محور المقاومة ينتصر في سورية والباقي مجرد تفاصيل

محور المقاومة ينتصر في سورية والباقي مجرد تفاصيل

محور المقاومة ينتصر في سورية والباقي مجرد تفاصيل

وكالة أوقات الشام الإخبارية -
اسماعيل القاسمي الحسني
الحقيقة لا ينكرها إلا مُكابر ينتهي به أمره الى جدار، الأوهام لا تصنع واقعا، وترديد الأحلام أوحتى إخراجها في سلسلة أفلام، لا يعني أبدا أن تلكم الخيالات موجودة على الأرض؛ نحن لا ننطلق من روايات وقصص ولا حتى من تقارير إعلامية أوأمنية غربية منقولة، بكل بساطة نحن على الأرض، وكما هومعلوم ليس من رأى كمن سمع يا صديقي ويليام هيغ معالي وزير الخارجية البريطاني.
أقول هذا بعد أن نفض القوم أيديهم من مؤتمر جنيف3، وتفضل أخيرا السيد لخضر الابراهيمي مشكورا بتقديم اعتذاره دون تحديد لقاء قادم، وهو الأمر الذي توقعناه في المقال الأخير ” من جنيف3 الى دمشق 1 وإلا فهي الحرب”؛ وأسجل هنا أن وفد الدولة السورية كانت له رؤية واضحة ومحددة، ومنفتح على أراء من يعتقد فيهم صدق النصح والخبرة المتقدمة في مثل الحالة التي تتعرض لها سورية، وبقي على تواصل عبر دبلوماسيين متمرسين بمن أراد ذلك، خلاف ما عايناه من غياب خطة واقعية لدى من يتسمى بالمعارضة السورية، وتشرذم في الصف وتناطح في المواقف وتنطح لمن لهم اليد العليا عليهم، في شطحات يتوهم صاحبها لعب دور البطولة والشجاعة، وحاله عدم ووجوده بالأساس رهين غيره، وختمها بقطيعة كحركة صبيانية مع كل من يخالف كيانه التصور والرأي، حتى باتت حركاته مع محيطه الذي تبنّاه أوخالفه، أشبه بالمراهقة السياسية منها لسلوك آخر؛ وسواء كان هدف هذا الكيان بإسقاط النظام السوري كما يروج، وليد قناعة المنتسبين اليه أومن إملاء مُصنّعيه، فها هي النتيجة كما رددناها عليهم مرارا هنا، هذا وهم لن يتحقق على الأرض، فكيف سيتحقق في صالونات جينيف !!!.
على كل حال، أعتقد أنه لا يتصور عاقل الآن ممن يتسمى بالمعارضة السورية، أنه إذا حدد لقاء قادم آخر في جنيف، بإمكانية ترديد اسطوانته المشروخة “اسقاط النظام”، لم يعد الآن بوسع هيئة الأمم المتحدة، ولا في قدرة الدولتين الراعيتين لهذا الملف، أن يدعوا القيادة السورية لاجتماع هذا عنوانه الأول والرئيسي؛ لم يعد هناك من مجال للقاء قادم إلا إذا أثبتت الولايات المتحدة، عزمها على وقف إمداد الجماعات المسلحة بالعناصر المقاتلة والعتاد؛ غير أن الملاحظ حاليا هوعكس ذلك، اي كما سبق واشرنا، لقد اختارت أمريكا وحلفاؤها غربا وعربا الحرب على سورية قيادة وشعبا وحضارة وبنى تحتية وكيانا اقتصاديا ونسيجا اجتماعيا، وهنا يمكنني القول وفق ما بين يدي إنها كذلك معركة خاسرة، صحيح أن ضحاياها كثيرون، ونتائجها مؤلمة، لكن الهدف لن تبلغه وما سيحصل هوالعكس تماما.
منذ عام تقريبا قلنا بأن هناك قرارا اتخذ بضرورة تطهير منطقة القصير كلها، وأن الأمر جدي وليس لعبا ولا تهديدا ولا حربا نفسية كما يتصورها البعض، حينها ارتفع صوت الفضائيات بتزامن مع عقائر شخصيات سياسية ودينية بين ساخرة وأخرى تتوعد بالويل والثبور وعظائم الامور، وانتهت المسألة في ايام معدودة للغاية، لم يجد حينها دعاة الحرب ورعاتها من سبيل لتغطية هزيمتهم وتبرير أوهامهم التي كانوا يروجون لها من قبل، إلا بكذب أبعد خيالا، واعتمدوا سياسة التهويل الاعلامي، فخرجوا على أتباعهم بصورة سريالية، تفيد بأن عشرات الآلاف من عناصر حزب الله هم من قام بعملية القصير؛ والحقيقة التي نعلمها من الميدان والمصدر الأول المسؤول، هي أن عناصر حزب الله لم يزد عددهم عن الألف وأن الجيش العربي السوري، الذي أنكروا وجوده تماما كان قد أطبق حصاره على كل محيط المنطقة وله أساسا يعود فضل كنس ما يقرب من اثني عشر ألف مسلح. والحقيقة الأخرى أن دخول عناصر حزب الله ليس لحاجة الجيش أوعجزه، ولا كما صرف بعض مرتزقة الفتن وصناعها بسبب طائفي، وإنما هي حاجة عسكرية بحتة املتها متطلبات مستقبلية، لم ينتبه لها العدو الاسرائيلي إلا يوم أمس حسب تصريح قائد جهاز مخابراته.
لا أتخيل بأن السيد ويليام هيغ، وهو وزير خارجية بريطانيا، لا يميز بين الحرب على رأس النظام السوري كما يسوقون، وهذا تغليط للرأي العام ووهم لا يقوم على واقع، وبين حرب على محور استراتيجي يختلف مبدأ وهدفا ومقومات عن محور السيد وليام هيغ؛ فقول الأخير بأن الرئيس بشار الأسد قد افتقد كثيرا من القوة ودعاه ألا يتصور غير ذلك، تصريح يدعو للضحك حتى لا أقول شيئا آخر، ولو تذكر معالي الوزير تصريحاته منذ عام وعامين لما وجدها تختلف من ناحية المضمون في شيء، والحال أن ما يحدث على
الأرض يتغير بسرعة مذهلة لصالح الرئيس بشار الأسد، بل لن أبالغ إذا قررت بأن هذا الرئيس ازداد قوة وشعبية ليس نتيجة نظام قيادته وتماسكه والبيئة الشعبية التي تسانده، بل من العوامل المهمة كذلك في تعزيز مكانته، هو تخبط محور السيد وليام هيغ، وانكشاف بضاعته الوهمية التي كان يبيعها لأتباعه، وتبين عجزه الكلي على الصعيدين الدبلوماسي والامني.
وفي اللحظة التي يصدر فيها السيد وليام هيغ تصريحه هذا، ستة قرى ومدن كانت تسيطر عليها الجماعات المسلحة، تعود الى النظام السوري تحت مظلة المصالحة دون اطلاق رصاصة واحدة، وقبلها مناطق كثيرة، إذن هناك مسار المصالحة يتوسع بسرعة لافتة يصب في مصلحة سورية، وبالموازاة مع ذلك معركة في يبرود طاحنة، تلوح مؤشرات النصر فيها لصالح الجيش السوري، ومعها روسيا تختطف بذكاء لافت الدولة العربية المركزية مصر الى صفها، وتدفع وزارة الخارجية الأمريكية لإصدار بيان يدين سياستها هي نفسها، حين تزعم بأن رئيس مصر يختاره الشعب المصري، في حين عمليا وسياسيا تقرر وتختار رئيسا لسورية، وترفض أن يعود ذلك للشعب السوري، حتى بلغ بأحد حلفائها العرب أن خاطب بكل صفاقة رئيس جزء من الائتلاف السوري بوصفه فخامة الرئيس.
لا أدري في ظل هذه المتغيرات المتسارعة، وغيرها مما يصب في مصلحة القيادة السورية، كيف قدّر السيد وليام هيغ ضعفها، كما لا أدري متى يمكن اعتبارها قوية، ولعلني ألخص القول: كل الوقائع على الارض تؤشر الى انتصارات الشعب السوري وقيادته، وترسخ عزيمته على مواصلة صراعه في كل الساحات حيث يحقق تقدما ملحوظا لا ينكره إلا مكابر، وما دون ذلك ليس إلا تفاصيل يتلهى بها خصومه.
رأي اليوم

» بهدوء | محور المقاومة؛ كسب مصر لكسب الحرب
» "تفاصيل " ما وقع في دمشق لم يكن مجرد انفجار ... بل عملية انقلاب اعدت بدقة واحتراف مطلقين
» محور المقاومة في جنوب سوريا
» محور المقاومة,استراحة محارب
» مقاتلو محور المقاومة بأكمله في حلب