سوريا أيضا أسقطت عمرو موسى

سوريا أيضا أسقطت عمرو موسى

السبت , 15 شباط / فبراير 2014 ، آخر تحديت 05:39 - بانوراما الشرق الاوسط

سوريا أيضا أسقطت عمرو موسى Oi8vcGFub3JhbWEuYWxtYWRpbmEubmV0ZG5hLWNkbi5jb20vd3AtY29udGVudC91cGxvYWRzLzIwMTQvMDIvbWVwYW5vcmFtYTE1ODQyLmpwZw%3D%3D

سوريا أيضا أسقطت عمرو موسى Oi8vcGFub3JhbWEuYWxtYWRpbmEubmV0ZG5hLWNkbi5jb20vd3AtY29udGVudC91cGxvYWRzLzIwMTQvMDIvbWVwYW5vcmFtYTE1ODQyLmpwZw%3D%3D

أحمد الحباسى تونس
الشعب يريد السيسى ، ربما لم يكن السيد عمرو موسى ، الأمين العام السابق للجامعة العربية و أحد المرشحين للرئاسية المصرية القادمة ينتظر مثل هذا التحول الجارف في الوجدان الشعبي المصري نحو الفريق عبد الفتاح السيسى ، وزير الدفاع و الرجل القوى في مصر منذ ما بعد سقوط حكم الإخوان الفاسد على يد الثورة الشعبية المصرية ، بطبيعة الحال ، السيد موسى ليس المرشح الوحيد الذي تفاجأ كثيرا بهذا التحول العفوي و لا بهذا الحجم من التعاطف الشعبي مع المشير ، فالسيد حمدين صباحي المرشح الأكثر حظا في الانتخابات القادمة خاصة بعد خلو الساحة من مرشحي الإخوان لا يدرى ماذا يفعل أيضا .
ربما كنت من القلائل الذين تمنوا عدم فوز السيد موسى في الانتخابات المصرية السابقة و من الذين توقعوا عدم فوزه ، هذه ” المشاعر ” السلبية نحو طموحات الأمين العام السابق للجامعة العربية ليست وليدة الصفة و لا حالة نشاز من الكراهية المفرطة الغير مبررة ، بالعكس ، الرجل لا يستحق المنصب و هو وصمة عار كبيرة في وجه الشعب المصري ، و على كل حال ، فهو لا يختلف كثيرا عن الرئيس حسنى مبارك أو أشد كفرا بالعروبة و بالمقاومة و بالمقدسات و الثوابت العربية ، ناهيك أنه أحد الضالعين الكبار في استمرار الحرب الصهيونية على المقاومة اللبنانية طيلة ما لا يقل عن 33 يوما لم ن سمع خلالها منه أية ردات فعل ” عربية” أو تنديد شهم لما يحصل للشعب اللبناني من قتل و تشريد و تدمير للبنية التحتية .
ربما أخطأ البعض في “تقديم” السيد عمرو موسى للوجدان العربي ، كما أخطأ الفنان شعبان عبد الرحمان في أغنيته الحدث ” أنا باكره إسرائيل و أحب عمرو موسى ” ، كما أخطأ هؤلاء تقريبا في ” تقديم” رجب طيب أوردغان بعد حادثة مؤتمر دافوس الشهيرة ، لاحظوا معي أن السيد موسى قد طالته السهام النقدية الطائشة في نفس تلك الجلسة الشهيرة و تبعا لذلك النقاش الحاد بين التركي و بين شمعون بيريز الرئيس الصهيوني ، و قبل ذلك في ” تقديم” خالد مشعل في لحظات معينة ، و ربما ظن البعض أن ما تنقله بعض الصحافة المصرية المنافقة عن “مناقب” وزير الخارجية المصري السابق هو نقل أمين بحيث تم ص نع تاريخ عروبى و توجهات عربية للرجل دفعت به إلى سدة الأمانة العامة للجامعة العربية فيما يتحدث عنه البعض أنها عملية ترضية للولايات المتحدة الأمريكية بعد غضبها من “مواقفه ” المعادية للسياسة الأمريكية في المنطقة العربية .
في الحقيقة السيد عمرو موسى ، محنك في إخفاء حقيقته ، هذا أمر مهم في فهم شخصيته و في فهم تاريخه الديبلوماسى و لعل هذه هي من أهم الخصال المطلوبة في الرجل السياسي بصورة عامة ، لكن ما يهمنا في الأمر أنه في السياسة أيضا كما في التعاطي مع الإرهاب يجب أن لا يكون للإنسان أو للمواطن العربي بصورة خاصة موقف محايد ، فإما ابيض أو أسود كما يقول الفنان عادل إمام في مسرحيته الشهيرة “شاهد ما شافاش حاجة ” ، و السيد موسى بصرف النظر أنه كان بمثابة الشاهد الذي لم يشاهد شيئا في الأوضاع العربية المتحركة طيلة حياته المهنية و هذا في حد ذاته مذمة أخلاقية و سياسية ، فإنه كان أحد الأطراف التي صمتت عند تمرير القرار 1559 ضد سوريا ، بما ترك المجال واسعا للإدارة الأمريكية و كلبها الفرنسي جاك شيراك حتى تبدأ عملية ما سمي بمحاسبة سوريا بسبب مواقفها التاريخية من المقاومة العراقية للاحتلال الأمريكي للعراق .
كان واضحا أن صمت الأمين العام مدبر بليل ، و أن الرجل أعجز من أن يكون “أمينا” على العروبة و على القومية العربية و على المصالح العربية العليا في تلك اللحظة التاريخية الفاصلة ، و عندما توالت المواقف الأمريكية التصعيدية ضد سوريا كان صمت عمرو موسى أكثر “وضوحا” للمتابعين ، بل لنقل أن صمت الرجل بعد اغتيال رفيق الحريري و اتهام سوريا دونا عن بقية الأطراف ذات المصلحة في المنطقة و أهمها إسرائيل بالطبع قد كان رسالة معبرة واضحة بأن الجامعة العربية قد أعطت الضوء الأخضر الخليجي بالتحديد لتنفيذ بقية قائمة العقوبات الأمريكية الصهيونية القاسية ضد سوريا .
صمت السيد موسى أيضا على كل الاعتداءات و الخرق الصهيوني للمجال الجوى السوري ، و مع أن الشعب المصري قد وقف بتدفق مشاعر غير مسبوق ضد المؤامرة الصهيونية الخليجية على سوريا لإسقاط نظامها و خط سيرها المقاوم بعلة إسناد ما سمي بالثورة السورية فقد صمت عمرو موسى من بين أصوات قذرة أخرى على المجازر الإرهابية السعودية في حق الشعب السوري ، كل ذلك حتى لا يخسر مساندة و رضا الولايات المتحدة و إسرائيل على ترشحه للرئاسية المصرية القادمة كعنوان من عناوين الخيانة للقضايا المصرية و العربية عموما ، و حتى عندما وجهت قوة النار الأمريكية لتهديد سوريا بالاختراق و ا لاحتلال لم نسمع للسيد موسى نبرة تنديد واحدة تعطيه الحق في أن يكون رئيسا لأكبر دولة عربية.
بطبيعة الحال ، و كما كان يقول الراحل جمال عبد الناصر فان سوريا هي جزء لا يتجزأ من مصر و العكس صحيح و الشعب المصري له تاريخ كبير مع الشعب السوري ، لذلك فان كل ما يؤذى سوريا و شعبها هو أذى للشعب المصري و لمصر ، بهذا المعنى فان الوجدان المصري لم يغفر للسيد عمرو موسى حالات خيانته للمقاومة و للثوابت العربية التي تعتبر سوريا أحدها بالضرورة ، و إذ صمد الشعب السوري في وجه المؤامرة القذرة و كسر العزلة السياسية و الاقتصادية و الإعلامية التي كانت الجامعة العربية برئاسة عمرو موسى و نبيل العربي جزءا من فرضها على الشعب السوري ، فقد أعطى للشعب المصري الفرص ة المواتية لإسقاط أحد الأدوات الصهيونية في المنطقة العربية من المشهد السياسي العربي و إجباره على نفث دخان سيقاره الشهير داخل بعض الصالونات المشبوهة التي تمثل طابورا خامسا ضد إرادة الشعب المصري ، الشعب يريد الفريق السيسى ، عمرو موسى ارحل.

» عمرو موسى يستبعد تدخلا عسكريا للناتو في سوريا
» «بوكو حرام» في سوريا أيضا !
» عمرو موسى: حل الأزمة السورية سيكون بإسهام عربي
» اتجاه لتولي عمرو موسى ملف الازمة السورية خلفاً للابراهيمي
» حيرة إسرائيل إزاء التسريبات الأميركية بشأن سوريا...حلمي موسى