مسلحو يبرود وفليطة... حلفاء الأمس، أعداء اليوم

مسلحو يبرود وفليطة... حلفاء الأمس، أعداء اليوم

أمجد أميرالاي - عربي برس - القلمون السوري

يركز الإعلام اهتمامه على المناطق المتوترة والتي تشهد معارك حامية، وبالأخص المواقع والبلدات الاستراتيجية أو الحيوية، ولكن ما يتم تجاهله أو ذكره هو تفاصيل الحياة في المناطق التي لم يعد للدولة وأجهزتها وجود معتاد فيها، هذه المناطق آثرت السلطة السورية أن لا تشغل نفسها بها، طالما أن السكان يعيشون حياتهم اليومية والمسلحين المعارضين يمارسون فيها نوعاً من السلطة التي تفضحهم وتنفر الناس منهم يوماً بعد آخر...

يبرود هي إحدى هذه المدن التي تعيش في ظل غياب مؤسسات الدولة وانتشار المجموعات المسلحة المعارضة التي يلاحظ أنها تخلت عن أهداف الثورة بمقاتلة النظام واسقاطه، واكتفت بقتال الشعب واسقاط رزقه وقوته اليومي..

تكفلت الدولة بالوفاء بالتزاماتها تجاه المواطنين بتأمين المحروقات والطحين وباقي المواد التموينية، وتكفل المسلحون بعدم الهجوم على الطريق الدولية بين حمص ودمشق والقيام بأعمال تشليح وسرقة لسيارات المواطنين...

ولكن انتشار السلاح والعصابات المسلحة التي يتبع كل منها لفكر مختلف ومصالح مختلفة، لا بد أن يسبب ما لا تحمد عقباه، وخصوصاً أن هذا السلاح متفلت من أي وازع أخلاقي أو ديني أو قانوني.. وهذا ما بدأت ملامحه تظهر في كثير من المناطق السورية التي تشبه يبرود..

حلفاء الأمس، أعداء اليوم... هذا هو حال مسلحين يبرود وجيرانهم من مسلحي ومهربي بلدة فليطة، وهذا طبيعي بسبب اختلاف المصالح وتشابكها، ففي بداية الأحداث بدا أن هدف اسقاط النظام وحّد هذه المجموعات المسلحة، ولكن مع مرور الوقت بدأت نوايا كل طرف وأهدافه بالظهور، وبدأت المصالح تتضارب...

في التفاصيل، فإن اشتباكات متعددة شهدتها أطراف مدينة يبرود، بدأت عند قيام مسلحيها بإيقاف سيارات تابعة لمسلحي فليطة، ربما كانت تنقل بضائع مهربة، ومحاولة سرقتها أو على الأقل المشاركة في الأرباح.. ويبدو أن مسلحي فليطة رفضوا مشاركة أحد في تجارتهم فانطلقت الشتائم والأصوات العالية، وتطور الأمر لاشتباك مسلح امتد إلى منطقة مدرسة "الصناعة" حيث كانت المدرسة تضم طلاباً، وسجلت بعض الاصابات في صفوف المدنيين يومها، وروى أحد أهالي يبرود الذين شاهدوا الحادثة أن هروب مسلحي فليطة إلى شارع مكتظ بالمارة ومحاولة اسعاف جرحاهم لم تمنع مسلحي يبرود الذين تفوقوا بالناحية العددية من إطلاق النار باتجاه المارة من أهالي مدينتهم، كما قام أحد متزعمي المسلحين في يبرود (اسمه صدام حقوق) بإطلاق النار مباشرة على رأس أحد جرحى مسلحي فليطة بعد أن وقع على الأرض ولم يعد يقوى على الهرب... كما قاموا بأسر ثلاثة آخرين، مازالوا مجهولي المصير حتى الآن..

اليوم التالي بدأ بهجوم لمسلحي فليطة على حي القاعة في مدينة يبرود وأسر 10 مسلحين من يبرود وإصابة عدد آخر لم يتم تحديده.. وتحدثت المصادر أن الهجوم أتى من مسلحي عائلة "سالم" الذين قتل ابنهم في اشتباكات اليوم الأول..

مجموعة من الحوادث اللاحقة أسهمت في تأجيج الخلاف؛ منها عملية سطو كبيرة قام بها مسلحو يبرود من خلال سرقة ثلاثة سيارات شاحنة تحمل وقود معد للتهريب يملكه مهربون من فليطة، وامتد الخلاف ليصبح بين كل أهالي فليطة وكل مسلحي يبرود، فيما نأى أهالي يبرود الذين لا يتفقون مع المسلحين بأنفسهم عن كل هذه الفتنة..

الأيام القادمة تشي بالكثير من الخلاف والاقتتال بين الطرفين وخصوصاً في ظل تعنت كل طرف، وتضارب المصالح، وتحول الأمر إلى عملية ثأرية بعد سقوط عدد من القتلى والجرحى وتحريض تنسيقيات "الثورة" في كل طرف لمسلحيها للقيام بالانتقام وعدم المصالحة...

» أعداء الأمس, أعداء … اليوم
» علي أكبر ولايتي :دمشق اليوم هي برلين الأمس ..إن إنتصار سورية والعراق و فلسطين هو أنتصار لإيران
» مسلحو يبرود أمام خيارين .. إما الحصار والإنهاك وإما الاقتحام المستمر حتى السقوط
» حلفاء دمشق قرّروا القتال انطلاقاً من الساحة السوريّة فماذا عن حلفاء
» وفي «اليوم الثاني» سقطت يبرود في «السحل»