حقائق … جارحة

موضوع: حقائق … جارحة الإثنين مارس 24, 2014 3:31 pm

حقائق … جارحة

الاثنين , 24 اذار / مارس 2014

أحمد الحباسى تونس
حقائق … جارحة Ahmad-habasy

كأن يقال مثلا أن السيد محمود عباس هو رئيس للسلطة الفلسطينية ، لان الشعب الفلسطيني لا يستحق أبو مازن ، و يستحق فعلا قيادة حقيقية تقوده إلى الحصول على الاستقلال و الحرية ، لكن السيد عباس ، لا يمتلك مقومات الزعيم و لا شجاعة الزعماء ، و القضية كما تحتاج إلى زعيم فهي تحتاج إلى حكمة الزعماء .
كأن يذكر البعض أن الحقوق الفلسطينية ثابتة بالقرارات الدولية ، أو أن هناك ثوابت فلسطينية ، أو أن القيادة الفلسطينية لن تتنازل عن شبر من الأرض المحتلة ، أو أن القمة العربية القادمة ستكون قمة ” مصيرية” بالنسبة للقضية ، أو أن هناك إجماع عربي على الثوابت الفلسطينية ، أو أن العرب سيشكلون وفدا للاتصال بالإدارة الأمريكية و الضغط عليها حتى…تضغط بدورها على الكيان الصهيوني الغاصب ليقدم تنازلات ” مؤلمة” لصالح..السلام .
هناك حقائق جارحة ، و جروح الوطن العربي كثيرة و نازفة ، فالجامعة العربية لم تعد صالحة إلا لإعطاء الغطاء السياسي لتنفيذ المشروع الصهيوني ، و ما يصدر عنها بين الحين و الآخر من بيانات سخيفة أصبحت مدعاة للتندر و السخرية ، مجلس التعاون الخليجي بدوره هو مجلس عكاظيات و تبويس لحى و أنوف و جباه لا أكثر ولا اقل ، المثير أن السعودية تتحدث عن قطر باتهام كونها لم تلتزم بثوابت و قرارات مجلس التعاون الخليجي ، مع أن الجميع يتهمون ، ، و يقدمون الأدلة الدامغة على أن النظام السعودي لا يلتزم لا بميثاق الجامعة العربية ، و لا بميثاق حقوق الإنسان ، و أصلا بكل المواثيق الدولية الآمرة التي تمنع التدخل المباشر في شؤون الدول المستقلة تحت أية ذريعة ، المثير أيضا أن الملك السعودي يطلق صيحة فزع تجاه الجماعات الإرهابية التي يعلم الجميع أنها صنيعة النظام و المؤسسة الدينية و المخابرات السعودية .
كأن يقال أيضا ، أن الإخوان هم فقط سبب كل بلايا مصر ، في حين أن هناك أدلة على دور مخابرات أجنبية ، صهيونية بالأساس ، في تحريك الشارع المصري نحو مزيد من العنف و التطرف و التدمير و الفوضى حتى ” تسقط” مصر القومية العربية بالسكتة السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية المفاجئة و يحدث لها ما حدث للزعيم الراحل ياسر عرفات على يد أصابع الخيانة في فتح و في الموساد الصهيوني و المخابرات الأردنية المصرية ، في حين أن هناك دور لقوى الردة و بعض أزلام النظام العالمي الجديد الذين يريدون فتح الجبهة المصرية على كل الاحتمالات ، نعم ، هناك أهل رابعة، لكن هناك أيضا أكثر من دور مسموم .
الخيارات المطروحة على طاولة المفاوضات في جينيف 2 ليست خيارات “صحية” للنظام السوري ، ما يراد لسوريا و من سوريا واضح و لا لبس فيه ، و الرئيس الأسد إذا أراد أن يخرج من حالة المد و الجزر السياسية الأمريكية عليه أن يقتنع بعمق أنه يحتاج إلى نصر عسكري كاسح يعيد السيطرة على كامل الأرض السورية و يغلق كل ” معابر” السلاح و الجماعات الإرهابية بشكل نهائي ، هذا النصر لن يتحقق إطلاقا و نهائيا بالقدرات السورية الذاتية كما يقول البعض ، النصر يحتاج إلى تعاضد جهود سوريا و إيران و حزب الله ، و يحتاج من إيران أن تدرك نهائيا أن سقوط سوريا هو سقوط لكل الخيارات السياسية و العسكرية و الإستراتيجية الإيرانية و العكس صحيح أيضا ، لذلك على إيران أن تقدم الدعم العسكري و اللوجيستى و المالي اللازم للقيادة السورية ، فالولايات المتحدة بما تمثله من قوة في كل المجالات لم تقم بأي حرب دون إسناد من الدول الغربية و العربية ، و مع ذلك فهي لم تحقق أي نصر في تاريخها العسكري الدموي الطويل.
بالمختصر المفيد لن ترفع رؤوس العرب إلا بالمقاومة و بالمواجهة مع العدو مهما كانت جنسيته حتى لو كانت “عربية” ، و التصدي لإسرائيل لم يعد مهمة عربية عامة فأهل حماس و فتح غائبون ، و أهل الحجارة مغيبون ، و أهل البندقية حائرون ، و أهل الربيع العربي مع ” الإخوان” يتصارعون ، فلا عيب إذا أن نلتجئ إلى سلاح من إيران و بندقية من حزب الله بعد أن شح المال النفطي على المقاومة و صار “سلعة” لتنفيذ المؤامرة على المقاومة .
كأن يقال أن العراق يخطو نحو الديمقراطية و العيش المشترك ، مع أن حنفيات الدم المراق يوميا تفوق في خريرها خرير مياه الشرب في قنوات تهدمت بفعل تخريب الإنسان ، كأن يقال أن الدول الإقليمية تريد خيرا للعراق و الحال أن الكل طامع في ثرواته ، متآمر على عروبته و تاريخه ، كأن يقال أن الولايات المتحدة قد أتت بالخير للشعب العراقي و الحال أن الشياطين لا يأتون للإنسان إلا بالكفر ، كأن يقال أن العراق بإمكانه أن يسترجع عافيته و الحال أن كل الكلاب تنهشه بالليل و النهار، كأن يقال أن بأن العراق سيعود منارة للعلم مع أن الموسد قد حصدت كل القيادات العلمية البارزة .
عفوا ، نحن من نكسة إلى نكسة ، و من تطرف إلى تطرف ، و من مؤامرة إلى مؤامرة، أفئران تجارب نحن ؟ أشعوب عربية كتب عليها تحمل الضيم و القهر ؟ أنحن سبب البلية أم هؤلاء تجار الدم الوهابيين ؟ هل نحن منحوسون إلى هذا الحد ؟ ثم أين مارسال خليفة ؟ أين لحن المقاومة ؟ أين الرصاصة التي قال البعض أنها لا تزال في جيبه ؟ هل استسلم العرب و لم يعد مكان للمقاومة ؟ هل تطبعنا و طبعنا قبل أن يصل إلينا التطبيع ؟ و أتساءل ، هل نصدق سماحة السيد و هو يقول أن زمن الهزائم قد ولى أم نصدق “المتقاعد” حمد بن خليفة و هو يقول أن الحقوق العربية لن تعود إلا بالتوسل من أمريكا و بني صهيون ؟ .

Read more: http://www.mepanorama.net/433519/%d8%ad%d9%82%d8%a7%d8%a6%d9%82-%d8%ac%d8%a7%d8%b1%d8%ad%d8%a9/#ixzz2ws7evYAk

» مقاتلون الأجانب في سوريا، حقائق وأرقام
» ما لا تعرفونه عن حقائق وأرقام «الإرهاب»!
» «الحرب السنية – الشيعية» حقائق ووقائع
» حقائق قد لا تعرفونها عن الرئيس الأسد
» حقائق الحرب فوق الأرض وتحتها...