أمر انسحاب: من القائد العام لجيش الإرهاب الدولي

أمر انسحاب: من القائد العام لجيش الإرهاب الدولي

أمر انسحاب: من القائد العام لجيش الإرهاب الدولي
14/02/11

نضال نعيسة
بخلاف السياسة المعلنة والتصعيد عالي النبرة لثلاثي الصقور “الثوري”الهجومي بندر-سعود-تركي، رأس حربة وأصحاب مشروع العدوان السعودي-الخليجي التركي الأطلسي على سوريا، أصدر العاهل السعودي عبد الله آل سعود أمراً عسكرياً فجائياً إلى جنوده وضباطه وإرهابييه ووحداته العسكرية المقاتلة (ثوار سوريا)، المنتشرين على الأرض السورية، يطلب منهم ضرورة الانسحاب الفوري من أرض المعركة والعودة لثكناتهم، تحت طائلة السجن بأحكام تتراوح بين ثلاث، وعشرين عاماً.
ومن الجدير ذكره أن ما تسمى المملكة السعودية، كانت قد أصدرت فرمانات سابقة، بفتح السجون السعودية وإطلاق سراح والعفو عن آلاف السجناء الجنائيين الخطرين، شريطة ذهابهم للقتال قي سوريا، وسهلت لهم كل السبل لذلك، ليصيحوا فيما بعد، “ثوار سوريا”، ولاحقاً، “الشعب السوري” المسكين والبريء الذي يقتله “النظام المجرم”، كما تقول وتتحذلق متباكية محطات وفضائيات “الثورة” الخليجية وارتداداتها الأخرى.
ومن الجدير ذكره وطبقاً لتقارير ميدانية، ومع وجود مئات من جنود وضباط سعوديين أسرى في سوريا، فقد تم الكشف عن مشاركة كتائب عسكرية كاملة من الحرس الوطني والجيش السعودي في الهجومات الأخيرة الفاشلة للسيطرة على دمشق متسللة عبر الحدود الأردنية وبالتواطؤ والتنسيق مع سلطات المملكة الهاشمية.
وبالتوازي مع ذلك، كانت المملكة السعودية قد فتحت مزراب الإرهاب الدولي، وعلى مصراعيه، لتؤذن له كي يدخل سوريا من كل فج عميق، داعمة إياه بالمال
والرجال والسلاح، تحت رايات الجهاد والفتح المبين وضخ خطاب قتال الكفار المشركين لاستثارة تبرم وغضب وغرائز الرعاع والدهماء الذين يشكـّلون نسبة عالية فيما يسمى بالشارع العربي والإسلامي وحيث يعشش الجهل والأسطورة والدجل، وقيم ما قبل الحداثة والدولة المدنية الموؤدة. ودفعت ما تسمى بالمملكة لذلك بكل ثقلها الروحي والبشري والمالي الخرافي وراء إنجاح وبسط نفوذ هذا الإرهاب (الثورة)، الذي أفلح، وبكل أسف، في ضرب وتدمير حيزاً واسعاً من البنية التحية السورية في “المناطق المحررة” (رجاء عن الاستهزاء والضحك)، وإحالتها إلى أنقاض، من ماء وكهرباء وتعليم وصحة وخدمات أخرى.
لقد كان العاهل السعودي يتصرف بهذا، حقيقة، كقائد عام مطلق الصلاحية لجيش الارتزاق الإرهابي، يؤمر ويطاع، وله سلطة أدبية ومعنوية وعقائدية تخوله إعطاء أوامر الكر والفر لمقاتليه، في إدارة معركة ضد بلد آخر، ويعرف ما يجري على الأرض، من خلال ما يرده من تقارير، ويدرك حجم ما أصاب جيشه من خسارات وانهيارات معنوية وبشرية فادحة على الأرض، وأكبر من قدرة المملكة على تحمل المزيد، وبات الجسر الجوي لتوابيت السعوديين القتلى (ثوار سوريا)، لا ينقطع، وصارت “النعوش الطائرة” ظاهرة يومية تؤرق المجتمع السعودي، ومجالس العزاء لا تغلق، وأسماء ولوائح القتلى تنتشر بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي مع صور لهم وهم صرعى مضرجين بدمائهم في صور مزعجة ومنفرة(1)، ووصلت الفضيحة والكارثة الوطنية والاجتماعية إلى منافذ الإعلام التي لم يعد بإمكانها تجاهلها والتعتيم عليها، والاستمرار بالتنغيم والعزف على معزوفة “الثورة السورية” التي باتت مكشوفة الظهر ومهتوكة الستر ولا يمكن بحال المضي قدماً في هذه “الهمروجة” والتهريج والموّال والكذب الكبير.
وعلى الفور، ولوضع الأمر الملكي العسكري السامي موضع التنفيذ، أعلنت سفارة المملكة في تركيا عن استعدادها التام، والتنسيق مع سلطات راعي “الثورة”
و”الثوار” الآخر، أردوغان، عن تقديمها كافة الإجراءات المطلوبة لتسهيل خروج آمن لقوات الجيش السعودي من سوريا، من حجز وبطاقات طائرات لإعادتهم
إلى أرض المملكة وفق بيان سفارة آل سعود.
ومهما قيل، من الكثير، في تأويل ذاك القرار وتفسيره، فإنه يؤكد على حقيقة هامة ووحيدة، وهي تثبيت حجم التورط والانخراط السعودي الرسمي المباشر بالدم
السوري والإرهاب في سوريا، وينسف بالتالي خطاباً وأدبيات كاملة عن “ثورة” سورية صرفة الهوية لم تعد تتمتع بأي قدر من الشرعية والمصداقية، وأنها لم
تكن في مطلق الأحوال سوى عدوان مسلح كانت السعودية أحد أهم حوامله وروافعه، وما هؤلاء المرتزقة الإرهابيين من جيش عبد الله وبندر سوى وقوده المجاني
والرخيص ومحض أدوات التنفيذ والتدمير والتخريب ولوازمه الإعلامية من التهويش والتحريض والفبركة والتهويل.
– نشرت مؤخراً إحصائية عن أرقام السعوديين القتلى في سوريا، إشارات إلى موت حوالي ستة آلاف منه، لكن تقديرات خبراء عسكريين وأمنيين، وتقارير أخرى محايدة تقول بأن الإحصائية أكبر من ذلك بكثير.
ليفانت

» من هو القائد العسكري العام في «جبهة النصرة»؟
» مقتل القائد العام لـ«أجناد الشام»
» انباء عم مقتل القائد العام لجبهة النصرة في ريف دمشق
» القائد العام للجيش الإيراني: جاهزون للرد الحازم على أي خطر
» حزب الله ، عندما يحارب الإرهاب الدولي