من خرج سوريا «انتهى».. الرئيس الأسد: لم نتردد بالحسم والجيش قام بأعمال بطولية
29/08/2012
شوكوماكو | مواقع
أدلى السيد الرئيس بشار الأسد بحديث لتلفزيون الدنيا حول الأوضاع المحلية والاقليمية أكد فيه أن سوريا تخوض معركة إقليمية وعالمية ولا بد من توفر الوقت لحسمها وان الوضع عمليا هو أفضل ولكن لم يتم الحسم بعد وهذا بحاجة للوقت.
وأوضح الرئيس الأسد أن سوريا تدفع الان ثمن مواقفها المبدئية المرتبطة بالحقوق السورية وموقفها من المقاومة وعلاقاتها مع إيران ومع هذا المحور الذي لا يعجب الغرب مؤكداً أن الحديث عن مناطق عازلة هو غير موجود عملياً وهو أمر غير واقعي حتى بالنسبة للدول التي تلعب دوراً معادياً لسوريا.
وفيما يلي النص الكامل للحديث مع تلفزيون الدنيا.. فردا على سؤال حول الوضع في حلب قال الرئيس الأسد.. لا نستطيع أن نفصل الوضع في حلب عن الوضع في سوريا الفرق أن حلب ودمشق أكبر مدينتين وأهم مدينتين واحدة العاصمة السياسية والأخرى العاصمة الاقتصادية.. تقييم المواطن العادي للوضع بشكل عام بما فيه حلب يأتي من خلال التصعيد.. عندما يرى تصعيداً يعتبر أن الوضع أسوأ وعندما يرى شيئاً من الهدوء يعتبر أن الوضع أفضل.. الأمور لا تقاس بهذا الشكل.. عندما تكون هناك عمليات عسكرية أو أمنية فقد يكون هناك تصعيد مستمر وفجأة ينتهي بوضع جيد أو بالعكس.. هدوء مستمر ينتهي بتصعيد.
وأضاف الرئيس الأسد.. في النهاية القضية هي معركة إرادات بالدرجة الأولى.. لديهم إرادة بتدمير البلد.. بدؤوا بدرعا.. انتقلوا إلى حمص ودمشق وحلب ودير الزور واللاذقية.. إلى كل المحافظات.. فهم يجربون الانتقال من مكان لآخر.. الأهمية تختلف باختلاف حجم أو وزن المدينة بالنسبة لسورية ولكن لو أخذنا بالاعتبار حجم المعارك المعقدة التي تخوضها القوات المسلحة.. من الناحية التقنية والتكتيكية والإستراتيجية فهي من أعقد أنواع المعارك ومع ذلك القوات المسلحة تحقق نجاحات كبيرة في هذا المجال.
وقال الرئيس الأسد.. ان الكل يتمنى أن يكون الإنجاز أو الحسم خلال أسابيع أو أيام أو ساعات.. هذا كلام غير منطقي.. نحن نخوض معركة إقليمية وعالمية.. فلا بد من وقت لحسمها لكن أستطيع أن أختصر كل هذا الشرح بجملة أننا نتقدم إلى الأمام والوضع عملياً هو أفضل ولكن لم يتم الحسم بعد وهذا بحاجة لوقت.
وحول موقف سورية من دول الجوار وخاصة بعض الدول التي تسهل وتدرب وتمول وتسلح بكل الأصناف التي يمكن أن تشكل انتهاكاً للدولة السورية أكد الرئيس الأسد ان بعض دول الجوار تقف مع سورية ولكن ربما لا تستطيع تماماً أن تسيطر على تهريب الإمدادات اللوجستية للإرهابيين.. بعض الدول تغض النظر وتنأى بنفسها.. بعض الدول تساهم في هذا الموضوع.. ولكن علينا أن نفرق بين ما نريده نحن كسورية وكشعب سوري وكوطن من هذه الدول.. هل نبحث عن علاقة أو خلاف مع الدولة أم مع الشعب.. على سبيل المثال تركيا.. موقف الدولة التركية معروف.. وهي تتحمل مسؤولية مباشرة في الدماء التي نزفت وسفكت في سورية.. ولكن نحن عندما بدأنا بتطوير العلاقة مع تركيا لم ننظر إلى علاقة مع أشخاص أو حكومة عابرة وإنما نظرنا الى تاريخ علاقة متوترة مضطربة لنحو تسعة عقود تقريبا.. أردنا أن نمحوها فهل نعود إلى الوراء بسبب جهل بعض المسؤولين الأتراك... أم ننظر إلى العلاقة مع الشعب التركي وخاصة أن هذا الشعب وقف معنا عملياً خلال الأزمة ولم ينجرف على الرغم من الضخ الإعلامي والمادي كي يذهب بالاتجاه المعاكس.
وأضاف الرئيس الأسد.. علينا أن نفكر أولاً بالشعوب لأن الحكومات عابرة والمشاكل مع الدول هي مشاكل عابرة ويجب ألا ننفعل ونعمل برد الفعل في هذا الموضوع ويجب أن نحافظ على العلاقة مع الشعوب لأن هذه الشعوب هي التي ستقوم عملياً بحمايتنا فالإمداد اللوجستي إن لم يكن هناك احتضان شعبي له يبقى ضعيفاً.
وحول مواقف هذه الشعوب بالنسبة لدولها وانتظار بعض السوريين لتحركاتها مادامت سياسات دولها تسيء لدول الجوار أوضح الرئيس الأسد ان هذا بحاجة لوقت ولا ننسى أن هذه الشعوب نفسها تخوض معارك ضد تلك الحكومات.. معارك سياسية طبعا.. وهذا بحاجة لوقت.. يجب أن نكون موضوعيين لكن علينا أن نحسب الربح والخسارة.. العداء مع الشعوب لن يخفف الإمداد للإرهابيين.. بل على العكس سيجعل هذا الإمداد متاحاً بشكل أكبر.. علينا أن نحسن العلاقة ونساعد هذه الشعوب من خلال طرح الحقائق.. عندما تكتشف هذه الشعوب حقيقة ما يجري في سورية وحقيقة موقف مسؤوليها ستكون أقوى في معركتها السياسية وسيكون عمر هذه الحكومات وهؤلاء المسؤولين قصيراً في العمل السياسي وهذا العمر القصير نستطيع أن نتحمله ونستطيع أن نتأقلم معه ريثما نحسم المعركة في سورية.
وجوابا على سؤال حول وضع حمص ولماذا لم ينته بعد قال الرئيس الأسد.. لا نستطيع أن نفصل وضع حمص عن وضع باقي المحافظات.. أما بالنسبة لتأخر حسم الوضع في المدينة فالمعروف أن القوات المسلحة عندما تخوض معارك داخل المدن عليها أن تأخذ بالاعتبار شيئين.. أولاً الحرص على الأرواح وثانياً الحرص على الممتلكات.. عدا عن ذلك القوات المسلحة إذا أرادت أن تستخدم كل قدراتها العسكرية بما فيها القدرات النارية تستطيع أن تسحق العدو في وقت قصير.. ولكن هذا مرفوض ولا يحقق النتائج المطلوبة.
وتابع الرئيس الأسد.. هذا النوع من الأعمال بحاجة الى وقت.. ومن جانب آخر لا ننسى أن هناك إمداداً مستمراً للمسلحين في حمص تحديداً لأنهم كانوا يعتبرون أن حمص هي المركز الذي سينطلق منه الانتصار المأمول بالنسبة لهم.. ويضاف إلى ذلك قربها من الحدود اللبنانية.
وفيما إذا كان ممكنا أن نسميها مناطق عازلة أوضح الرئيس الأسد ان معظم المحافظات السورية حدودية.. دير الزور حدودية.. الحسكة.. الرقة.. حلب.. إدلب.. اللاذقية.. درعا.. السويداء.. حتى حمص جانب منها حدودي مع العراق أيضا.. قد يكون هذا سبباً لاستخدام البعض المناطق العازلة ولكن لا أستطيع أن أحلل نيابة عن المخططين.. هذا الموضوع ليس هاماً بالنسبة لنا.. إذا كانوا يفكرون بمناطق عازلة أم لا.. المنطقة العازلة هي منطقة تتم بموافقة الدولة.. باتفاقيات معينة بين بلدين ونحن كدولة لم نقرر في يوم من الأيام أن نفترض بأن هناك منطقة خارج نطاق السيطرة السورية.. وعندما يريد الجيش الدخول إلى مكان فهو قادر على ذلك.
وأضاف الرئيس الأسد.. هم اعتبروا أن الكثير من المناطق هي خارج سلطة الدولة ودخل الجيش بسهولة إلى معظم هذه المناطق أي انهم لم يتمكنوا من خلق هذه المنطقة.. ولذلك أعتقد بأن الحديث عن مناطق عازلة أولاً غير موجود عمليا.. وثانياً هو أمر غير واقعي حتى بالنسبة للدول التي تلعب دوراً معادياً.
وردا على سؤال حول وجود الجيش السوري داخل المدن وليس على جبهة الجولان.. قال الرئيس الأسد.. إن مهمة الجيش والقوات المسلحة في كل دول العالم هي حماية الوطن.. حماية الوطن لا تعني فقط الحماية من الخارج.. بل الحماية من الداخل أيضاً.. أي عدو يأتيك من أي مكان عليك أن تدافع عن وطنك عبر المؤسسات المعنية وفي مقدمتها الجيش والقوات المسلحة.. وفي هذه المرة تحرك العدو من الداخل وليس من الخارج.. وقد تقول لي إنهم سوريون وأقول لك ان أي سوري يقوم بتنفيذ مخطط أجنبي ومعاد يتحول إلى عدو ولا يعود سورياً.. الدليل إذا تجسس سوري حكمه في القانون هو الإعدام.. في الحقيقة من ينفذ مخطط عدو فهو كالعدو.. تحرك العدو من الداخل فتحركت القوات المسلحة.
وفيما اذا كان وجود الجيش في المدن يتنافى مع منطق المقاومة قال الرئيس الأسد.. لا أبدا.. بالعكس .. سورية تتبنى فكر المقاومة.. ولكن الطرح الآخر بأنه إذا كانت سورية تتبنى المقاومة لماذا لا تجري المقاومة باتجاه الجولان ربما يكون هذا هو الطرح الذي تقصده فالمقاومة تنشأ عندما تتخلى الدولة عن مسؤوليتها في استعادة الأرض وهذا شيء لم يحصل في سورية كما حصل في لبنان ربما بسبب الحرب الأهلية في ذلك الوقت وكما حصل في فلسطين حيث لا توجد دولة أساساً لكي تسترد الحقوق فكان لا بد من وجود المقاومة.. عندما نتخلى كعقيدة وكسياسة وكقوات مسلحة عن هدفنا الأساسي في استعادة الأرض ستكون هناك مقاومة سورية.
وفيما اذا كانت سورية بحاجة لضوء اخضر حتى تنفذ ما تقوم به الآن على اراضيها قال الرئيس الاسد.. في مختلف المراحل كان يقال ان هناك ضوءاً أخضر فمثلاً عندما دخلت سورية إلى لبنان في 1976 قيل هذا الكلام وتكرر الأمر في مراحل أخرى.. والحقيقة ان سورية ليست بحاجة لضوء أخضر في القضايا السيادية وفي القضايا المحلية وفي القضايا الوطنية لا من أصدقاء ولا من أعداء ولا من خصوم.. إن لم نمتلك نحن الضوء الأخضر فلا داعي لوجودنا كوطن وكدولة.
وحول الحديث عن تحول الحراك في سورية إلى حراك مسلح في شهر رمضان فقط قال الرئيس الأسد.. هذا التفسير غير دقيق لسبب بسيط إذا كانت غير مسلحة فما الذي يفسر أنه في الأسبوع الأول من الاضطرابات والأحداث سقط عدد من الشهداء من قوى الأمن والشرطة.. إذاً كيف سقط هؤلاء... سقطوا بالصراخ.. بالأمواج الصوتية للمتظاهرين.. هذا الكلام غير منطقي والحقيقة أنهم سقطوا بسلاح ولكن نوع التسليح وهدف التسليح كان مختلفاً.. ففي ذلك الوقت كان الهدف الأساسي هو إثارة الشعب من خلال القيام بإطلاق النار على متظاهرين وعلى الأمن والشرطة لكي تقوم الشرطة والأمن بالرد وقتل المزيد من المدنيين وبالتالي انتشار حالة من العداء للدولة.. وتابع الرئيس الأسد.. وبعد فشل هذا المشروع انتقلوا من رمضان الماضي إلى العمل المسلح الذي وصلوا من خلاله إلى مناطق متمردة لا يمكن للدولة أن تدخل إليها كبابا عمرو وغيرها من المناطق وطبعاً تم الدخول إليها فتغير تكتيك المسلحين.. والآن بعد دخول بابا عمرو وسقوط مواقعهم في مختلف المحافظات الأخرى التي اعتبروها مواقع محصنة انتقلوا إلى أسلوب آخر شمل المزيد من الاغتيالات والمزيد من الإرهاب للمواطنين والمزيد من معاقبة المواطنين بقطع الطرق ومنع وصول الطحين للخبز والوقود كالمازوت والكاز والغاز وغيرها من المواد الأساسية اليومية.. في الحقيقة انه منذ الأيام الأولى ظهر المسلحون.. والصور التي بثت في التلفزيون السوري عما حصل في درعا من إطلاق نار من قبل المسلحين والتي قالوا في وقتها انها مفبركة هي حقيقة.
وبشأن حديث الشارع عن تأخر الدولة في الحسم وتورط الكثيرين الذين اعتقدوا أن الدولة ضعيفة وبالتالي تسلحوا أكثر وغرر بهم أكثر أكد الرئيس الأسد ان الدولة لم تتأخر والدليل أن القوات المسلحة عندما شعرت أن هناك تصعيداً كبيراً في درعا في بدايات الأحداث في الأشهر الأولى دخل الجيش إلى درعا.. لم نتردد لحظة واحدة في الحسم.. ولكن مع كل خطوة كانت تقوم بها الدولة كان هناك تطوير لأسلوب أعمالهم وبالمقابل كانت الدولة بحاجة إلى مزيد من الخطوات المقابلة.. البعض يريد أن نتعامل مع تلك المرحلة كما نتعامل مع المرحلة اليوم وهذا الكلام غير منطقي لان المرحلة مختلفة وأسلوب عملهم كان مختلفا والوضع السياسي كان مختلفا وحتى التفهم الشعبي لما يحصل كان مختلفا.. كثير من الناس غرر بهم في البدايات.. كانوا يعتقدون أن ما يحصل هو حالة انفعال وموجة ربيع عربي ستؤثر في سورية وأن هؤلاء الشباب منفعلون ولا يوجد مسلحون والدولة تفبرك كل هذه الأشياء التي كنا نسمعها.
وتابع الرئيس الأسد.. بالنسبة لنا كدولة فإن عدم وجود تفهم شعبي كان مشكلة.. وما ساعد الدولة في الحسم في الأشهر الأخيرة هو وضوح الصورة بالنسبة للقسم الأكبر من المواطنين السوريين فهناك تغير في الظروف السياسية.. وفي الظروف الأمنية نفسها.. وهناك تغير في المزاج الشعبي تجاه ما يحصل وتجاه المسلحين باكتشافهم أن ما يحصل ليس بثورة ولا هو بربيع بل هو عبارة عن أعمال إرهابية بكل ما للكلمة من معنى.. وتوضح العامل الخارجي الذي لم يكن واضحاً في البداية.. فعندما ألقيت خطابي الأول في مجلس الشعب وتحدثت عن مؤامرة ومواجهة تساءل كثيرون أي مؤامرة وأي مواجهة.. واتهمونا بأننا نقول عن كل شيء بأنه مؤامرة واعتبروا أن ما يحصل حالة انفعالية فقط كما ذكرت سابقاً.. وانه لو قال الرئيس بضع كلمات طيبة وعاطفية لكانت حلت المشكلة.. قلت لهم المشكلة لم تبدأ بعواطف ولن تنتهي بعواطف.. هناك مخطط وهناك أدوات داخلية.. فإذاً نحن من البداية أخذنا قراراً بالحسم لأن الصورة واضحة لكن أسلوب الحسم يختلف باختلاف مراحل الأزمة.
وجوابا على سؤال حول بعض الشخصيات التي مارست الفساد في هذه الفترة واستغلالهم للازمة والمساهمة في زيادتها قال الرئيس الأسد أريد أن أفرق بين تجار الأزمة الذين يظهرون في كل أزمة من الأزمات في أي وطن سواء كانوا تجارا بالمعنى الاقتصادي أو المادي أو أشخاصاً آخرين يريدون استغلال الأزمة لمصالح أخرى خاصة وقد يكونون داخل الدولة أو خارجها.. ومن جانب آخر الأخطاء التي تحصل خلال الأزمة وليس لها علاقة بإطالة أمد الأزمة.. هناك أخطاء حصلت.. هناك اعتداءات حصلت.. هناك انتهاكات.. سرقات.. تم كشف البعض منها ولكن بعدد محدود وتم تحويل هؤلاء إلى القضاء منذ أشهر عديدة.. فلا بد من محاسبة كل شخص ارتكب خطأ أو كل شخص أراد أن يطيل الأزمة لأسباب مختلفة.. هذا الموضوع محسوم وليس محل نقاش أو جدل.. ولكن السؤال كيف تعرف هؤلاء.. أنت تحاسب معلوماً ولا تحاسب مجهولاً ومعظم الدعاوى التي ترفع والشكاوى التي تأتي هي ضد مجهول.. وفي الحالات التي تمت فيها معرفة الأشخاص ومحاسبتهم أتى صاحب المظلمة بالاسم وتم التدقيق والتحقيق وثبتت الجنحة أو الجناية وتم تحويله إلى القضاء.
وتابع الرئيس الأسد.. ان التحدي الأساسي هو كيف نعرف من هم الأشخاص وخاصة انه في ظروف الأعمال الأمنية وفي ظروف الفوضى تصبح عملية التحقيق أصعب من قبل.. أما كمبدأ فلا شك أنه لا بد من محاسبة هؤلاء الأشخاص حتى لو بعد تجاوز هذه الظروف وعودة الهدوء.
وأضاف الرئيس الأسد.. عندما لا يوجد لديك دليل بل مؤشرات غير دامغة يمكن أن تقيل هذا الشخص لعدم ثقتك بأدائه.. ولكن عندما يكون لديك دليل دامغ بأن هذا الشخص قام بعمل ما فلا بد من تحويله مباشرة إلى القضاء وبأي موقعٍ كان.
وردا على من يقول بوجود خلل في آلية التعيين وتعيين بعض الأشخاص غير المؤهلين قال الرئيس الأسد.. هناك جانب موضوعي في هذا الطرح وهناك جانب غير موضوعي.. الجانب الموضوعي هو أنه لا يوجد لدينا في سورية حتى الآن إدارة موارد بشرية بالمعنى العلمي وهذا علم قائم بحد ذاته وهذا ما نقوم به الآن من خلال وضع اللمسات الأخيرة على مشروع له علاقة بالوظيفة العامة.. وهو الذي يقيم هذا الشخص منذ دخوله إلى الدولة وحتى خروجه منها بمسار كامل يحدد تطور عمله.. فقد يأتيك شخص جيد ويكون التقييم صحيحاً ولكن بعد فترة ينحرف.. فآلية الدخول بحد ذاتها ليست كافية.. أما أن نقول ان هذا الشخص أتى ولم يثبت أنه جيد في الآلية الحالية في غياب وجود إدارة موارد بشرية فليس أمامك سوى أن تجرب فأنت لا تعرف أن هذا الشخص سيفشل.. لا بد من التجربة كي تعرف أنه سيفشل.. وبما أنه فشل وأنت قادر على تبديله فأين المشكلة.. طبعاً هذا يستهلك وقتاً ولكن ليس لديك خيارات أخرى.
وتابع الرئيس الأسد.. هناك حالات يكون فيها الشخص ناجحاً في مكان ونحن نفترض بأن نجاحه في هذا المكان سيؤدي إلى نجاحه في مكان آخر لنكتشف بأن هذا غير صحيح بعد التجربة.. في الحقيقة بغياب الموارد البشرية بالشكل العلمي لا يوجد لديك خيار سوى أن تجرب والمهم في هذه الحالة ألا نسكت عن شخص يخطىء أو يفشل.. وألا نبقيه في مكانه.. بالمقابل هناك شخص يفشل في مكان ليس لأنه سيىء ولكن لأن هذا المكان لا يناسبه.. عندما تنقله إلى مكان آخر قد ينجح فيه.