جلالة الملك ، من يصدق جلالة الملك ؟

جلالة الملك ، من يصدق جلالة الملك ؟

الاربعاء , 12 اذار / مارس 2014

جلالة الملك ، من يصدق جلالة الملك ؟ Oi8vcGFub3JhbWEuYWxtYWRpbmEubmV0ZG5hLWNkbi5jb20vd3AtY29udGVudC91cGxvYWRzLzIwMTQvMDMvMS0zOTI0MjguanBn

أحمد الحباسى تونس
يتحدث الإعلام الخليجي عن حرج الملك السعودي من تداعيات و احتمالات عودة “الأبناء المجاهدين” من غزواتهم في الشام و سوريا ، خاصة بعد أن تنصل منهم أهل مشروع تصفية النظام السوري الذين يسميهم الائتلاف السوري المعارض ب”أصدقاء الشعب السوري ” مع أنهم صهاينة الفكر و التدبير ، خاصة بعد أن ” تلذذ” هؤلاء القتلة اللحم البريء السوري نيئا و مشويا ، يتحدث نفس الإعلام القذر عن تخوف الملك من “الهجرة العكسية” للتيارات الأصولية الوهابية المنحرفة و المحترفة ، يقول المتابعون للشأن السعودي أن خوف المملكة و ملكها أن يعود ” الدر ” إلى معدنه بمعنى أن يعود العقل الممسوخ المفسوخ التكفيري إلى “قواعده” دون أن يتمكن من إسقاط النظام السوري بحيث ينطبق على السعودية و نظامها و ملكها القول المعروف ” لا نال عنب اليمن و لا بلح الشام ” .
المخابرات السعودية هي من حملت قطع الغيار الآدمية إلى سوريا لممارسة عنفها الدموي و كراهيتها للشعب السوري و لنضال المقاومة ، و هذه المخابرات لا تتحرك بدوافع المصلحة العربية ، حاشا لله ، و لا بدوافع مصالح المملكة نفسها ، فالمملكة مجرد محمية صهيونية صليبية ، و لا بدافع إعلاء قيم الدين الإسلامي فهذا الدين أسمى من تصرفات و خطايا الجماعات الإرهابية ، بل هي تتحرك لإنقاذ مشروع الفوضى الخلاقة أو ما يسمى من باب التجميل و التزويق اللفظي ” بمشروع الشرق أوسط الجديد ” خاصة بعد أن أنهكت المقاومة العراقية الباسلة هذا المشروع و قاربت على إسقاطه نهائيا لولا هروبه إلى سوريا و بلاد المغرب العربي ، و المخابرات السعودية التي هي جزء لا يتجزأ من الموساد الصهيوني و وكالة المخابرات المركزية الأمريكية تعلم أن عودة القتلة إلى الرياض هو مسار حتمي لهذه الجماعات خاصة بعد أن فقدت مبررات وجودها في سوريا و عطل الدواليب الاستخبارية المشرفة عليها في تركيا بلد كل الصفقات و الخيانات على مر التاريخ .
هل صحيح أن جلالة الملك يريد الشدة في ملاحقة التكفيريين و يريد الشدة في معالجة ملفاتهم ، بالطبع لا احد في هذا الكون يصدق جلالة الملك عبد الله ، و كما لم يصدق الجميع حرص المملكة على الشعب السوري بإرسال الإرهابيين للتنكيل بسوريا و بحضارتها و بأبنائها و جيشها القومي ، أو حرصها على الشعب المصري بإرسال بعض فوائض المال النفطي مع أن الغاية الوحيدة من ذلك هي كسر شوكة دويلة قطر ، فان الوجدان العربي ليس في وارد تصديق جلالة الملك في رغبته الملكية بالتعامل الجدي مع الجماعات الراحلة أو القادمة من و إلى السعودية للسبب البسيط نفسه الذي جعله يحتمي بظل الطائرات الأمريكية على حساب الاحتماء بالعروبة أو بالقومية العربية ، فالسياسة لا تبنى و تطبق بالمشاعر الصالحة ، هذا إذا كانت صالحة من الأساس ، بل بموازين القوى الدولية ، و هذه الموازين مختلة تماما كما نعلم .
“القرار الملكي” كاذب لكنه جاء ليفضح كذبة أخرى تخفى وراءها النظام السعودي مع إعلامه و مؤسسته الدينية و بعض الكلاب الإعلامية الخارجية المسعورة التي تعودت على النطق الخاطئ في الاتجاه الخاطئ ، هذه الكذبة تقول أنه لا شأن للسعودية بوجود الجماعات الإرهابية الوهابية في سوريا ، لا شان لخزينة المال السعودية بتمويلهم ، لا شان للمخابرات السعودية بالسهر على حمايتهم إلى حدود الأراضي السورية ، لا شان للإعلام السعودي بكل ما يهم الجماعات التي تقتل الشعب السوري ، حديث الملك يكشف كل الأقنعة القبيحة للنظام الآيل للسقوط من الأسفل إلى الأعلى و من الأعلى إلى الأسفل ، يكشف ما كشفته الصحافة العالمية من مشاركة أهل الحل و الربط في النظام السعودي في تسيير قوافل القتلة عدة و عديدا ، يكشف مشاركة المؤسسة الدينية بالفتوى و عمليات غسل الدماغ و توفير الغطاء الديني لفكرة إسقاط النظام السوري بحجة نصرة الإسلام، يكشف أن أصدقاء سوريا ، السعودية أحدهم ، هم صهاينة التفكير و أكثر المؤيدين المنفذين للمشروع الصهيوني في المنطقة العربية ، يكشف أن قرف بعض وسائل الإعلام الغربية الرصينة المحايدة من تصرف النظام السعودي هو قرف يصيب بالقيء و الغثيان خاصة و أن ما تنقله وسائل الإعلام من رؤوس مقطوعة بيد جحافل الموت التكفيري يعطى الدليل على أن جلالة الملك قد صمت دهرا لينطق كفرا .
الأصوات العاقلة المتألمة التي أصبحت تدعو الرئيس الأسد لقطع العلاقات مع السعودية لا تناشده هذه المناشدة من فراغ ، فما حدث في سوريا على يد الجماعات الإرهابية الوهابية السعودية لن ينساه الحجر فما بالك بالبشر ، و قطع العلاقات مع النظام السعودي أصبح مطلبا شعبيا عربيا بالأساس و الرئيس الأسد هو الممثل الشرعي و الوحيد لهذا الوجدان العربي الصارخ برفض ما يحدث في سوريا لذلك و من باب الأمانة لأصحاب الأمانة أن ” يمتثل” لهذه المناشدة ، و أن تبحث سوريا بداية من هذه الفترة على إعادة صياغة تحالفاتها العربية استنادا إلى مواقف كل دولة عربية من المؤامرة التي تنفذها السعودية باسم التحالف الدولي الصهيوني المناهض للشعب السوري.
كما كانت القاعدة صنيعة للنظام السعودي ، ليتحمل العراق لاحقا تبعات 11 سبتمبر 2001 ، و كما كان الإعلام السعودي مساهما في انقسام الوجدان العربي ، فقد جاءت داعش السعودية لتواصل مسيرة تنفيذ مخطط تقسيم الوطن العربي إلى كيانات كرتونية متنافرة ، ولان من يتحدثون عن أرقام عديدة لقوافل “الإغاثة” الجهادية السعودية الكافرة قد نطقوا بحقائق مرعبة تخفيها الإدارة السعودية و فرع مخابراتها الصهيوني ، فقد خرج جلالة الملك السعودي محاولا التنصل قدر المستطاع من قاطعي الرؤوس و أكلى لحوم السوريين في موقف مزعج للوجدان العربي الذي تعود على سقوط النظام في بئر المتناقضات ، فهل يستطيع جلالة الملك أن ينسى العرب مواقفه السيئة من المقاومة ، من القضية الفلسطينية ، من العراق ، من سوريا ، من مصر و تونس و ليبيا ، هل نقدر على طي صفحة الماضي السعودي بما فيها من صفحات سوداء ، هل نقدر ؟ .

» من “عاش الملك !” إلى “عاش الشعب !”
» «بغال الملك»
» فيديو لا يصدق..السيارة الشبح في شوارع روسيا تحير الملايين
» السعودية تدخل المحظور بعد تدهور صحة الملك وعلى مابعد الملك
» "الملك الأيقونة".. من "الأمير الوالد" في قطر الى "الملك الوالد" في السعودية؟!