القرضاوى ، الإمارات ، قطر تدفع الفاتورة

القرضاوى ، الإمارات ، قطر تدفع الفاتورة

السبت , 1 شباط / فبراير 2014

أحمد الحباسى تونس
[img(312.1999992132187px,224.1999992132187px)]https://6.hidemyass.com/ip-1/encoded/Oi8vcGFub3JhbWEuYWxtYWRpbmEubmV0ZG5hLWNkbi5jb20vd3AtY29udGVudC91cGxvYWRzLzIwMTQvMDIvbWVwYW5vcmFtYTE5MTktMzMyeDIzOC5qcGc%3D[/img]إذا ما صح ما نقل عن وزير خارجية قطر من توضيح و إدانة للمواقف المخزية التي ينقلها لسان الشيخ يوسف القرضاوى ضد الإمارات ، فانه من المنطقي أن نقول أن هذا الموقف هو بداية تحول فعلى و أول موقف رسمي للقيادة القطرية الجديدة في الاتجاه الصحيح ، بطبيعة الحال الموقف القطري ليس معزولا عن سياق ما يحدث في مصر و الإمارات من تشنج و غضب رسمي و شعبي ضد السياسة القطرية في المطلق و سياسة الكراهية المقصودة من محطة الجزيرة و لسان الفتنة يوسف القرضاوى ، و بطبيعة الحال أيضا ، فانه من المؤكد أن الإمارات قد سلطت ضغوطا سياسية كافية لفرض إعلان هذا الموقف الرسمي القطري و أن الجانب القطري قد وجد نفسه في حالة لا يحسد عليها نتيجة إطلاقه العنان للشيخ القرضاوى حتى يتكلم بصوت عال ما تريده السياسة القطرية بصوت خافت و أنه في النهاية فان قطر ليست قادرة على تحمل الصداع الإماراتي بعد أن وترت الأجواء السياسية مع السعودية و مصر و بعض الدول الخليجية الأخرى آخرها البحرين .
لعل أهم ما في التصريح القطري أنه يعطى الدليل مرة أخرى على لؤم الدبلوماسية القطرية بمعنى أن حكام قطر دائما ما يصرحون بكون محطة الجزيرة و لسان القرضاوى هما كيانان لا يخضعان “للسلطة” القطرية و أن الدولة القطرية لا تتدخل في الخط ” التحريري ” سواء للمحطة الفضائية الصهيونية القطرية المشبوهة أو لسان التكفير و الفتنة الذي ينقل خطاب تقسيم الدول المسجل باسم الشيخ القرضاوى ، لكن الضغوط الإماراتية تثبت أن هذا الأمر غير صحيح و أن هناك تداخلا و تبادل أدوار بين الثلاثي المتمثل في النظام و المحطة و اللسان المسموم و أنه و كما في جميع الدول العربية لا شيء “يتحرك” إلا باسم و موافقة و تدبير السلطة الحاكمة ، و لعل حكام الإمارات الذين يجدون الآن أن الرياح في سوريا و في بعض بلدان ما يسمى بالربيع العربي لا تجرى لصالح النظام القطري يستغلون هذه الفرصة الذهبية التي وفرها لسان القرضاوى لإرجاع قطر و أميرها لحجمهما الطبيعي .
من الواضح للمتابعين أن الدور القطري في المنطقة العربية قد تلقى ضربات موجعة و أن محطة الجزيرة لم تعد قادرة رغم إسنادها من طرف اللوبي الصهيوني و بعض الرموز مثل عزمي بشارة على تضليل الرأي العام العربي ، و من المؤكد أن الولايات المتحدة الأمريكية قد وضعت الدور القطري في الثلاجة إلى حين ، و لا شك أن انحسار الدور القطري له علاقة بما يحصل في سوريا من سعى دولي لإيجاد حل للنزاع بعد أن تبين للجميع أن الحل العسكري غير ممكن من الطرفين و بالتالي فمن المنطقي أن تتدخل روسيا لإخراج قطر من اللعبة خاصة و أن هناك ميل أمريكي لبحث كل قضايا المنطقة سلة واحدة و من المحبذ أن يتم إبعاد قطر لصالح الدور السعودي الذي يعتبره البعض رغم علاته و هناته أهم و أجدى لكل الأطراف ذات العلاقة بالصراع ، في هذا السياق يأتي الموقف الإماراتي من السياسة القطرية في مجملها و من تصريحات شيخ الفتنة القرضاوى .
تدرك قطر عزلتها و صعود مؤشر الكراهية لدى الشعوب العربية بشكل غير مسبوق ، و تدرك الحكومة القطرية التي تنفذ السياسة الصهيونية في المنطقة كغيرها من عدة بلدان خليجية معروفة أن المصلحة الأمريكية لا تحتاج الدور القطري خاصة بعد أن انحسر الوجود القطري في دول الربيع العربي بعد سقوط مشروع الإخوان و تعرض تركيا إلى هزات اجتماعية مرعبة من شأنها أن تقضى على كل أحلام حزب العدالة و التنمية في إرجاع السلطة العثمانية إلى المنطقة من بوابة الأنموذج التركي ، و حتى إسرائيل التي تعتبر الدور القطري مهما في خدمة مشروعها لإسقاط الدولة الفلسطينية من التداول الإعلامي و السياسي فهي تلاقى منذ الاتفاق الإيراني مع الدول الغربية في موضوع النووي صعوبات كبيرة لاستعادة “سلطتها” لدى الإدارة الأمريكية التي تجد نفسها متورطة في سوريا و من الممكن إن استمر النزاع أن ينتقل إلى مناطق حيوية للاقتصاد الأمريكي في الخليج خاصة بعد تنامي قوة و نفوذ المجموعات الإرهابية التي يستغلها النظام السعودي لفرض وجوده و طلباته في مؤتمر جينيف 2 ، من هنا نفهم أن الإمارات قد استغلت فعلا عامل الوقت المساعد حتى تدفع جارتها إلى تنازل ديبلوماسى واضح يمكن اعتباره بمثابة الصفعة القوية على جبين شيخ الفتنة الذي طالما شكل رأس حربة للمشروع الصهيوني في المنطقة العربية.
لعله من المفارقات العجيبة أن كل دول الخليج لا تملك سياسة إستراتيجية واضحة في الزمان و المكان ، و لعل كل دول الخليج تعيش دائما على سياسة اليوم باليوم ، لكن من الواضح أن قطر قد فرضت على دول الخليج حالة من الانقسام غير مسبوقة خاصة بمساندتها للإخوان المسلمين الذين سرعان ما سقطوا تاركين مشروع قطر الصهيوني في التسلل ، و بسقوط الإخوان تفقد قطر أسباب تدخلها في شؤون دول الربيع العربي و هامشا مهما في حركتها اللئيمة لتنمية التيار الديني المتشدد و إعطاء المجموعات الإرهابية التكفيرية ساحة لتنفيذ أغراضها الصهيونية الماكرة ، يذكر أن خروج الإخوان في تونس من الحكم هي ضربة مؤلمة للسياسة القطرية تفرض على الولايات المتحدة الأمريكية التي راهنت على مشروع الإخوان إعادة صياغة خطابها و إستراتيجيتها السياسية و بالتالي فان التصريح القطري المتمايز عن الخطاب التكفيري الحقير للشيخ القرضاوى هو تعبير مهم على شعور قطري بعزلة دولية تزيد مع الوقت و من الممكن أن تدفع قطر ثمنها بمجرد انتهاء الحرب في سوريا.

» سورية تدفع بالسعودية إلى "سنّ اليأس"
» الخارجية الإيرانية .. القرضاوى اصبح لا يفرق بين الله والشيطان
» هل تدفع السياسات السعودية إلى تشظي المملكة؟
» الازهر : القرضاوى يحفر قبره بنفسه ...دعوى ضد القرضاوي تطالب بمنعه من السفر
» القرضاوى يغادر الأزهر هارباً ومذعوراً خوفاً على حياته بعد وصول أخبار عن وجود من يتربص به