وفي «اليوم الثاني» سقطت يبرود في «السحل»

وفي «اليوم الثاني» سقطت يبرود في «السحل»

وفي «اليوم الثاني» سقطت يبرود في «السحل»
14/03/4

وكالة أوقات الشام الإخبارية -
زهراء فارس / القلمون
«هولوا» كثيراً بخصوص معركة «السحل»، حتى ظن البعض أنها ستكون «المعركة الفصل»، وليس يبرود نفسها، ووصلت إحصاءات الصواريخ الحرارية بحسب آخر التقارير «البروباغاندية»، في السحل وحدها الى ١٥٠٠ صاروخ حراري، ودائماً نقلاً عن مصادر «المسلحين»، وأسقط «الناقلون» من حساباتهم منطق الحسابات الميدانية العسكرية، وقدرة بلدة مثل السحل على الصمود بصواريخ «الكونكرس»، فقط، وذهبوا بعيداً في نسج حكايات المصادر الخيالية، أبعد ما يكون عن واقع القدرة والحركة والمناورة وحسابات «الاشتباك المباشر»، وأهمية «التلال».
الحديث عن السحل كان يدور وكأنه لا مجال لاقتحامها الا بالدبابات، وفات «الكتبة» أو «الكتائب»، أن في الجيش العربي السوري ووحدات الدفاع المساندة له في القلمون، مجموعات متخصصة في الاقتحامات، سبق أن أنجزت العديد من عمليات السيطرة، حتى قبل انطلاق العمليات الأرضية، رسمياً في منطقة القلمون، كما في غيرها، بأقل الخسائر، مسجلة انتصارات تشهد لها «العتيبة» وأخواتها.
السيطرة على تلال «الروس» كانت البداية، معلنة انطلاق عمليات السيطرة على السحل، استمر خلالها التمهيد المدفعي المركز والدقيق مدة ٤٨ ساعة كاملة، تلتها ٤٨ ساعة من عمليات التقدم البري للمشاة المدعومة بالمدرعات المختلفة، كان خلالها رجال «الوحدات الخاصة»، أصحاب البذلات الصحراوية المميزة، يتقدمون بشكل سريع من المحورين الشمالي والشرقي، فيما تولت فرق الإسناد المدفعي والتغطية النارية المتمركزة في أعالي تلال الروس وسفوحها، استهداف تحركات المسلحين بدقة متناهية، خاصة بعدما لجأ المسلحون الى الإحتماء بمنازل المدنيين، هرباً من الإصابات الدقيقة التي كانت تسجل في صفوفهم منذ انطلاق العمليات.
هذا الأمر اخر العملية عدة ساعات، واستدعى تبديل التكتيك العسكري المتبع من قبل رجال «الوحدات الخاصة»، حيث عمل هؤلاء على تشكيل مجموعات التفافية تسللت بشكل سريع إلى داخل الأحياء وبين المنازل، لإصطياد المسلحين، عن قرب، بدلاً عن القصف البعيد أو «الفوقي»، الذي قد يتسبب في إصابة مدنيين.
هذه الدقة وهذا الحرص الكبير الذي تميزت به عمليات اقتحام السحل، كان لها الأثر البالغ لدى المدنيين، الذين لمسوا بأنفسهم حرص رجال الجيش العربي السوري ورجال «الوحدات الخاصة» على حياتهم، فردوا الجميل بشكل سريع، عبر الإلتزام بتعليمات الجيش وعناصر الوحدات، تسهيلاً لعمليات تطهير الأحياء والشوارع الداخلية، كما ساهمت معلومات دقيقة قدمها الأهالي في تسريع وتيرة حسم المعركة في الحي الغربي، الذي كانت المواجهات بداخله وعلى اطرافه مستمرة حتى فجر أمس الإثنين،
حصيلة العملية كانت حسب آخر الإحصاءات الميدانية، ٣٠ قتيلاً للمسلحين، وسيطرة تامة على كامل بلدة السحل وصولاً حتى مفترق الطريق الرئيسي المؤدي الى يبرود، والذي لا زال المسلحون يسيطرون على تلتين أساستين في نهايته تفصلان بين القوات المتقدمة وبين الإطلالة المباشرة على مدينة يبرود، التي باتت قاب قوسين أو أدنى من اعتبارها «ساقطة عسكرياً».
العمليات لم تتوقف بالسيطرة على بلدة السحل، بل استمرت على خطوط النار والمواجهة في كل من فليطة ومزارع ريما، حيث استهدف الجيش السوري تجمعات المسلحين في مناطق الرهوة وجوار الشيح ووادي الخيل والمصلحة التي تصل بين جرود عرسال وفليطة، مكثفاً التغطية النارية على كافة الممرات الواصلة بين السحل وفليطة من جهة ويبرود وفليطة من جهة أخرى، الأمر الذي فرض طوقاً نارياً ضخماً، حد من قدرة المسلحين على التحرك والمناورة بشكل كبير.
أما على جبهة مزارع ريما، وبعد سيطرة وحدات الجيش السوري على تلة الكويتي، فقد واصلت الوحدات عملياتها في عمق المزارع مسجلة تقدماً جديداً على أكثر من محور، الأمر الذي بات يؤذن لسيطرة كاملة قريبة على كامل المزارع وصولاً حتى مدخل مدينة يبرود لجهة المزارع، مع استمرار العمليات العسكرية على التلال المحيطة وفي الممرات المتشعبة بين المزارع والحقول الكثيفة في المنطقة.
-‫————————‬
مشاهد من معركة القلمون:
- الطريق بين السحل وفليطة مسيطر عليها بشكل كامل من قبل الجيش السوري ووحدات الدفاع، حيث تغطي نيران الدبابات والمدفعية والرشاشات الثقيلة معظم أجزاء الطريق وصولاً إلى تخوم فليطة، بشكل قطع التواصل نهائياً بين البلدتين وأدى إلى انعدام القدرة على الدعم والإسناد بين المسلحين، الأمر الذي ينسحب على كامل ممرات ومعابر فليطة – يبرود الفرعية.
- ساهمت عمليات مجموعات «الكمائن» في إبطال فعالية مجموعات المسلحين المخصصة للإسناد المُتحرك، وأدت إلى القضاء على عدد كبير منهم، بعد زرع المنطقة بشبكة عبوات وكمائن تغطي مساحات لم يكن المسلحون ليتوقعوا وصولهم إليها، وكان لتكتيك عزل «الطرق الإجبارية»، فعالية كبيرة في تحويل هذه الطرق إلى ممرات موت بات معظم المسلحين يخشون سلوكها.
- لوحظ انتشار مجموعات من راكبي الدراجات النارية «كروس»، في بلدة السحل ومحيطها، وكان للوحدات الخاصة التي تستخدم هذه الدراجات دور كبير في عمليات الانقضاض السريع والاقتحام المفاجئ في أكثر من محور، واللافت كان أن هذه العناصر تستطيع استخدام كافة أنواع الأسلحة خلال قيادة الدراجات النارية بشكل فريد ونوعي وغير معهود في العمليات القتالية في الميدان السوري.
- ساهم التكتيك «الميكانيكي»، في الحد من فعالية التضاريس الجبلية بوجه مجموعات الاقتحام، ولوحظ اعتماد القوات العاملة في المنطقة على سيارات ومصفحات ودراجات مصممة خصيصاً لهذا النوع من العمليات والتضاريس الجبلية، بالإضافة الى توفر معدات وأسلحة وذخائر مختلفة خاصة بطبيعة ووعورة منطقة القلمون.
سلاب نيوز

» خاص: 150 مسلح يستسلمون للجيش السوري في السحل على أطراف يبرود
» مسلحو يبرود وفليطة... حلفاء الأمس، أعداء اليوم
» بكاء أحمد الجربا وصل صداه الى «سور الصين العظيم».. نعم سقطت يبرود!
» الصواريخ التي سقطت اليوم على المدينة
» الشهيدة ملاك زهوي التي سقطت اليوم في انفجار حارة حريك