الضاحية ترهبها الهزائم لا الدماء

الضاحية ترهبها الهزائم لا الدماء

ايهاب زكي
التيس الذي يفجر نفسه في المساجد والأسواق والمدارس والشوارع وآخرها في حارة حريك بالضاحية الجنوبية يظن أنه سُني،وهو ينتحر على حواف قرآنٍ حرم قتل الناس وقتل النفس،والتيس الذي أرسله يظن في نفسه سنية، وكبير التيوس مثل الماجد مثلاً يظن أنه يخدم أمن مليكه ودولته الوطنيين، أما ذكر القطيع كبندر فيظن أنه يعطي أوراق الاعتماد للراعي الصهيوني بعيداً عن سفالات التسنن والتشيع،حتى تكون له الحظوة عند رب الراعي الأمريكي ورب القطيع، وكلهم يعرفون أن القتل يتم حماية وتنفيذاً لمشروع صهيوأمريكي إلا التيوس المنتحرة والمرسلة تظن أنها فتيان الأحلام للحور، فهو السني ابن السني ابن السني وازداد فضلاً بأنه استغنى عن عقل منحه الله إياه ورضي بحياة التيوس وميتة التيوس على مناقل جمر مشاريع الأعداء، فأي تيسٍ سيتعامل مع المدعويين لحفل الشواء بأنهم أعداء.
كل إرهابٍ يحدث في أي بقعة على امتداد الوطن العربي،وحتى التفجير الذي حدث على الأراضي الروسية هو حلقات في مسلسل وهابي طويل، يعمل جاهداً على حماية الكيان الصهيوني وإبقاء يده هي العليا،من خلال تحويل وجهة الصراع ونسج أعداء من الوهم وزرع الحقد والبغضاء في أطناب الأمة الواحدة، واستنزاف قدرات الأمة وإمكانياتها في إفناء مستقبلها ،وليته إفناءاً بالموت بل إفناءاً بالاستعباد، فلو أنها تقتتل لتفنى موتاً لهان الأمر، عن كونه اقتتالاً بينياً ليتسيدها اليهود، فهي أمة تتسابق لتكون من (الغوييم)، الحيوانات التي يظن بني يهود أن الله خلقها ليركبوها، فما هذا الشرف العظيم الذي نالته الأمة الوسطا، وهي تسعى سعيها لتنال الجنة من خلال الارتقاء لمرتبة (الغوييم).
عندما يقوم محور المقاومة مباشرة بعد كل عمل إرهابي بتوجيه أصابع الاتهام إلى (إسرائيل) ،ليس قصوراً في معرفة اليد المباشرة أو عجزاً عن رد الصاع صاعين،وإنما محاولة لإعادة توجيه الأمة نحو صوابها وإخراجها من حظائر الفتنة وحفلات الجنون، وليس خافياً ما يُحاك لهذا المحور من مؤامرات ،وليس آخرهما مؤامرة الثلاثة مليارات دولار الوهابية والإعلان المتذبذب عن اعتقال المدعو ماجد الماجد، فلا يوجد ذا لبٍ يقنعه الحرص السعودي على بقاء لبنان عزيزاً بجيشه أمام العدوان الصهيوني ، ومن يبرر بهذا تلك المليارات، يكون حاصلاً على شهادة (الغوييم) بامتياز، ومن يظن بأن السعودية رفعت الغطاء عن الماجد لأنها حريصة على أمن الضاحية وساكنيها قد يكون كبير (الغوييم)، بل إن كل هذا يدخل في إطار تمهيدي لفرض وقائع جديدة من خلال تعظيم منجزات الرئاسة وقدرة الأجهزة الأمنية،والتي تشهد الحوادث الأمنية في لبنان بأنها لا تتحرك بلا سقف سياسي، وليس عملها أمنياً بحتاً، حتى الجيش اللبناني والذي هو ضمانة بقاء الدولة ليست يده طليقة بلا غطاء سياسي، ولكن الجيش اللبناني الذي يُراد له الاصطدام بالمقاومة تحت ضغط سياسي ومالي لن يفعل ذلك إلا إذا كان يسعى لتفكيك نفسه وانهيار الدولة،وهذا ما لن يحدث، لأن الطرف القوي أي المقاومة عند تلك النقطة ستعرف كيف تحافظ على الجيش وعلى الدولة ولو بالحديد والنار.
من اختار سبيل الحق لا تثنيه شلالات الدماء الراعفة، بل ستزيده اصراراً على مواصلة الدرب، فسعادته بدمه النازف أكبر وأجَّل من سعادته باحتفالات النصر، وهذا الطريق مازال طويلاً، ومن تعبت أوداجه من شخب الدماء ومن خارت قدماه من هول الصعاب، عليه أن يتوقف على جانب الطريق مشكوراً، وداعياً بالنصر لمن سيكمل لا صارخاً عليه بالتوقف فيزيده خبالاً، رحم الله الشهداء ،الأحياء منهم في الدنيا والأحياء منهم في الآخرة، وأفسحوا الطريق فقوافلهم لا زالت تتدفق وستظل حتى يقضي الله أمراً كان مفعولآ، فالضاحية وكل محورها لا ترهبها الدماء أيها (الغوييم) بل هواجس الهزيمة التي قبرتها يوم قال سيدها ولى زمن الهزائم وجاء زمن الانتصارات، فعزٌ وسؤدد يا سيد لا مناص.

» 14 آذار 2012: سنة الهزائم
» تركيا 2013: عام الهزائم المتشابكة.....محمد نور الدين
» الهزائم تربك المعارضة: الجيش السوري على أبواب «الباب»
» الأسد: زمن الهزائم ولى.. ‘اننا بتنا نملك سلاحا يعمي بصر “اسرائيل”!...محمد صادق الحسيني
» سياسة الرقص على الدماء !!