الاسباب الحقيقية للهجوم على حزب الويكيليكس لمشاركته في الوفد التضامني مع سوريا

الاسباب الحقيقية للهجوم على حزب الويكيليكس لمشاركته في الوفد التضامني مع سوريا

جمال داوود
عدت الى سيدني بعد اسبوع في دمشق واسابيع في الشرق الاوسط لاواجه بكم هائل من الاكاذيب والهجوم على حزب الويكيليكس لمشاركته في الوفد التضامني مع سوريا. الهجوم الاعلامي الذي شاركت فيه كبريات الصحف الاسترالية المملوكة لامبراطور الصحافة العالمية روبرت مردوخ ومشاركة التلفزيونات الحكومية تركز بشكل كبير على لقاء حزب الوكيليكس مع الرئيس السوري بشار الاسد. هذا الهجوم ترافق مع هجوم سياسي مماثل من قبل الاحزاب الكبرى التي اعتبرت اللقاء كسرا للحصار المفروض على سوريا وعلى الرئيس الاسد شخصيا.
بداية يجب توضيح ان احد اهم الاهداف الرئيسية لزيارة الوفد هي تقصي حقيقة ما يحصل في سوريا, بعيدا عن فبركات الاعلام والقوى المحركة والداعمة للعنف في سوريا. كما ان الوفد اراد ارسال رسالة تضامن مع الشعب السوري الذي يتعرض لابشع اشكال الارهاب والعنف.
ما يلفت الانتباه هنا هو الهجوم الاعلامي – السياسي على مشاركة حزب الوكيليكس حتى قبل عودة افراد الوفد الى استراليا وقبل ادلائهم باي تصريح. ولهذا دلالات مقلقة كثيرة ساتطرق لها لاحقا.
الا يعتقد الجميع ان وظيفة وسائل الاعلام الرئيسة هو التحقيق في الاحداث لكشف الحقائق وتقديمها للجمهور لتكوين راي بشان هذه القضية او تلك. هذا التحقيق يتطلب بالضرورة الحديث مع كل الاطراف واستطلاع ارائهم للوصول الى لب الحقيقة والبناء عليها لاصدار احكام او الوصول الى نتائج منطقية.
بناء على ذلك كنا نتوقع ان ترحب وسائل الاعلام الاسترالية بهذه الزيارة كخطوة لاستطلاع الحقائق وتزويد هذه الوسائل بمعلومات حديثة موثقة عن حقيقة الاوضاع في سوريا. ولكن ما حدث كان العكس.
فوسائل الاعلام بدات بالهجوم على الزيارة فارسلت اكثر من رسالة خاطئة في كل الاتجاهات.
الهجوم على فكرة الزيارة, بمناى عما جرى فيها وما تم بحثه او الاتفاق عليه مع الجانب السوري, يعتبر محاولة للتعتيم على الحقائق والاستمرار باجترار نفس الاكاذيب التي بثتها الدول المشاركة بتاجيج الصراع وادواتها الاعلامية. كما يعتبر وبشكل واضح محاولة لتخويف وبالتالي تكميم افواه اي جهة تحاول كسر هذا التعتيم ومحاولة اكتشاف حقيقة ما يحدث وتعميم هذه الحقائق على الجماهير المتعطشة للحقيقة.
في زيارتنا التضامنية مع سوريا قابلنا اناسا حقيقيين. قابلنا اناس عاديين.
زرنا جامعة دمشق واستمعنا للطلاب الذين فقدوا 8 زملاء عندما قرر الارهابيون قصف الجامعة بقذائف الهاون. زرنا كلية العمارة حيث سقط الطلاب شهداء بلا ذنب. فلا هم جنود مسلحون. ولا هم مقاتلون مع اي طرف.
كما قابلنا اقارب واصدقاء لضحايا مجازر الارهابيين في مدينة عدرا الصناعية. استمعنا كيف علق الارهابيون رؤوس ضحاياهم من العمال المسالمين على رؤوس الاشجار, كزينة اشجار عيد الميلاد. استمعنا كيف القى هؤلاء الارهابيون اطفالا في افران عدرا احياءا…. بدون اسباب وجيهة.
كما سمعنا اصوات قذائف الهاون تتساقط على شوارع القصاع, بينما كنا نتجول في شارع الحمرا المجاور. شممنا رائحة البارود. سمعنا المارة المصرون على ممارسة حياتهم بشكل طبيعي يتوجهون لله بالدعاء على هؤلاء الارهابيين بالموت وخلاص الامة منهم.
كما قابلنا وسمعنا قصص الكئير من السوريين: مؤيدين ومعارضين للنظام. الجميع اجمع انه لا بديل عن هزيمة هذا الارهاب. كما اجمعوا على ان انهيار الجيش او النظام (لا سمح الله) سيؤدي الى كارثة بكل المقاييس. ليس لان النظام بلا اخطاء. بل لان البديل ارهابي اعلن ان كل من يعارضه كافر يجب قطع راسه او القاءه في افران الموت احياء.
اشعر الان بالعار والاحباط ان وسائل الاعلام الاسترالية اهملت تسليط الضوء على هذه الجرائم التي يندى لها جبين الانسانية عارا. وسائل الاعلام الاسترالية كانت ترى بعين واحدة ما يحدث في سوريا. فكيف لم تذكر هذه الوسائل مجازر عدرا الارهابية. كيف لم تذكر هذه الوسائل القاء الاطفال في افران عدرا.
الواضح ان وسائل الاعلام الاسترالية لا تريد كشف الحقيقة. والان ادركنا انها لا تريد احدا ان يستكشف الحقيقة وينقلها للجماهير. تحولت وسائل الاعلام الى وسائل قمع لتكميم الافواه وتزوير الحقائق.
وفي هذا المقام نلاحظ ان وسائل الاعلام استعانت بالسياسيين الاستراليين لتعزيز هذه الوظيفة في تكميم الافواه, حتى لو كان ذلك على حساب مصلحة استراليا وموقعها السياسي الدولي في سابقة خطيرة للعلاقات الدولية.
فوزيرة الخارجية الاحرارية ووزير الظل العمالي للخارجية يريدون مقاطعة المسؤولين السوريين وكل الدول التي تتصل بالنظام السوري وتقيم معه علاقات طبيعية. هذا يعني ان هؤلاء السياسيين يريدون ان تقطع استراليا علاقاتها مع روسيا والصين وايران وفنزويلا وكوبا ونيكاراغوا والعراق والبرازيل والهند والقائمة تطول من الدول التي ابقت علاقات طبيعية مع سوريا وحكومتها ورئيسها.
سياسيونا يريدون عزل استراليا على المسرح الدولي وتحجيم تاثئرها وابقائها رهينة التبعية للولايات المتحدة وسياساتها المدمرة.
استطيع الان ان اكشف انه وخلال حديثنا مع رئيس الوزراء السوري د. وائل الحلقي وفي رد على سؤال توجهت به اليه, اكد لي ان بعض الدول الغربية اتصلت بالحكومة السورية وعرضت عليها التعاون المشترك لمكافحة الارهاب ومنع هذا الارهاب من الانتقال الى تلك الدول.
فاذا كانت الاجهزة الامنية الاسترالية تعترف بوجود المئات من المتشددين الاستراليين يقاتلون في سوريا جنبا الى جنب مع تنظيمات القاعدة. واذا كانت الحكومة الاسترالية واجهزتها الامنية تقر بوجود خطر حقيقي على استراليا من عودة هؤلاء الى استراليا. اوليس الاجدى بهذه الحكومة ان تبادر للاتصال بالحكومة السورية طلبا للمساعدة في مكافحة انتقال الارهاب الى سوريا!!!
سنعمل في الاسابيع القليلة القادمة على نشر المزيد من مشاهداتنا في سوريا. كما سننشر المزيد من الصور والفيديوهات. كما ان لدى حزب الوكيليكس تصورا من اجل مساعدة الشعب السوري في محنته. يشمل هذا التصور حملة لجمع التبرعات من اجل شراء ادوية ومعدات طبية. فمستشفيات سوريا تعرض ثلثاها للتدمير الممنهج وسرقة الادوية والاجهزة.
ملاحظة اخيرة هنا. ان ما جرته الازمة على سوريا من ماسي على شعبها كان له تاثير سلبي على كل منطقة الشرق الاوسط. فمطالبات الاصلاح في الدول المجاورة لسوريا توقفت بعد الماسي التي سببتها “الثورة” السورية. بل ان اشد المطالبين بالاصلاح واسقاط انظمة الاردن وغيرها من انظمة المنطقة تخلى عن هذه المطالبات واصبح متمسكا ببقاء النظام. بل ان الكثيرين من المعارضين لهذه الانظمة اصبح يؤيد مزيدا من التشدد في محاربة المتشددين, حتى لو ادى ذلك الى مزيد من التضييق على الحريات العامة. كل ذلك لتجنب تكرار السيناريو السوري المدمر.
وما تزال وسائل اعلامنا وسياسيينا ينظرون الى الموضوع بعين واحدة عوراء.

» الاسباب الحقيقية للتصعيد التركي ..رحيمي لأردوغان: ستجرنا جميعا الى الحرب
» ماهي الاسباب الحقيقية لرفض السعودية شغل مقعدها في مجلس الامن الدولي ؟...بقلم عبد الباري عطوان
» ماهي الاسباب الحقيقية لرفض السعودية شغل مقعدها في مجلس الامن الدولي ؟...بقلم عبد الباري عطوان
» ترجمة الفيديو الفضيحة لمؤامرة وزير الخارجية التركي للهجوم على سوريا
» بعد استنجاد تركيا بالناتو ..بريطانيا تضع مقاتلات بحالة تأهب للهجوم على سوريا والاطلسي يجتمع غداً