بين سطور «المصالحات» وخفايا «الإجتماعات»

بين سطور «المصالحات» وخفايا «الإجتماعات»

بين سطور «المصالحات» وخفايا «الإجتماعات»
24 فبراير,2014

وكالة أوقات الشام الإخبارية -
ثائر العجلاني
 أن تمر الأيام دون حروب ولو على الأقل «المعنوية» منها، هو الأمر الذي ليس بالإمكان احتسابه زمنياً، ثلاث سنوات من حرب عاشها السوريون بمفرداتها الأقسى في القرن الحالي، جعلتهم «يستلون»، أزرارهم الألكترونية لتشتعل مواجهات من نوع اخر، هي حرب تخوين تلاقى بها موالون ومعارضون في صف واحد ضد مواليين ومعارضين في صف آخر، فكانت «حرب المصالحات».
 مصالحة أم هدنة.. واليد على الزناد!؟
يلخص مصدر متابع لعملية المصالحات في عدة بلدات أهمهما جنوب العاصمة، الأسباب الدافعة بعدة نقاط:
1- تضييق الخناق على مسلحي المعارضة ونقص الغذاء والذخيرة بفعل الطوق الذي فرضه الجيش السوري حول هذه البلدات.
2- شعور مقاتلي المعارضة أن لا جهه سياسية أو عسكرية تمثلهم أو باستطاعتها مساعدتهم في الحرب التي دُفِعوا لخوضها.
3- تنامي النقمة من قبل مقاتلي «الجيش الحر» والمسلحين المحليين على بعض معارضي الخارج الذين يتمتعون بمزايا الحياة المترفة خارج سوريا ويزايدون على من هم في الداخل.
4- دخول المقاتلين المتشددين في حرب مع عناصر «الحر» في عدد من الجبهات. 
يرفض المصدر أن يطلق عنوان «مصالحة» على هذه الاتفاقات ويرى أن التسمية الأدق هي «هدنة» أو «وقف إطلاق نار»، مؤكداً أن يد كل الأطراف على الزناد والمزاج الشعبي ليس مهيئاً لتقبل «الشارب المحفوف» وهو يمد اليد لزند «مموه» والأمور إلى الآن لم ترتقِ الامور نحو تسويات لتستحق عنوان «مصالحة». 
يدلل المصدر على كلامه بمثال حاضر من حي برزة البلد، حيث مُنع المسلمون الشيعة من العودة إلى منازلهم وألصقت «تعاميم» على أبواب منازلهم تطالبهم بضرورة مراجعة ما يسمى «الهيئة الشرعية» أولاً، الهيئة التي لا زالت تمارس عملها في البلدة، وهذا الامر يعني بحسب المصدر أن المياة لم تعد الى مجاريها ..المسدودة.
    ببيلا والاجتماع السري يسرب أحد المشاركين في الاجتماعات التي جرت تمهيداً «لمصالحة ببيلا» أن ضابطين برتبة كبيرة من الحرس الجمهوري وقائد الدفاع الوطني في دمشق وريفها جلسوا في مقابل ثلاثة من رجال الدين في البلدة وخمسة من قادة الكتائب المسلحة، موضحاً أن هؤلاء هم من مثلوا طرفي المواجهات وكانوا «عرابي» الاتفاق، الذي تلاقت الآراء أنه الاتفاق الانجح بين «المصالحات»، حتى الآن.
    «اياكم أن تختبروا ضابطاً في الجيش السوري، نحن هنا الآن لنمد اليد ونحقن الدماء، نقف بموقع القوي ولن نتنازل عن الثوابت التي تصب في مصلحة البلاد والعباد وأنتم ونحن منهم»، هكذا بدأ الضابط السوري الاجتماع موجهاً حديثه للحضور.
    يتابع أحمد (اسم مستعار لأحد الحاضرين) كانت الاجتماعات صريحة ولم أتوقعها أن تكون على هذا الوضوح والصراحة، تحدث فيها «مشايخنا» عن حالات الاعتقال والقصف ونقص الغذاء والدواء، وأبدوا رغبتهم بإنجاز «المصالحة»، حيث اعتبروا أن «الثورة» انحرفت عن مسارها وأن تجار الحروب من الطرفيين (على حد قوله) يسعون لتصعيد المواجهات على الارض دون الاكتراث بمصلحة البلاد والمدنيين وحتى مصير المقاتلين المحليين.  ويضيف «في هذه الاجتماعات سمعت كلاماً مغايراً لما كان يقال أمامنا قبلاً، حيث قال أحد «مشايخنا» في حديثه مع قائد الدفاع الوطني أن العلم الذي اتخذناه رمزاً لنا واعتبرناه علم «الاستقلال» هو علم الانتداب الفرنسي على اغلب الظن، وأن أمر تبنيه «عُمم» علينا من الخارج.
 لا يخفي أحمد فرحته بما سماه «هدوء البال مع اخوتنا وأهلنا من عناصر الجيش السوري» موضحاً أنه «تم الاتفاق على أن نبقي على سلاحنا الفردي وننظم أنفسنا تحت لواء «قوات الدفاع الوطني» وتكون مهمتنا الحفاظ على الامن ضمن البلدة ومنع الغرباء من الدخول اليها».
سلاب نيوز

» المصالحات الوطنية في ظل الضربات الاستباقية
» مجزرة التريمسة ...سطور جديدة من الارهاب التكفيري ...بقلم : مي حميدوش
» الأسد: سنستمر في ضرب الإرهاب بالتوازي مع المصالحات
» بالتفاصيل: فضيحة وخفايا اجتماع الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري
» الكيماوي السوري وخفايا الأروقة الديبوماسية والحروب السرية