وادي عطا أول الغيث… كيف تنظم جبهة النصرة صفوفها في لبنان؟
Ads by FunkLyricsAd Options
نضال حمادة – صحيفة البناء
عشية العملية الإرهابية ضد حاجز الجيش اللبناني في معبر وادي عطا غير الشرعي بين عرسال وفليطا حصل تبديل في المواقع بين الفوج المجوقل وبين اللواء السادس في الجيش اللبناني حيث استلم اللواء السادس حاجز عين عطا والمواقع الأخرى في عرسال، فيما توجهت قوة المجوقل إلى سهل القاع على الحدود اللبنانية ــ السورية قبالة مدينة القصير.
وعشية العملية الإرهابية ذاتها حصلت القوى الأمنية على معطيات تفيد عن استعدادات يقوم بها مقربون من سامي الأطرش لتنفيذ عمل أمني ضد الجيش اللبناني.
معبر وادي عين عطا بين عرسال في لبنان وفليطا في سورية من المعابر غير الشرعية التي فتحت بين عرسال والقلمون السوري بعد اندلاع الحرب في سورية، ويمتاز هذا المعبر بطريق معبّد بالاسفلت تم فتحه وتعبيده خلال الأزمة الراهنة بالتعاون ببن المسلحين وأطراف في عرسال، وبالتالي فهو معبر يسهل التنقل عبره. وأتى حاجز الجيش اللبناني الذي ثبت أخيراً بمثابة عقبة في وجه المسلحين على طرفي الحدود وداعميهم في المنطقة، وهذا ما يجعل من أي تواجد للجيش اللبناني هدفاً دائماً للمسلحين، ما يحتم على قوى الجيش تعزيز القوة المتمركزة في هذه النقطة وتزويدها بإمكانات تقنية وبشرية أكبر .
وتعتبر منطقة حاجز الجيش اللبناني في وادي عطا نقطة ميتة لاسلكياً ولا تصل تغطية الهواتف الخلوية اللبنانية إليها. ويعتمد الجيش اللبناني على خط سلكي عسكري للتواصل مع جنوده الموجودين في الحاجز. وقد أدى الانفجار الانتحاري إلى تدمير خط التواصل السلكي، وكان صوت الانفجار القوي الذي وصلت أصداؤه إلى الهرمل الوسيلة الأسرع لمعرفة فورية بوقوع الهجوم، وهذا ما سرع عملية إخلاء الجرحى من المنطقة.
وتفيد المعطيات أن انتقال قوة المجوقل في الجيش اللبناني من عرسال إلى القاع يأتي على خلفية معلومات تشير إلى تحركات لعناصر سورية ولبنانية مسلحة تلاحظ في سهل القاع ومزارعه وتشير المعلومات إلى أن عشرات من عناصر جبهة النصرة يدخلون لبنان يومياً ويقومون بتسوية أوضاعهم القانونية في بلاد الأرز. وتتحدث الأرقام عن العشرات من العناصر التي يلقي الجيش اللبناني القبض عليها هذه الأيام وهم في الحقيقة من فلول المجموعات المسلحة التي تفر من منطقة القلمون في سورية، ويقوم الجيش اللبناني بالتحقيق معهم. ومن ثم يسلمهم للدرك الذي يسلمهم بدوره للأمن العام اللبناني الذي يفرج عنهم بعد أن يدفعوا ثلاثمئة ألف ليرة لبنانية لتسوية أوضاعهم، باعتبارهم داخلين خلسة إلى لبنان.
وتشير المعلومات إلى أن السلطات اللبنانية تعتمد على تصفح النشرة الأمنية للشخص الموقوف ويتم الإفراج عنه مجرد خلو النشرة من معلومات عنه، في وقت تطرح تساؤلات عن فعالية الاعتماد على النشرة الأمنية فقط في ترك هذه العناصر تسرح وتعمل بحرية في لبنان.
سهل القاع…
بعض المعطيات في البقاع الشمالي نقلاً عن مراجع مختصة ومحلية في المنطقة تشير إلى إعادة تسلل الكثيرين من الذين تتم تسوية أوضاعهم في لبنان فضلاً عن توجه بعض مسلحي القصير الذين فرّوا من يبرود إلى وادي حميد في عرسال وهو محاذ لتلال النعمات المشرفة على سهل القاع ومعبر جوسي الحدودي القريب من القصير. وتشير المعطيات إلى رصد اتصالات تشير إلى تحرك تنوي مجاميع المسلحين الفارين من يبرود تنفيذه نحو القاع عبر تلال النعمات في عمل شبه انتحاري، إذا ما علمنا أن المجموعات نفسها قد شنت هجوماً عبر النعمات في شهر كانون الأول الماضي أسفر عن مقتل غالبية منفذي الهجوم في حينه، وتسبب هذا الهجوم الفاشل ببدء هجوم للجيش السوري وحلفائه أسفر عن تحرير تلال النعمات وساهم في تعجيل معركة يبرود. وتفيد المعطيات أيضاً أن انتقال الفوج المجوقل من عرسال إلى القاع يأتي مع بدء موسم الزراعات الصيفية في السهل وتوافد عشرات من الذين كانوا في يبرود إلى القاع تحت غطاء عمال في الزراعات الموسمية.