سليم إدريس: أفضل أن اشنق من قبل النظام في ساحة الأمويين على أن ألتقي بالإسرائيليينكشفت مصادر عربية واسعة الإطلاع النقاب عن اجتماع سري عقد في مدينة بيسان في شمال غور الأردن بين مسؤولين أميركيين وضباط إسرائيليين وقائد الجيش السوري الحر عبد الإله البشير لتنسيق الموقف بشأن سوريا في نهاية الشهر الماضي.
وأفادت معلومات صحفية أن السفير فورد طلب من الائتلاف فتح اتصالات مع إسرائيل، وأن هناك اجتماعا سيتم عقده في باريس في لهذا الغرض، وبالفعل عقد اللقاء الذي شارك فيه وفد أميركي وآخر إسرائيلي في الأسبوع الأول من الشهر الماضي.
وفوجئ سليم ادريس قائد ما يسمى الجيش الحر بوجود الإسرائيليين واختلف مع برهان غليون لأنه لم يبلغه بالأمر، وقال له “أفضل أن اشنق من قبل النظام في ساحة الأمويين على أن ألتقي بالإسرائيليين” وغادر الاجتماع قائلا إنه سيصمت ولن يتحدث عن الموضوع. لكن تمت الإطاحة به بعد الاجتماع بقليل.
وأضافت المصادر انه جرى في الاجتماع الاستماع إلى وجهة النظر الأميركية ومفادها انه يجب انتهاج سياسة متأنية طويلة الأمد لإسقاط النظام السوري، وأن الولايات المتحدة لا تستطيع التدخل مباشرة على الأرض سوى بالقصف الجوي مع حلف الناتو لإقامة منطقتين عازلتين داخل سوريا إحداها في درعا والثانية في القنيطرة قرب خط وقف إطلاق النار مع إسرائيل.
وقال الأميركيون انه سيجري تجميع اللاجئين السوريين وقوات الجيش الحر في هاتين المنطقتين تحت حماية جوية غربية لتكثيف الضغط على النظام السوري، وأنه سيجري تشكيل قيادة مشتركة بين المعارضة والأميركيين يكون مقرها الأردن، وطلب الأميركيون من الائتلاف السوري إقامة علاقات وثيقة مع إسرائيل وطلب غليون من الأميركيين العمل على توفير مظلة من الجامعة العربية لإقامة المنطقتين العازلتين، لكن الوفد الأميركي استبعد ذلك قائلا إن مصر ستعارض ذلك حتما.
وتم الاتفاق على عقد اجتماع سري بحضور أميركي في الأردن على البحر الميت، لكن الموقف الأردني الساخط على هذه الاجتماعات اجبر أعضاء الوفد للتوجه بالمروحيات الإسرائيلية إلى بيسان حيث جرى بحث خطط التنسيق بين الجيش الحر بقيادته الجديدة، وقد أوفد الجربا مندوبا عنه ولم يحضر الاجتماع خشية انكشاف الأمر وإثارة غضب المملكة العربية السعودية.
حشود الجيش الحر في الأردن
وبعد الاجتماع نشرت أنباء حول حشود كبيرة للجيش الحر في الأردن لكن تبين أن العدد لم يزد عن خمسة آلاف عنصر وجاء التضخيم بهدف حث اللاجئين السوريين في الأردن وداخل سوريا إلى الانضمام للجيش الحر لتقويته من جهة وخلق وقائع على الأرض الأردنية لإجبار الأردن على الموافقة على إقامة منطقة عازلة على حدوده مع درعا بحماية غربية.
وكانت مصادر أردنية عليمة ذكرت أن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني رفض مطالب أميركية لفتح جبهة ضد النظام السوري عبر الحدود المشتركة في اللقاء مع الرئيس الأميركي باراك أوباما في منتصف الشهر الماضي، وأبدى عدم استعداد الأردن ليكون حاضنة للمعارضة السورية وفتح جبهة عبر حدوده.
مغامرة الأردن
وابلغ الملك الأردني الرئيس الأميركي أن الأردن لا يستطيع دخول هذه المغامرة وان المترددين في حسم موقفهم من الوضع في سوريا داخل الأردن انحازوا إلى جانب النظام، وأبدى الملك انزعاجه من أن المقاتلين من التيارات السلفية اخذوا يفرون إلى الأردن من سوريا والعراق وتم ضبط كميات كبيرة من السلاح قادمة من العراق وسوريا مما يشير إلى أنهم ينوون تحويل الأردن إلى ساحة قتال جديدة.
وقال الملك “استطعنا بفضل يقظة الأمن من ضبط الأمور حتى الآن”. واشتكى من أن دول الخليج كانت وعدت الأردن بمساعدات كبيرة لكنها لم تسدد ما وعدت به إلا جزئيا، وأشار إلى أن دخول إسرائيل على الخط سيعقد المسألة ما يشير إلى أن الأميركيين والإسرائيليين يخططون لتقسيم سوريا، وهذا يلحق الأذى بالأردن ويقلق مصر أيضا.
وشرح العاهل الأردني للرئيس الأميركي فحوى اللقاء الذي أجراه رئيس وزرائه عبد الله النسور مع المشير المصري عبد الفتاح السيسي الذي اعتبر سوريا والأردن ضمن الأمن القومي المصري رغم المشاكل التي تعاني منها مصر ولا يجب التدخل فيهما. وبخصوص العملية التفاوضية قال الملك الأردني أن فشل المفاوضات يرجع للسياسة الإسرائيلية المتعنتة خاصة بشأن القدس وان على واشنطن الضغط على إسرائيل لفتح آفاق جديدة للعملية التفاوضية.
*إرم