يهتمون فيها بهذا الجانب , بل ان كياناتهم ومن خلال المتابعة التاريخية لنشاءتها وتطورها تؤكد انها كيانات قامت بالاساس على قوائم ثقافية وفكرية توصلوا اليها وتبنوها وحاربوا من اجلها بل وضحوا الكثير الكثير في سبيل ترسيخها وصمودها . ولكن لماذا الان وبصورة جماعية منسقة ومدروسة ؟؟ المتابع للاحداث الدائرة في المنطقة عموما سيجد انها مرت بازمات كبيرة وخطيرة وكانت مفصلية بل وفيها تقرير مصير فاما البقاء او الفناء , وكان هؤلا القادة الاربعة اطراف رئيسية وجزء لا يتجزاء من تلك الاحداث ولا يزالون , ويمكن لنا مجازا او واقعيا اطلاق عليهم اسم ( حلف المقاومة ) , ولكن الجديد في الامر ان هذا الحلف بدأ يحسم اغلب المعارك ان لم نقل كلها لصالحة , ولسنا هنا في صدد التفصيل ولكن سنكتفي بذكر عناوين تلك الانتصارات منها : انتصارات ايران النووية , وكذلك في تمكنها من ارغام المجتمع الدولي على الاعتراف بحقها في امتلاك الطاقة النووية . انتصارات الجيش السوري على الجماعات التكفيرية في جبهات مختلفة وانتصار النظام في الاقنية السياسية الدولية انتصارات حزب الله المتتالية على التكفيرين في سوريا تتويجا لانتصاراتها الشهيرة والعظيمة على جيش الكيان الصهيوني الغاصب انتصارات انصار الله المتتالية وابرزها اسقاط مشائخ بيت الاحمر اكبر حلفاء السعودية في المنطقة . كل هذه الانتصارات هي التي جعلت هذه الجهات الاربع ( حلف المقاومة ) يبدأ بالتحضر للمراحل القادمة والتي ستكون موجهة بشكل مباشر للشعوب والذي اغلبة مؤيد ومؤازر للمقاومة وكان هو الجندي المدافع عنها وصانع الانتصارات فيها . والهدف من وراء ذلك هو مزيد من توعية الشعوب لاهمية هذه الثقافة المقاومة وكذلك استيعابهم لخلفياتها الفكرية والتاريخية والحضارية وضرب النماذج الناصعة والسليمة التي تبنت نفس ذلك المسار والخط , بحيث يكون هناك مزيد من الاعتزاز بهذا الخط ومزيد من الالتفاف حولة , ولا يكون هناك تحرج منه بدواعي انه يعزلها عن العالم الخارجي , اذ ان هذا التوجه وحده من سيجعل العالم الخارجي ياتي بنفسه الى المنطقة ولكن هذه المرة خاضعا وراجيا لفتح علاقات سليمة ليس فيها سيطرة او استكبار او هيمنة . لماذا الثقافة والفكر اولا ؟ في العالم البشري لا يمكن ان تكون المحركات والدوافع كلها غرائزية بحتة , هناك ما يدفع الناس وكخشية فطرية من الفوضى الى التشبث بالنظم والشرائع والدساتير لكي تضبط مسيرة الحياة وبذلك تمنع الانتهاكات والتعديات والتي قد تنطلق كثير منها من منطلق فكري مضاد هدفه تبرير تلك التجاوزات وتقبلها من منطلقات مزيفة وتكون اللعبة الخطيرة لهذا التوجه من خلال التلاعب بالمفاهيم والقيم والاخلاق في الصميم وكمدلول وتوظيفها في المكان والحدث الغير مناسبين وربما في المكان والمجال النقيض . وهذا سيكون في مقابل الفكر الممسوخ او المزيف والذي هو طارئ على الشعوب وفيه تحريف للقيم وحرفها عن معناها الحقيقي بل وارتكاب باسم تلك القيم اشنع انواع الجرائم وارذلها وهو نفس العمل التي تقوم به الجماعات التكفيرية ومن لف لفيفها من التيارات والجماعات التي حرفت الكثير من المسلمات ويتحالفت مع الاعداء لضرب اشقاء واخوه من نفس اللحمة او الدين . اما الامر الآخر فهو يهدف الى تحصين الشعوب والمجتمعات من الهجمات الثقافية المضادة والتي يشتغل عليها الغرب على قدم وساق ويوجهها بشكل مباشر باتجاه المنطقة لغرض مسخ قيمها وهويتها , حتى يتمكن لاحقا وبترحيب من تلك الشعوب التي تم مسخها على قدومه الفعلي وسيطرته على المقدرات والقرار بعد ان يكون قد مسح التراث الحضاري للمنطقة ودفنها تحت التراب . * كاتب يمني | |
|