هل انتهت الأحداث في ريف اللاذقية.. أم أن للقصة تتمة

هل انتهت الأحداث في ريف اللاذقية.. أم أن للقصة تتمة

علي سرحيل

كلما شعر مواطن سوري أن الأحداث في منطقة ما انتهت، سمع دوي قذيفة هاون أو انفجار أو بضع رصاصات تنبئ أن الأمر لم ينتهِ بعد، ولكل منطقة خصوصية في هذا الأمر أيضاً، فكما كان للقصير ولأحياء حمص ولداريا قصتها، لريف اللاذقية قصة أكبر..

كل شهود العيان في المنطقة الذين شاهدوا ما جرى ذكروا ان الهجوم الذي يشبه بالاجتياح الدامي لم يكن له فتيل، إذا وصل إلى مرحلة الانفجار فوراً على عكس المناطق الاخرى، ففي ريف اللاذقية يمكنك المرور بين قرى ونواحي بدون أن تلمحك عين ناظر أو تسمع خطواتك، فريفها الممتلئ بالأحراش والطرق الوعرة يصنع التمويه ذاتياً، هذا التمويه الذ استفاد المهاجمون منه، وقد أشار البعض أن تخطي الوادي بين منطقة سلمى والقمم المحيطة بها كان ما سهل الموضوع فكان الهجوم من الداخل إلى العمق فوراً.

إن الموقع الذي تتميز به تلك المناطق ليس بعادي، فالريف الملتصق بإدلب يزيل الحدود الإدارية بين المحافظتين، وقد استخدمت المجموعات المسلحة ذلك في كثير من الأحيان وذلك خلال أحداث إدلب وأحداث ريف اللاذقية، وقمة جبل النبي يونس وقمة النبي اشعيا، فهذه المناطق تجعل من اللاذقية طريق مفتوحاً تعبر منه القذائف إلى المحافظة أو المناطق الأخرى لأنها مطلة بصورة كبيرة على كل ما هو أقل منها ارتفاعاً.

الأحداث في ريف اللاذقية بالمفهوم العسكري – انتهت- ولكن على الأرض لم ينته كلّ ذلك، فسلمى المحاصرة منذ أكثر من سنتين باتت تهدد بضرب قذائف تصل إلى اللاذقية وقد وصل بعضها وسقط في أطراف اللاذقية، ومسلحو سلمى يهددون الآن باستخدام سلاح جديد منه ما يصل إلى ارتفاع قمة النبي يونس ومنه ما يصل إلى أي مكان في اللاذقية، وبين كل ليلة وأخرى تعلن المجموعات في ريف اللاذقية هجوماً جديداً يتمركز على قمتي النبي يونس والنبي اشعيا الاستراتيجيتين جداً.

الجيش السوري يوجد في مكان المدافع والمهاجم معاً، فهو مدافع في مراصده الثابتة هناك وهو مهاجم في مناطق مثل “جب الأحمر” القريبة جداً من سلمى، ورغم كلّ التدمير والقتل في ريف اللاذقية يجد سكانها طريقاً دائماً للعودة إليها، إلا أن العودة تأخذ شكلاً مختلف كما وصفها “علي سليم – قرية عرامو” الذي عاين أحداث :”طالما هناك نازحون من ريف اللاذقية لا يفكرون في العودة إلى منازلهم في الريف، فالأحداث لم تنتهِ بعد، عندما رأيت ما رأيته في الريف قلت لنفسه أنها ستطول جداً”.

بين المنطقة المحاصرة “سلمى” والمنقطة التي عاشت الأحداث قبلاً “الحفة” منطقة هي بين ريف الحفة وصولاً إلى عرامو، هذه المنطقة التي تهدد من قبل “سلمى” الآن كما هددت من قبل الحفة سابقاً، وسكان تلك المناطق يهددون من أوكار وخلايا توصف “بالنائمة” توجد في تلك الأحراش، وهي ذات المناطق التي ذخر أحداث الحفة وأحداث ريف اللاذقية الشرقي، ويزيد الموضوع سوءاً في نفوس السكان هو ما تم من تعتيم على المجازر التي جرت في ريف اللاذقية الشرقي، ومع كل يوم يمر تسمع أصوات الرصاص ورشقات “الدوشكا”، والهجوم المتكرر خلال الشهر الأول من العام الحالي 2014 على قمة النبي يونس وآخرها كان في 16 كانون الثاني، ينذر أن الأحداث لم تنته وإن خفت وتيرتها، فالجمر دوماً كما يقول المثل “يحرق أيضاً”…

ا

» محافظ اللاذقية يقدم عرضا شاملا عن واقع المحافة: معلمو الحسكة والرقة في طريقهم الى اللاذقية، و 90% من قتلى معارك ريف اللاذقية ليسوا سوريين
» هل انتهت صلاحية الائتلاف الوطني؟
» كأن المعركة انتهت … ابراهيم الأمين
» داعش في الفخ …هل انتهت الصلاحية؟
» كيف انتهت مرحلة إسقاط الأسد؟