معلومات غربية خطيرة.. هكذا يهدد الفكر التكفيري أمن الخليجكشف مصدر ديبلوماسي غربي رفيع المستوى لـ «الراي» ان مبدأ الشراكة والتعاون بين الغرب ودول الخليج مبني على اسس متينة تتعلق بالتحديات المشتركة التي نواجهها معاً وأهمها أمن الخليج ومحاربة الارهاب وحماية مصادر الطاقة والتعاون الاقتصادي ومواجهة التحديات العالمية المشتركة وهذا لن يتغيّر حتى لو تعدلت بعض التكتيكات التي تتأقلم مع ظروف خاصة.
وشرح المصدر المعني مباشرة بملف الشرق الاوسط ان أمن الخليج يأتي بالدرجة الاولى في سلّم الاولويات وقد تمت ترجمة هذا البند بتسليح دول المنطقة بما طلبت الحصول عليه من أسلحة متطورة لضمان أمنها وسلامتها وكذلك زوّدت القواعد العسكرية المنتشرة في الخليج بأحدث التقنيات التي تأخذ مكان العديد مع الاحتفاظ بنحو 30 الف ضابط من القوات المسلحة تلبية لاحتياجات الامن القومي العربي، معتبرا ان التعاون الامني يشمل ايضاً مكافحة الارهاب المحلي الذي يتهدد الحكومات العربية وتقديم المساعدة التقنية وتبادل المعلومات ، وقال:” هذا كله ليس وليد البارحة ولا وليد الساعة بل استمرار لعمل يتجدد ويتطور لا تعدّله التطورات التكتيكية المختلفة”.
اما عن الوضع في سوريا والمتعلق بأمن الخليج، فيرى المصدر ان الغرب يعتقد ان على دول الخليج ترجمة أقوالها بأفعال بما يتعلق بمبدأ محاربة الارهاب اولاً دون ان يؤثر ذلك على المسار الطبيعي والذي يتمثل بان لا مستقبل للرئيس الاسد في المعادلة السورية حتى ولو استلزم ذلك الوقت المطلوب.
ولفت المصدر الى ان الغرب تعاون لعدم انتشار الارهاب في الخليج لان تموين الجماعات المسلحة لم يمنع انتشار الفكر التكفيري القاعدي بين البلدان نفسها التي ساعدت او سمحت لمتبرعين بدعم هذه الجماعات، مشيرا الى ان القرار شمل بالدرجة الاولى المملكة العربية السعودية والكويت والاردن والامارات العربية المتحدة وقطر ولبنان، وقال:”لهذا وجدنا ان من الضروري وضع حد لتدفق الاموال ومحاربة هذا الفكر قبل ان يصيب هذه الدول وتصبح محاربته اصعب ودامية، وقد ابدت هذه البلدان تعاوناً تاماً معنا ونحن معها للهدف نفسه بعيداً عن السياسة ورأي كل طرف بالاحداث في سورية.”
وفي هذا الاطار، رأى المصدر ان الوضع في سوريا سيتغيّر على الارض رغم الانتصارات المبعثرة التي يحققها النظام، فالحرب الدائرة أثبتت ان غالبية الذين غادروا البلاد لا يتفقون مع النظام، وهناك عدد كبير لا يريد للحكم الحالي ان يستمرّ وهناك عدد آخر يدعم الرئيس الاسد، ما يعني ان المعارك ستستمر الى حين انهاك القوى كلها دون غالب او مغلوب بل بدمار اكثر للبنية التحتية والمزيد من القتل والتهجير.
وعن حماية مصادر الطاقة قال المصدر ان “الولايات المتحدة، في اواخر هذا القرن، ستصبح مستقلة نفطياً ما يدفع شركاءنا في الشرق الاوسط للاعتقاد ان الاسباب الرئيسية لدعم دول الخليج قد انخفضت من قبل اميركا، وان البحث عن شركاء في اوروبا هو اجدى وأنفع استراتيجياً للمدى البعيد، الا ان هذه المقاربة خاطئة لان القواسم والاهداف المشتركة بيننا وبين اميركا وبين العرب واميركا متعددة وهي لا تعتمد فقط على كمية الطاقة المتوافرة بل على مبدأ ان هذه الطاقة والثروة التي تولدها تقع تحت يد من؟ واين تتجه اموال هذه الطاقة وتمول ماذا؟ هذه الاسئلة ستبقى ما دامت الطاقة باقية وما دام الارهاب موجوداً في تلك البقعة من الارض”.