تقديرات إسرائيلية: حزب الله سيكون أكثر خطورة

تقديرات إسرائيلية: حزب الله سيكون أكثر خطورة

تقديرات إسرائيلية: حزب الله سيكون أكثر خطورة
14/02/17

وكالة أوقات الشام الإخبارية -
طبعات متوالية من التقديرات المتعلقة بمستقبل الأزمة السورية صدرت في إسرائيل في الأعوام الثلاثة الماضية، كانت تمليها، كما يتضح، ضرورات «التنقيح». وإذا كان من دلالة لهذا الأمر، فهي أن تقديرات تل أبيب، التي تمتلك كما تدّعي أفضل أجهزة الاستخبارات في المنطقة، لم تفلح تباعاً في «تقدير» مآلات الأوضاع السورية، وربما تكون قد تعاطت معها بشيء من التمنيّات.
آخر التقديرات في هذا المجال، ما كشف عنه المحلل والكاتب الصحافي بن كسبيت، في مقالة نشرها في الموقع الإخباري الأميركي «المونيتور»، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط. فتحت عنوان «الصراع في سوريا سيستمر عقداً»، رأى كسبيت أن التقدير الاستراتيجي الإسرائيلي حيال ما يحدث في سوريا خضع لتغيير دراماتيكي، بعدما تطلب الأمر وقتا غير قليل للقيام بذلك. وأوضح: «للتذكير: عندما بدأت الأحداث في سوريا، إسرائيل برمتها، الرسمية والسرية، العسكرية والسياسية، أيدت علناً الثوار وتوقعت سقوط نظام بشار الأسد بتوق وشغف. وزير الدفاع في حينه، إيهود باراك، قال في إحدى المقابلات الصحافية إن سقوط نظام الأسد مسألة أسابيع. وفي محطات التلفزة الإسرائيلية جرت تغطية الثورة السورية تحت عنوان ثابت في أسفل الشاشة هو «الأسد ــــ النهاية». وبعد عدة أشهر، أضيفت إلى هذا العنوان علامة استفهام».
ومن المنظور الاستراتيجي الإسرائيلي، رأى كسبيت أن سقوط نظام الأسد «كان من شأنه أن يؤدي إلى تفكيك محور الشر الممتد من طهران إلى بيروت مروراً بدمشق. المحور الذي يؤرق معظم الشخصيات الاستراتيجية الأمنية الإسرائيلية. فإذا سقطت سوريا، ستصبح إيران معزولة، وحزب الله معطلاً، وهذا سيؤثر أيضا في السباق (الإيراني) نحو السلاح النووي، وفي موازين القوى في مقابل إسرائيل».
لكن كل ذلك لم يحصل، ما دفع الجيش الإسرائيلي إلى تغيير تقديره الاستراتيجي من «عدة أسابيع» لسقوط الأسد إلى «ما هو أطول بكثير». ووفقاً للكاتب، فإن «التقدير السائد في قيادة الجيش حالياً هو أن النزاع السوري يمكن أن يستمر عشرة أعوام»، استناداً إلى ما ينقله عن مصدر رفيع جداً في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية. وفي كل الأحوال «فإن التقدير السائد في إسرائيل هو أن سوريا كما عرفناها في العقود الأخيرة انتهت إلى غير رجعة. الدولة السورية إياها، التي يوجد فيها ائتلاف متوازن ومعقد من الأقليات، والتي تحافظ على إطار سياسي دولتي مستقر، هادئ ومتبلور، صارت من الماضي. الصراع الآن هو حول ما سيحل مكانها، وهو صراع قد يدوم أعواماً طويلة».
وينقل كسبيت عن المصدر الرفيع قوله «الأمر يشبه رمي قطعة نقدية معدنية، وفي كل الأحوال، النتيجة ستكون سيئة. فانتصار المحور الراديكالي، إيران سوريا حزب الله، بدعم من روسيا، لن يكون أمرا إيجابيا بالنسبة إلى إسرائيل. من جهة أخرى، تركيز كل مجانين الجهاد العالمي في دمشق والجولان هو أيضا تطور مقلق». لذلك، بحسب المصدر نفسه، «خياراتنا ليست جيدة، فضلاً عن أن هناك احتمالاً لأن يتساكن الخياران معاً، وهذا يعني أن الوضع الراهن سيستمر أعواماً طويلة. الأسد سيحافظ على حكمه في دمشق وعلى المناطق العلوية، فيما الجهاديون سيسيطرون على بقية الأماكن».
وإذ قدر المصدر العسكري الرفيع أن تكون هناك «مؤتمرات جنيف 3 و4 و 5»، رأى أن مصير سوريا سيكون التفكك. «فالطريقة الأسدية كانت الوحيدة التي ربطت سوريا كما عرفناها في الماضي، وهذه الطريقة هي التي تمنح الأسد القدرة على الصمود حالياً. تقريباً كل الأقليات والجهات الناشطة في سوريا تعلم أن الطريقة الوحيدة للحفاظ على الحرية النسبية وأسلوب الحياة الآمن نسبياً هو الالتصاق بالأسد. كل الخيارات البديلة الموجودة أكثر سوءاً منه. الناس لا يحاربون لأجل الأسد، بل لأجل أنفسهم».
أما عن كيفية مقاربة تل أبيب لما يجري في سوريا حاليا، فإنها «ليس لديها مآخذ على الوضع الراهن، لأنه يسقط سوريا من قائمة التهديدات المحدقة بإسرائيل بفعل شطب الجيش السوري من قائمة القوى العسكرية التي تمثل تهديداً على إسرائيل، كما أنه أخرج حزب الله من اللعبة، على الأقل في الوقت الراهن تماما كما قال مناحيم بيغين عندما نشبت الحرب العراقية الإيرانية: أتمنى التوفيق للجانبين»، كذلك، فإن إسرائيل تحاول حالياً عدم التدخل أو اتخاذ موقف. المسألة هي أنه من الواضح للجميع أنه في وقت ما سيأتي «اليوم التالي»، لذلك «يجب الاستعداد له».
ويشير الكاتب إلى أن «اسرائيل ترى أن حزب الله مشدود إلى الحد الأقصى من قدراته بين سوريا ولبنان»، وهو «لا يظهر حتى الآن علامات تعب فعلية. إلا أنه من الواضح أن الوضع بالنسبة اليه صعب وما من مؤشرات على تحسنه. الأوامر الحاسمة من إيران هي مواصلة دعم الأسد قدر الإمكان، إلا أن الثمن كبير ويرتفع باستمرار»، لكن، برغم ذلك، «يقولون في إسرائيل إن هذا الوضع ينطوي على إشكاليات بالنسبة إلى تل أبيب، إذ إن استمرار القتال يعني أن حزب الله يتدرب ويراكم الخبرة ويحسن قدراته. وهو الآن ينظر إليه في إسرائيل على أنه جيش نصف نظامي مع قدرات بحجم دولة. وهو موجود الآن تحت ضغط داخلي ثقيل في لبنان، ويتعرض لخسائر ويدفع أثمانا غير قليلة، إلا أنه من الواضح للجميع أنه في اليوم التالي للمواجهات، سيكون عدوا أكثر خطورة وأكثر تدريباً وأكثر جدية بالنسبة إلى إسرائيل».
الاخبار

» «الجهاديون» الأوروبيون أكثر خطورة.. والسبب؟
» «إسرائيل» تروي هزيمتها : تفاصيل محاكاة إسرائيلية لحرب مع حزب الله
» الكشف عن خطة إسرائيلية في حال نشوب حرب مع «حزب الله»
» خيبة أمل “إسرائيلية” بعد ظهور السيد نصر الله
» قوة كبيرة من حزب الله تتحضر..هكذا سيكون الرد على تفجير الشويفات!