منتدى عشاق سوريا الأسد
عزيزي الزائر .. أهلا وسهلا بك في منتداك
انت غير مسجل لدينا
يرجى التسجيل .. لإعلامك بكل ماهو جديد ولمشاركتك معنا بآرائك

 نظريــة كـل شيــىء أو ماهيــــة الله Networ10
منتدى عشاق سوريا الأسد
عزيزي الزائر .. أهلا وسهلا بك في منتداك
انت غير مسجل لدينا
يرجى التسجيل .. لإعلامك بكل ماهو جديد ولمشاركتك معنا بآرائك

 نظريــة كـل شيــىء أو ماهيــــة الله Networ10
منتدى عشاق سوريا الأسد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى عشاق سوريا الأسد

إلى كل محبي الدكتور بشار الاسد
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» فضيحة:(أمريكا منعت مشروعنا بعائد 350 مليار دولارسنوياً!لمحور قناة السويس الذي قدمناه لمبارك!وعـمر! والسيسي!)( نتحدى أن يكذبنا أحد!)
 نظريــة كـل شيــىء أو ماهيــــة الله Icon_minitimeالأحد أغسطس 09, 2015 7:15 pm من طرف النائب محمد فريد زكريا

» بتوجيه من الرئيس الأسد.. العماد أيوب يزور قواتنا العاملة في المسطومة ومحيطها بريف إدلب
 نظريــة كـل شيــىء أو ماهيــــة الله Icon_minitimeالإثنين أبريل 13, 2015 3:28 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» «مُجتهد» يكشف السيناريو القادم لـ«عاصفة الحزم» .. ماذا قال؟!
 نظريــة كـل شيــىء أو ماهيــــة الله Icon_minitimeالإثنين أبريل 13, 2015 3:25 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» هل الحرب على اليمن هي البداية لتنفيذ مشروع امريكا لتقسيم السعودية ؟؟
 نظريــة كـل شيــىء أو ماهيــــة الله Icon_minitimeالإثنين أبريل 13, 2015 3:20 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» جبهات حماه تشتعل..
 نظريــة كـل شيــىء أو ماهيــــة الله Icon_minitimeالإثنين أبريل 13, 2015 3:15 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» آل سعود من عزكم في ذل اليمن إلى ذلكم في عز اليمن
 نظريــة كـل شيــىء أو ماهيــــة الله Icon_minitimeالإثنين أبريل 13, 2015 3:13 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» آلية لضبط الأفواه!!
 نظريــة كـل شيــىء أو ماهيــــة الله Icon_minitimeالإثنين أبريل 13, 2015 3:03 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» "شمس" آل سعود بدأت بـ "المغيب"؟!!
 نظريــة كـل شيــىء أو ماهيــــة الله Icon_minitimeالإثنين أبريل 13, 2015 3:01 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» «الخبر برس» تنشر كواليس محاولة انتقام السعودية من الجزائر
 نظريــة كـل شيــىء أو ماهيــــة الله Icon_minitimeالإثنين أبريل 13, 2015 2:57 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» هل تجبر السعودية بوتين على الرضوخ في نهاية المطاف؟
 نظريــة كـل شيــىء أو ماهيــــة الله Icon_minitimeالإثنين أبريل 13, 2015 2:53 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» التدخل السعودي في اليمن وتدخل إيران وحزب الله في سورية
 نظريــة كـل شيــىء أو ماهيــــة الله Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 4:29 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» مقالات المفكر العربي ناصر قنديل
 نظريــة كـل شيــىء أو ماهيــــة الله Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 4:28 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» نبيه البرجي: السلطان و حصانه الخشبي
 نظريــة كـل شيــىء أو ماهيــــة الله Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 4:22 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» بالتوازي مع الاتفاق الإطاري ادلب واليرموك بؤر إشغال .. والعين على دمشق
 نظريــة كـل شيــىء أو ماهيــــة الله Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 4:20 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» صراع الرايات الإرهابية في مخيم اليرموك.. «داعش» تحاول التمدد الى أطراف دمشق
 نظريــة كـل شيــىء أو ماهيــــة الله Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 4:08 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» السعودية حليفة «إسرائيل»
 نظريــة كـل شيــىء أو ماهيــــة الله Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 4:06 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» تصدع تحالف العدوان على اليمن * الغزو البري بين الخوف والرفض!
 نظريــة كـل شيــىء أو ماهيــــة الله Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 4:04 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» الإمام الخامنئي دام ظله: السعودية ستتلقى ضربة وسيمرغ أنفها بالتراب
 نظريــة كـل شيــىء أو ماهيــــة الله Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 3:59 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» أمين سر تحالف القوى الفلسطينية: مخيم اليرموك ذاهب باتجاه عمل عسكري تشارك فيه القوات السورية والفصائل لطرد داعش
 نظريــة كـل شيــىء أو ماهيــــة الله Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 3:58 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» تصريح مثير لأوباما.. هل أعطى الضوء الأخضر لشن «عدوان خليجي» على سوريا؟!
 نظريــة كـل شيــىء أو ماهيــــة الله Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 3:56 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» انتهاء الجولة الثانية من لقاء «موسكو 2» بالتوافق على ورقة البند الأول فقط
 نظريــة كـل شيــىء أو ماهيــــة الله Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 3:55 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» مفتي السعودية يخرج عن صمته ويرد على فتوى أكل لحم المرأة
 نظريــة كـل شيــىء أو ماهيــــة الله Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 3:53 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» ما صحة «الفرمان» الموجه لرعايا الملك سلمان من اللبنانيين؟! (خضر عواركة)
 نظريــة كـل شيــىء أو ماهيــــة الله Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 3:48 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» الخبر برس: سلاح الجو السوري يستهدف مقر «لواء براق الاسلام» بريف درعا ويقتل نائب «قائد» اللواء ومعه العشرات
 نظريــة كـل شيــىء أو ماهيــــة الله Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 3:45 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» قيادي تركي معارض يروي لـ«الخبر برس» قصة العلاقات الاسرائيلية مع المسلحين السوريين (الحلقة الثانية)
 نظريــة كـل شيــىء أو ماهيــــة الله Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 3:44 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

المواضيع الأكثر نشاطاً
مقالات المفكر العربي ناصر قنديل
صباحيات ناصر قنديل سلسلة يومية
مقالات وتقارير لمراسل قناة العالم الاعلامي حسين مرتضا
مقالات بقلم الكاتبة : دينيز نجم
اخطر وأقوى الفيديوآت لثورة فبرآير [ البحرين ]
متجدد: تغطية أحداث يوم الأحد 24 مارس 2013
مرحبا بكم في منتدى عشاق سوريا الاسد
خبر عاجل:اكتشاف مجرة جديدة فيها نجم واحد اسمه بشار الأسد
الحزن يعم سوريا بعد وفاة ولي العهد السعودي !!
أنباء عن استهداف رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي بانفجار في آخر أوتوستراد المزة بالقرب من المؤسسة العامة للاتصالات

 

  نظريــة كـل شيــىء أو ماهيــــة الله

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سعودية وعشقي سوريا
مراقبة عامة
مراقبة عامة



انثى
عدد المساهمات : 29420
تاريخ التسجيل : 17/05/2012

 نظريــة كـل شيــىء أو ماهيــــة الله Empty
مُساهمةموضوع: نظريــة كـل شيــىء أو ماهيــــة الله    نظريــة كـل شيــىء أو ماهيــــة الله Icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 25, 2013 3:11 am


نظريــة كـل شيــىء أو ماهيــــة الله



 نظريــة كـل شيــىء أو ماهيــــة الله Mepanorama241500
أحمد الشرقاوي
هذا ملخص لورقة كنت قدمتها في ندوة استدعيت لها في معهد ببروكسيل، نظمتها الكنيسة الكاثوليكية لمجموعة من الطلبة حول موضوع “الطريق إلى الله”، حيث ركزت مداخلة ممثل الكنيسة على ما أسماه بالأمراض المميتة للدين والعقل والبشرية بسبب الكراهية والتعصب والعنف التي تدمر صورة “الله”، وتتنافى مع طبيعته، في حين أن الله في المسيحية هو “محبة” و “جمال” و “رحمة”، وأن لا خلاص للإنسان إلا من خلال الكنيسة.
وكنت المسلم الوحيد الذي استدعاه المعهد لتقديم مداخلة للتعريف بماهية الله ذاتا وموضوعا من وجهة النظر االإسلامية، فاعتقدت في البداية أن الأمر يتعلق بحوار أكاديمي للتقريب بين الديانات، لكنني اكتشفت أن الهدف كان محاولة استعمالي كـ”أنموذج” لمثقف مسلم لا يختلف في فهمه للدين عن بقية المسلمين القادمين من وراء البحار، أو لنقل لإستغلالي كـ”مصداق” واقعي لما كان يعتزم ممثل الكنيسة تمريره من أفكار حول رقي العقيدة المسيحية وتخلف العقيدة الإسلامية مستندا في ذلك إلى ظاهرة التطرف وثقافة التكفير وما أنتجته من إرهاب إجتاح العالم وتحول إلى تهديد داهم.
الله بيـن العقــل و الإيمــان
عند إنتهائه من تقديم ورقته، سألني ممثل الكنيسة الكاثوليكية عن رأيي فيما جاء فيها، فقلت: بداية هناك خطأ في العنوان، ذلك أن “الطريق إلى الله” تفترض أن هناك مسافة بين نقطتين، الأولى يتواجد فيها الإنسان وهي نقطة الإنطلاق، والثانية يتواجد فيها الله وهي نقطة النهاية، وبالتالي، مثل هذا التصور يضع الإنسان في حيز مكاني والله في حيز آخر بعيد عن الإنسان، لأنه (أي التصور) يفترض وجود طريق وسيط بين الإثنين، وهذا وفق الإعتقاد الإسلامي هو عين الشرك بالمعنى الغليظ، لأننا كمؤمنين موحدين نعتقد أن لا وجود في الوجود لشيىء من خارج الله أو معه، فالعنوان الأصح يجب أن يكون “الطريق في الله” بدل “الطريق إلى الله” والفرق واضح بين الإثنين من حيث المعنى.

أما ما ورد في ورقة ممثل الكنيسة، فلا يختلف من وجهة نظري في شيىء عن الورقة التي قدمها بابا الكنيسة المستقيل ‘بنديكتوس السادس عشر’ سنة 2006 في الجامعة الألمانية التي كان يدرس فيها من قبل وحضرها حوالي 260 ألف شخص كانوا يستمعون إليه، حيث طالبهم بأن يقولوا “بأي إله يؤمنون”؟.. وأن يعلنوا عن إيمانهم بـ”وجهٍ لإلهٍ إنساني”. لأن ذلك وفق وجهة نظره، هو السبيل الوحيد للتحرّر من “الإلحاد المعاصر”.
وهنا مكمن المعضلة، لأن التركيز على قضية “الإلحاد المعاصر” معناه أن الكنيسة الكاثوليكية تعيش أزمة فقدان المؤمنين بها بأعداد مقلقة و وثيرة سريعة، بدليل أن الإحصائيات الرسمية، تؤكد أن بلجيكا أصبحت عاصمة الإلحاد في أوروبا، وأن بلدا تقليديا كإسبانيا مثلا تدنى عدد أتباع الكنيسة فيه من 75% إلى 25 % فقط وفق أرقام رسمية نشرتها الحكومة الإسبانية.
هذا علما أن مراكز دراسات كنسية أمريكية تتحدث عن أن عدد المسلمين فاق اليوم عدد المسيحيين في العالم بما قدره 300 مليون مسلم، وأن الإسلام أصبح اليوم هو ثاني ديانة في أمريكيا بعد أن كان في المرتبة الثالثة، وأن العديد من الغربيين سواء في أمريكا أو أوروبا يعتنقون الإسلام كل جمعة في المساجد بأعداد متزايدة، الأمر الذي أصبح يشكل ظاهرة مقلقة للكنيسة و المخابرات الغربية معا.
وبالتالي، تعتبر محاولة استغلال ظاهرة “الإرهاب الوهابي” لتخويف المجتمعات الغربية من الإسلام، كما تفعل الإدارة الأمريكية بالتواطىء مع الحركة الصهيونية العالمية والنظام السعودي لتشويه صورة الإسلام وتقديم معتنقيه من خلال الإعلام في صورة وحوش همجية، هي معركة خاسرة لأنها موجهة ضد الله ونوره الذي يأبى إلا أن يتمه على العالمين.
وإذا كانت الكنيسة تعتقد أن “الإيمان” لا يتنافى مع “العقل” في المفهوم المسيحي، فهذا خطأ فظيع في الفهم ومقارنة ما لا يقارن، لأن “الإيمان” وفق المفهوم الإسلامي هو من مجال “القلب” لا “العقل” ومصداقه العمل الصالح ويستحيل إثباته بجدلية المنطق.
أما استغلال ظاهرة “الإرهاب” وتطرف بعد الجماعات التكفيرية في تعميم الحكم على تصرفات المسلمين كافة، وإتهام الدين بما ليس فيه، فهذا لعمري يفتقر إلى الموضوعية ومنطق “العقل” الذي تقول الكنيسة أنها تْعلي من شأنه إلى مرتبة الإيمان، وذلك نظرا للفرق القائم بين الشيىء ومفهومه، بين الدين والفهم الديني، لأن الدين حقيقة إلهية مطلقة، في حين أن الفهم الديني هو نسبي باعتباره إجتهادا بشريا قد يصيب صاحبه وقد يخطأ، وقد يتطاول على مجال الدين بعض الإنتهازيين فيحوّروا معناه خدمة لأهداف سياسية لا علاقة لها بالدين، حصل هذا حتى مع المسيحية، بدليل انك تجد في الأناجيل الأربعة الموجودة اليوم، تعاريف مختلفة لـ”المسيح” (ع)، منها من يعتبره “الله” بلحمه وشحمه، ومنها من يعتبره “إبن الله”، ومنها من يعتبره “ابن الإنسان”، ومنها من يعتبره “كلمة الله وروحه”، في حين يعتبره القرآن كلمة الله وروحه نفخها جبريل عليه السلام في مريم العذراء فولدت الإنسان الرسول الذي يأكل الطعام ويمشي في الأسواق، مثله مثل بقية الرسل الذين اصطفاهم الله لإيصال كلمته إلى عباده.
والكائن الذي تروج له الكنيسة بوجه لـ”إله إنساني”، هو عبارة عن أقنوم لا علاقة له بالإنجيل الحقيقي، بل بأسطورة إغريقية قديمة لمسرحية يلعب فيها رجل واحد أدوار ثلاث شخصيات من خلال ثلاث أقنعة يضعها على وجهه.. وهذا هو مصدر التثليث عند الكنيسة، وبالتالي لا علاقة له بـ”الله” الواحد الأحد الذي جاء المسيح عيسى بن مريم عليه السلام ليبشر بملكوته و رحمته.
نظـــرية كــل شيـــىء
وهنا حاول ممثل الكنيسة إحراجي من خلال السؤال التالي: – أنت كمسلم، كيف يمكنك أن تؤمن إيمان اليقين بإله لا تعرف ماهيته وحقيقة كنهه، من دون إستعمال العقل ما دمت تقول أن الإيمان ليس من مجال العقل؟

قلت.. “الطريق في الله” التي تعني رحلة المعرفة في رحاب الله هي بعدد أنفاس الخلائق، ولم يخلق الله انسانا مشابها لإنسان آخر لا قديما ولا حديثا، وكل يبحث عن الله بتجربته الخاصة.. هذا من جهة، أما الله الذي تسألني عنه فهو نفس الاله الذي خلقني وخلقك وخلق هذا العالم، وبالتالي أنا لا أعبد إلها غير الذي يعبده الناس في كل مكان، إنه رب العالمين جميعا، قديما وحديثا، بدليل ما أكتشفه علماء الإنتربلوجيا على هرم في هيكل “ايزيس” بجهة “صا الحجر” من أعمال مصر الفرعونية القديمة، حيث عثر على نقش قديم يقول:
“أنا كل شيء كان.. وكل شيء كائن.. وكل شيء سيكون.. ومحال على من يفنى أن يزيل النقاب الذي تنقب به من لا يفنى”.
وهذا تعريف دقيق لله منذ الأزل وإلى الأبد، ويتساوق بشكل تام مع تعريف الله في كل الكتب السماوية بما في ذلك القرآن، كما وتؤكده النتائج العلمية الأولية لما أصبح يعرف اليوم بـ”نظرية كل شيىء” أو (The theory of every thing).
حيث يعكف العلماء اليوم على إيجاد نظرية واحدة تفسر جميع الظواهر الكونية، وتجمع بين النظرية النسبية التي وضعها ‘آينشتاين’، والتي فسر بها الظواهر المتعلقة بسلوكية الأجسام الكبيرة الحجم كالكواكب والنجوم والمجرات، ونظرية الكم التي تفسر الظواهر المتعلقة بالأجسام متناهية الصغر كالدرّة ومكوناتها والفوتون وما إلى ذلك… والذي دفعهم إلى هذا السعي، هو وجود ظواهر سلوكية مشتركة بين هذين النوعين من الأجسام المختلفة، وتطبيقها المشترك لبعض القوانين الفيزيائيه.
والأساس الذي بنوا عليه سعيهم هذا، هو قول ‘أينشتاين’ في أواخر أيامه: “ما دام الخالق واحد وهو الله فيجب أن تكون القوانين الحاكمة لمسيرة هذا الكون واحدة، أو تقع ضمن دستور وهيكلية قانونيه واحدة”. ويعتقد العلماء أن جمع الظواهر كلها تحت نظرية واحدة تفسرها يستوجب التخلي عن المفهوم الحالي السائد لدينا عن طبيعة تركيب المادة التي تشكل هذا الكون بجميع موجوداته، والقائلة: “إن المادة مكونة من ذرات، والذرات من إلكترونات وبروتونات ونيوترونات وما إلى ذلك من جسيمات”.
والتوحيد المطلوب، يْوجب الافتراض بأن المكون لهذه المادة هي مجرد حلقات من الطاقة (النور)، وهي المسؤولة عن احساساتنا التي تدفعنا، أو دفعتنا لنتخيل بأنها جسيمات لها كتلة وحجم.. سيما وأن النظرية النسبية قالت بأن الحجم والكتلة، ما هي إلا مقادير نسبية تعتمد على المكان الذي قدرت فيه، لأن الكون جميعه في حالة حركة مستمرة ولا نهائية… وعليه، لا تكون تلك المقادير ثابتة لعدم ثبات المكان، وأن الثابت الوحيد هو سرعة الضوء (النور)، والتي حين يبلغها الجسيم في حركته تنتفي عنه الخصائص التي تخص الأجسام والجسيمات، لأنه يتحول عندها إلى طاقة (نور).
لذلك فان المادة تتحول إلى طاقة والطاقة تتحول من شكل إلى شكل آخر.. وهكذا إلى ما لا نهاية… لكنها لا تفنى أبدا، وهذا هو معنى قوله تعالى: (يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويحيي الارض بعد موتها وكذلك تخرجون)، أي أنها لا تخرج من الوجود إلى العدم فتفنى ولا تعود موجودة، وباتالي تخضع هذه العملية إلى قانون واحد صارم لا يتبدل ولا يتغير بالنسبة لكل ما خلق الله من الأجرام الكبيرة إلى الذرة الصغيرة، والقول بوجود “الفناء” يعتبر كفرا في العقيدة الإسلامية، والعلم اليوم أكد أن المادة عندما توضع في يد الفيزيائي في المختبر، تتحول إلى مليارات الجزيئات لدرجة تستحيل على الرؤية المجهرية بالنانوتكنولوجي، لكنها لا تفنى بالمطلق، بل تتحول إلى طبيعة أخرى.
وعلى هذا المنوال، يستعمل القرآن مثال الحبة اليابسة التي تبدو ميتة فيخرج منها الزرع أو الشجرة والفروع والأغصان والأوراق والأزهار والفاكهة وحب الرمان متشابه وغير متشابه.. للدلالة على الوحدة التي تعطي الكثرة، والكثرة التي تفيد الوحدة. وفي نفس السياق كذلك، ورد في الأثر حكاية جميلة، حدثت مع الإمام الشافعي رحمه الله. ففي أحد الأيام، سأله أناس عن دليل وجود الله، فقال لهم: دليل وجوده يكمن في ورقة التوت. استغرب القوم الجواب، فطالبوه بتوضيح الأمر، فقال الإمام: “ألا تعلمون بأن دودة القز إذا أكلت ورقة التوت تنتج حريرا ناعما، والنحلة عسلا لذيذا، والضبي مسكا طيبا؟ قالوا بلي. قال: فمن وحد الطعم و عدد المخارج؟ قالوا: الآن فهمنا أنه الله سبحانه”. وهذا هو معنى تحول نفس المادة من شكل إلى آخر من دون أن تفنى.
ماهيـــة الله فــي القــــــرآن
قال: هل تستطيع وضعنا في صورة الله الذي تتحدث عنه؟.. قلت نعم. الله الذي أتحدث عنه يراني بأعينك ويراك بأعيني ويرانا ويرى كل ما حولنا من حيث ندري ولا ندري. قال: لم أفهم، أوضح ما تعنيه.. قلت: الله نور السماوات والأرض.. فإذا استطعت أن ترى النور فسترى الله، وإذا عرفت ما النور، فستعرف الله، لكنك حتما تعلم أن النور موجود يدرك الأبصار من دون أن تدركه الأبصار، والله يقول (وهو الذي يدرك الأبصار ولا تدركه الأبصار)، بمعنى أن النور لا يْرى (لا يْدرك) لكننا لا نستطيع أن نرى من دونه، لأنه هو من يْدرك الأبصار فترى من خلاله الموجودات، وتعلم كذلك أن النور هو طاقة، والطاقة تتحول إلى مادة والمادة تذوب إلى ما لا نهاية ولا تفنى بالمطلق، بل تتحول بدورها إلى طاقة، وهكذ إلى ما لا نهاية… لأن الله كل يوم في خلق جديد وكل يوم هو في شأن. خذ مثلا الجسد “المستودع” بلغة القرآن، فعندما تغادره الروح (نور الله) يتحول إلى أصله الذي أنبثه الله منه، أي إلى تراب، ثم مواد عضوية تمتصها الأرض فتحولها إلى مواد أخرى، فلا يبقى منه شيىء على حاله الأول لكنه يتحول إلى مواد ذات طبيعة مختلفة تخضع لصيرورة التحول إلى ما لا نهاية.

ما أتحدث عنه هنا قبل أن يؤكده العلم اليوم كان موجودا في كتاب الله بوضوح تام، أي في كلماته، ذلك أنك عندما تتدبر خلق السماوات والأرض وتقرأ القرآن مثلا، فإن نور الله يغمر قلبك فتشعر بإحساس غريب ينتابك، وأحاسيس جديدة وغير معهودة تتملك وجدانك ويتفاعل معها قلبك وعقلك، ومعنى ذلك أنك بخشوعك وتقربك ومتابرتك تبدأ في تلقي الوحي عن ربك، لأنك أنت من تقرأ كلامه نيابة عنه فتدخل في إتصال مباشر مع الله من دون واسطة، فيقذف في روعك ما يشاء ويفتح لك من أبواب المعرفة ما يريد لأن بين العبد وربه إتصال وتواصل دائم ومباشر. وفي هذا الصدد، العديد ممن تعتبرهم الكنيسة ملحدين هم ليسوا كذلك، لأنهم يؤمنون بالله لكنهم يرفضون أن يكون الإتصال به عبر وسيط، وهذه هي الرهبنة التي يرفضها الإسلام.
أما كيف يتم ذلك؟.. فالأمر بسيط، إنه تفاعل النور مع خالقه الذي هو نور الأنوار ومصدر كل الأنوار. فعقلك مثلا يعمل بطاقة عبارة عن موجات ‘كهركيميائية’ من نور، لأن الحياة نور، والروح التي نفخها الله فيك هي نور، والملائكة كائنات من نور، وحين خلق الله الانسان من طين نفخ فيه من نور روحه في عالم الذر والأنوار العلوية، وبعد الموت تترك الروح جسمك المظلم الذي هو عبارة عن “مستودع” كما يصفه الله في القرآن، وترحل روحك إلى السماء لتعود إلى النور الأول الذي صدرت عنه.. ولنبينا دعاء جميل يقول: “اللهم اجعلني نورا” ليرى الأشياء كما هي على حقيقتها لا كما تبدو للعيان. وعندما عاد الرسول (ص) من معراجه إلى السماء، سألت زوجته عائشة (ر) إن كان محمد قد رأى ربه فأجابت: (نور أنى يراه)، ومعراج الرسول (ص) كان بالروح لا بالجسد الذي ظل بجانب زوجته الكريمة هامدا، لأن الجسد غير مؤهل لرحلة خارقة بسرعة النور في السماء.
وعندما سأل اليهود الرسول (ص) عن الروح، نزل الوحي يقول: (ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا) الإسراء: 85. والعلم القليل الذي يتحدث عنه القرآن هنا هو مقدار ما يعرفه العلم عن “النور” ويستحيل حاضرا ومستقبلا أن يكشف الحجاب عن حقيقة النور الأول ومصدر كل الأنوار الذي هو من أمر الله وحده دون سواه، وإلا لإستطاع الإنسان خلق الحياة، وهذا مستحيل.
الله عنــد المجسمــــــة
قال: لكن المسلمين يعتبرون أن لله يد وساق وما إلى ذلك من الأعضاء البشرية، وهذا مذكور في القرآن… قلت: صحيح، لكنه ورد فقط من باب تبسيط المعني وتقريب الفهم العام للناس بسطاء العقول ومحدودي الفهم، وذلك بواسطة أدوات اللغة من تشبيه ومجاز وخلافه، وقد أشار الله في بعض آياته إلى أسماء بعض الأعضاء الجسدية التي تحيل على مفهوم الذات.. منها مثلا: (خلقت بيدي) أو (يد الله فوق أيديهم) أو (يوم يكشف عن ساق) أو (هو السميع البصير) وغيرها… وهي صفات كلها ترتبط بوجود “الذات” من دون أن تفصح عن طبيعتها الحقيقية. ودفعا لكل إلتباس في الفهم، يؤكد الله حقيقة نهائية مفادها أن (ليس كمثله شيء) وبالتالي، لا يمكن أن يشبه البشر في شيىء، والنور هو الوحيد الذي لا يشبه شيئا آخر في الوجود. وهو ما يعني صراحة، أن البحث من خلال آليات العقل التي تعتمد القياس والمقارنة في تعريف الأشياء، لم تنجح إلي اليوم في تحديد ماهيته، على الأقل من ناحية الذات المجردة والمنزهة (الله المطلق)، في حين أبدعت في الأوصاف التي لها علاقة بطبيعته من ناحية الموضوع (الألوهية الفاعلة من خلال الأسماء والصفات).

ولعل سبب ذلك يعود إلى أن العقل الذي يشتغل بالاعتماد على مخزون الذاكرة، لا يمتلك “مصداق واقعي”، أي نظير من صورة تشبه الله للقياس عليها.. وأن هذا العقل قد حلّق بعيدا للبحث عنه في مجاهيل ما وراء الطبيعة كما فعل عبثا الفلاسفة، في حين أنه تعالى موجود في الطبيعة، أي أنه معنا في كل مكان: (هو معكم أينما كنتم)، بل وأقرب إلينا مما قد نتصور: (انه أقرب إليكم من حبل الوريد)، وفي آية أخري: (وفي أنفسكم أفلا تبصرون) وهذه كلها معاني لطيفة ودقيقة تحيل على النور.
وبالتالي، فلا شيء موجود فيما سمّته الفلسفة قديما بما وراء الطبيعة، إلا غباء الإنسان الذي ليس له حدود بتعبير آينشتاين. هذا الكلام يعني أنه يستحيل البحث عن الله في عوالم المطلق فقط، من دون النظر إلى اللامطلق في نفس الوقت، أي إلى الإنسان الذي هو نسخة مختصرة ومْصغّرة من العالم الكبير الذي هو الكون، لأنه تبث علميا اليوم أن ما من مادة خلقها الله في هذا العالم إلا وموجودة في ذات الإنسان.
لكن هذا، لا يعني أن الله تعالى هو عبارة عن كائن هلامي بلا ماهية.. مثل هذا القول لا يمكن تصوره ولو من باب الافتراض، لأن الحقيقة بالمحصلة، هي أننا لم نبحث عن الله في العالم وفي أنفسنا بالرغم من تنبيهه لنا بقوله: (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم انه الحق) فصلت: 53. والحق إسم من أسماء الله الحسنى، الأمر الذي أكده مبعوثه الأمين محمد (ص) وحث عليه بقوله: “من عرف نفسه فقد عرف ربه”، وهذا منتهى البلاغة في الإشارة إلى سر الأسرار أو اللغز الخفي الكامن وراء كل شيىء، والذي يفسر ثلاثية “الله – الإنسان – العالم”، من حيث أن الإنسان هو الوسيط “الوظيفي” لا “الوجودي” بين الله والعالم، بمعنى أن الله خلق الإنسان خليفة له (أداة) ليقوم مقامه ونيابة عنه فيما كلفه به من مهام في الأرض وفق علمه وإرادته التي لا يستطيع الإنسان تجاوزهما بمحض إختياره ومن منطلق حريته وإلا لأصبح الإنسان أقوى من الله سبحانه، وهذا أمر مستحيل.
الله بيـن التجريـــــد والتجسيــــــم
لا خلاف بين المؤمنين قديما وحديثا في أن الله هو الكمال المطلق في ذاته وصفاته، إنما الخلاف في مفاهيم الناس عن طبيعة هذا الإله الخالق المْدبّر، وهي مفاهيم ناجمة عن تعدد مذاهب الرأي ومستويات الفهم التي حاولت تقريب صورة هذا المقام العلي لأذهان العامة. ولذلك نجد تاريخ الديانات عموما، يحفل بالخرافات والأساطير عن عدد لا يحصى ولا يعد من الآلهة التي سكنت في قلوب الناس، وعششت في عقولهم بصور كثيرة مختلفة.

وأنت لو سألت مؤمنا اليوم عن تصوره الخاص لـ”الله” لما استطاع وصفه.. وقد يقول لك عاقل أنه لا يْدرك، ومن لا يْدرك لا يْوصف.. وهذا كلام صحيح نظريا، مْسلّم به عقليا.. لكن العامة من المسلمين اليوم، يعتقدون جازمين بأن لله جسد وصورة، وأنه يمكن رؤيته يوم القيامة.. وهو اعتقاد ناجم عن تأويل فقهاء الرسوم لبعض الآيات القرآنية التي توهم الجسدية من ناحية المعني الظاهر للفظ. ولعل أصل الإشكال، يكمن في عدم تقبل العقل البدائي المتكلس الذي يرفض التطور، عبادة اله لا يخضع للتصور.
وبذلك، فمجرد تخيل شكل هذا الإله، هو محاولة لتحديد ما لا يحد والإحاطة بما لا بداية ولا نهاية له، أي الإحاطة بالوجود بمعناه الفلسفي أو النور الموازي له بمعناه الديني (الله نور السماوات والأرض) كما يقول تعالى عن نفسه في سورة النور آية: 35، لأنه لم يرد في القرآن الكريم مصطلح “الوجود”، في حين ترددت كلمة “وجد” بأوجهها المختلفة في كثير من الآيات، وهي في مجملها تفيد معنى: أصابه وأدركه وظفر به وعثر عليه، أو بمعنى العلم، فتكون من أفعال القلوب، كقولك: “وجدت كلامك صادقا”.
والمشكلة كما تبدو من ناحية تاريخية، هي أن الآلهة المجسدة تقوم على جذور عميقة في النفس الإنسانية، وذلك لأن الانسان مفطور على أن يْلبس المعاني والأخيلة لبوس الواقع المحسوس، كي يجد فيها تصورا يعيش فيه، ويتجاوب معه. وأنه مهما حاول المرء أن يجعل الإله فكرة خالصة مجردة، فلن يستطيع أن يحمل ذهنه على الإمساك بهذه الفكرة طويلا.. إنها سرعان ما تزدحم عليها الخواطر والصور المجسدة، التي تحاول أن تزيحها عن مكانها، أو تختلط بها في غير توافق أو نظام. غير أنه كلما تخفف الانسان من كثافة المادة، صفت نفسه، ورقّت مشاعره، وكان لذلك أثره – عند المؤمنين بالله – في تغليب التجريد على التجسيم، وفي لفظ كل صورة يْلقي بها الخاطر أو الوهم في تفكير الانسان، مجسدة لله، أو محددة له.
وهذا ما يوضح بشكل جلي الفرق بين المجسمة من أهل الظاهر، أهل النقل و التقليد، وبين الفلاسفة والصوفية عموما لرفضهم تجسيد فكرة الله تعالى، بسبب اختلاف مستويات الفهم وتفاوت نسب المعرفة بين أهل النقل وأهل العقل وأهل العرفان.. أو أهل البيان وأهل البرهان وأهل العرفان وفق التصنيف الذي استند إليه د. محمد عابد الجابري في مشروعه الفكري (بْنية العقل العربي).
الله عنـــد اليهــــــود
وليس غريبا أن يتشابه موقف المجسمة من أهل النقل مع موقف بنو إسرائيل الذين كانوا أول من جسد فكرة الإله، وطلبوا رؤيته ذاتا مجسدة للعيان. ويذكر “ول ديورانت” في كتابه (قصة الحضارة: 2/240) ما مفاده: “لم يكن للأمم القديمة اله آدمي في كل شيء كإله اليهود”، والمسيحية تأثرت في هذا الأمر بالثقافة اليهودية عندما ألّهت المسيح عيسى بن مريم عليه السلام.

ولعل قصة السامري وأتباعه مع “العجل” في عهد موسى أكبر دليل على ما نقول، بل حتى موسى عليه السلام طلب رؤية الله ليطمئن قلبه، وعندما تجلى الله للجبل جعله دكا، فصعق موسى، وهذا معناه أن ما تجلى للجبل هو نور يفوق قوة الصاعقة التي حولته من صخر إلى تراب، هذا علما أن موسى عليه السلام لما صعد إلأى قمة الجبل تلقى الألواه “الوصايا العشر” محفورة على لوح من حجر بقوة النور.
وعليه، فليس غريبا والحالة هذه أن نجد بعض الأثر من اعتقاد اليهود عند بعض المجسمة من المسلمين وخاصة السلفية والوهابية اليوم الذين لا يتدبرون القرآن، تماما كما كان الحال كذلك مع بعض الفقهاء والمفسرين قديما الذين استغاثوا بتراث بنو إسرائيل في تفسير كلام الله بكل عجيب وغريب ما أنزل الله به من سلطان. ومنهم من يدعي أن الله سيْرى يوم القيامة، هذا في الوقت الذي يؤكد القرآن استحالة ذلك من خلال قوله في سوة البقرة: (هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الأمر وإلى الله ترجع الأمور) 210. و “ظْلل من الغمام” جائت هنا بمثابة حجاب لما يستحيل أن يرى بالعين المجردة، علما أن الله منزه عن الذهاب والإياب بمعنى الإنتقال من مكان إلى آخر لأنه هو الوجود كله من عرشه إلى فرشه كما سبق القول وبالتالي، لا يقبل التحيز في المكان، كما وأن ليس لـ”الوجود” في القرآن من ذكر بالمعنى الإصطراحي الفلسفي سوى “النور” الذي هو سر الوجود لتقريب المعنى إلى الأذهان.
الأحديــــــة تْلغيــــــك
والحل الوحيد والبسيط للخروج من هذا المأزق الذي افتعله المجسمة اقتداء بسنة اليهود، يكمن في عدم محاولة تخيل ما لا صورة له. أما البديل الطبيعي الممكن لذلك، فهو الاقتصار على محاولة فهم أسمائه الحسنى الفاعلة في العالم وفق الحاجة إليها في كل مرة يتجه العبد فيها إلى ربه.. وهذه الأسماء، هي أسماء الألوهية التي تمثل كل أبعاد تجلي الاسم الأعظم الذي لا يدرك، أي الله نور السماوات والأرض ومصدر كل الأنوار التي تمثل سر الخلق.

ذلك، لأن لا أحد يستطيع أن يعبد الله في أحديته، وكل إنسان يتجه فقط إلى إسم من أسمائه وفق الحاجة والضرورة.. فالمريض مثلا يتجه لإسمه الشافي، والفقير لإسمه الغني، والمذنب لإسمه الثواب، والضعيف لإسمه القوي، والمحتاج لإسمه الرزاق… وهكذا، إلى آخر الأسماء مما نعلم ولا نعلم… لكن، لا أحد يستطيع أن يتجه إلى الله بكل أسمائه وصفاته، لأن الأحدية تلغيه كما يقول ابن عربي في “الرسالة الوجودية”.
الله مـن الوجــــود إلـى المعرفــــة
إن الذين كانوا يعبدون الآلهة مجسدة في الصور الحسية قديما، لم يكونوا يفرقون بين الصورة والفكرة، بين الذات والموضوع. فالصورة الحسية كانت بالنسبة لهم ضرورة عن طريقها تتحقق المعرفة، وبعد ذلك طْرح الله كفكرة قائمة وراء الوجود من قبل الفلاسفة، لا تْري ولا تْحس وتْدبّر هذا الوجود من وراء الطبيعة. وهو ما عرف في الفلسفة بـ”الميتافيزيقا” أو “ما وراء الطبيعة”.

وبعد تطور الأفكار، تحول اهتمام الفلسفة من “الوجود” الذي لا يدرك إلى “المعرفة” باعتبارها الغاية من وجود الانسان، والسبيل الوحيد لإدراك الحقيقة العليا.. حينها، اكتشف الفلاسفة بفضل العرفان (الغنوص)، أن الله لا يوجد وراء الطبيعة كما كانوا يعتقدون بل هو الطبيعة نفسها، أي “الوجود”، وأن لا موجود في هذا الوجود إلا الله واجب الوجود من دون شرط شىء على الإطلاق.. وأنه هو الخالق والمدبر والفاعل في هذا العالم من دون علة ومعلول، ومن دون سبب ونتيجة كما كان يعتقد المناطقة وأصحاب الكلام في التاريخ الإسلامي.. وهذه هي نظرية كل شيء التي يشتغل عليها العلم الحديث اليوم.
أما فيما أثير ولا يزال يثار من نقاش حول اعتقاد بعض المجسمة المقلدين، الذين يأخذون علمهم من ثقافة القبور، ويظنون أن لله جسما له شكل وصورة، فأحسن ما يمكن التذكير به في هذا المقام هو قول الفيلسوف اليوناني (أكسانوفان): “لو فكر البقر، لجعل الآلهة على شاكلته” (معاني الفلسفة: 11).
مـــــن نحـــــــــن..؟
قال: إذا كان الله هو كما تقول، أي “نور” فمن نحن إذن..؟ قلت: مجرد تجليات لرؤية الله للكون، نحن لا وجود لنا وكل ما تراه من وجود وموجودات هي عين الله، وبالتالي فلا وجود لشيىء مع الله أو خارجه، فقط الله هو الموجود بالضرورة من دون شرط شيىء، وهذا هو مفهوم “لا اله إلا الله”.. وللمزيد من التوضيح، فالله هو الوجود كله من عرشه إلى فرشه، وهو ليس موجود خارج الكون أو مستقل عنه وإلا لكان هناك شيىء اسمه الكون له وجود مستقل عن الله وهذا هو عين الشرك بالمفهوم الغليظ أيضا.

وإذا قلت أن الله خلق الكون تكون على صواب لكن من أين خلقه؟.. هل يتصور أن يخلقه من شيىء خارج عنه (مادة)، فإذا كان الأمر كذلك فمعناه أن هذا الشيىء الذي خلق به الله الكون كان موجودا من خارجه، وهذا شرك أيضا لأن لا شيىء موجود في الوجود من خارج الوجود نفسه الذي هو الله.. وبالتالي فالنور هو عين الوجود وإذا عرفت ما النور ستعرف ما الوجود، والعلم اليوم يؤكد أن الطاقة (النور) هي من أوجدت المادة وهي من تحولها إلى ما لا نهاية من طبيعة إلى أخرى، وهذا هو معنى أن الله كل يوم في خلق جديد، وبالتالي فلا شيىء موجود خارج الله أو معه، وهذا هو معنى “لا إله إلا الله” كما سبق القول.
أما من نحن؟ فأقول: نحن أدوات خلقها الله وسخّرها لتحقيق رؤيته في الوجود، أي لنفاذ أمره بواسطة أسمائه وصفاته الفاعلة في كل شيىء، وهي نفس الصفات التي تجدها في الانسان لكن بشكل محدود بينما هي في الله بشكل مطلق، باستثناء الإسم الأعظم الذي هو “النور” حيث ورد فقط كإسم في القرآن ولم يرد كصفة، لذلك فهو من اختصاص الله. والانسان هو المخلوق الوحيد الذي وهبه الله الخيال بخلاف الملائكة، والكون كما الخيال لا حدود لهما، وبالخيال وصل الانسان لما وصل إليه مما يعلم بعد أن علمه الله الأسماء كلها وعلمه ما لا تعلمه حتى الملائكة.
الإنسان بحكم طبيعة مهمته في تجربته الأرضية، إنما ينوب عن الله وفق الأمر التكويني الذي هو بـ”كن” والذي لا يمكن أن يتجاوزه، أما الأمر التكليفي الذي هو بواسطة الملائكة أو الرسل (كالعبادات والأوامر والنواهي)، فهو الأمر الذي للإنسان الخيار في أن يطيعه أو يعصيه، لكنه لا يغير من مشيئة الله شيئا ولا يأثر في إرادته، والأمران (التكويني و التكليفي) هما اللذان ينيطان بالإنسان خلافة الله في العالم، والقيام مقامه فيما يشاء سبحانه: (وما تشاءون إلا أن يشاء الله)، من دون أن يكون للإنسان الخيار في ذلك بعد أن شهد على نفسه بالعبودية لله في عالم الذر والأنوار العلوية كما تؤكد ذلك آية الميثاق(وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ) الأعراف: 172، وقبل طوعا بحمل الأمانة (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا) الأحزاب: 72. وعلى أساس “الميثاق” و “الأمانة” قبل طوعا لا كرها بخوض تجربة الشوق والمعاناة الأرضية قبل أن تنزل روحه من عليائها إلى المستودع الأرضي الذي هو الجسد.
ومن طبيعة الخلافة أن يقوم المستخلف بحكم مشيئة الله القاهرة، وبحكم أنه (أي الإنسان) بكيانه الجامع (ذات وروح ونفس)، لا يتمتع بوجود مستقل عن الله تعالى أو معه سبحانه، يجعله في موقع القبول أو الرفض من منطلق الحياة، والعلم، والقدرة، واستقلال الإرادة، ما دام الله هو مصدر الحياة، والعلم علمه، والقدرة قدرته، والإرادة إرادته، كما أن الأفعال هو خالقها بالمحصلة، بدليل قوله تعالى: (والله خلقكم وما تعملون) الصافات: 96. لكن للإنسان كسب تبعات أعماله وأفعاله ويستطيع من خلال مجال حريته المحدود الإمتثال للأموار أو عصيانها، لأنها تتعلق بالأمر “التكليفي” الذي هو بواسطة، كمقتضيات العبادة وعمل الخير أو الشر وما إلى ذلك.
هذا الكلام معناه أن لا شيء يمكن أن يتم في هذا العالم من خارج “الإرادة الإلهية” و “العلم الإلهي” معا، وأن الإنسان لا يستطيع خلق شيء من عدم أو أن يتصرف ضدا في إرادة الله وعلمه، بما في ذلك أفعاله خيرا كانت أم شرا لقوله (ونبلوكم بالشر والخير فتنة والينا ترجعون) الأنبياء: 35. وبذلك، يكون كل فعل إنساني من خلق الله تعالى، أما اكتسابه فيكون للعبد، بمعنى: أن الإنسان هو الذي يحول فعل الله كالحركة مثلا إلى طاعة أو إلى معصية. أي أن الإنسان لا يخلق فعله من عدم، إنما يكتسبه فقط، بدليل أن عيسي بن مريم عليه السلام لم يخلق صورة الطير بمحض إرادته من لا شيء، بل خلقها من طين أوجده الله، وقدرها على مثال سابق معروف هو هيأة الطير التي هي في الأصل من خلق الله، وأنه لم يفعل ما فعل إلا بإذن الله و علمه وإرادته.
الخطيئـة و نظريـة “التبديــل” القرآنيـة
يؤمن المسيحيون أن الخطيئة الأصلية التي ارتكبها آدم هي من طبيعة البشر يتوارثونها جيل بعد جيل حتى اليوم. أما القرآن فلا يْحمّل الإنسان تبعات خطيئة غيره من باب العدل، بدليل أن كل نفس بما كسبت رهينة، وأن لكل أمة ما كسبت وعليها ما اكتسبت ولا تسألون عما كانو يفعلون، هذا علما أن الله سبق وأن تاب على ‘آدم’ بعد أن دعى الله بكلمات أوحاه إليه.

ويعتبر الإسلام أن جميع “الأفعال” هي خير في ذاتها ولا توصف بالشر إلا عرضيا، وأن الرحمة الإلهية أوجدت جميع الأشياء في صور أعيانها الثابتة قبل أن يوجد تمييز بين خير وشر أو طاعة ومعصية. هذا الكلام يعني أن المعصية خطيئة كانت أو ذنبا، هي كمثل “وسخ” علق يثوب أبيض يزول بالغسل فيعود لطبيعته البيضاء الناصعة الطاهرة.
أما كيف ذلك؟ فمن خلال النظرية القرآنية التي تعرف بـ “التبديل الإلهي”. والتبديل عبارة عن إبدال الله سيئات قوم حسنات. وسر هذا “التبديل” يكمن في “التوبة”. والتوبة كأنها إكسير عجيب يقلب صورة الفعل وصفته. فالفعل بذاته خير، ولا يوصف بالشر إلا عرضيا و بالتوبة يزيل عنه الله صفة الشر ويكسوه كسوة الرضى التي تزيد في جماله فيفوق الفعل الحسن نفسه، يقول تعالى في هذا الصدد: (إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما) الفرقان: 70.
وفي الأثر دعاء للرسول (ص) يقول فيه: “اللهم بدل سيئاتي حسنات واغسل ذنوبي كما يغسل الثوب الأبيض من الدنس بالماء والثلج والبرد”، وهو ما يؤكد بأن الذنوب والسيئات إنما هي أوساخ عارضة، تغسلها التوبة وتتحول إلى حسنات بالمغفرة، والله يضاعف لمن يشاء بغير حساب، لأن الرحمة الإلهية وسعت كل شيء، من دون استثناء بدليل قوله تعالى: (ووسعت رحمتي كل شيىء). والعبد لا يدخل الجنة بعبادته وأعماله بل فقط برحمة الله تعالى، وهنا سر عظيم لا يسع المجال لتفصيل القول فيه لما يتطلب من وقت.
فــي معنـــى الخلــــــود
قال: وما السبيل في رأيك لتغيير ممارسات المسلمين لتتطابق مع تعاليم الدين التي تحث على الأخلاق من تسامح ومحبة ورحمة.. قلت: التعليم.. السر يكمن في التعليم، لكن بعد أن تتم مراجعة الفهم الديني السائد وتطوير ثقافة دينية جديدة تواكب العصر حتى لا يظل المسلم مشدودا إلى الماضي كالمسحور، لأن الله كل يوم هو في خلق جديد وكل يوم هو في شأن، فلماذا نْصرّْْ على العودة إلى الماضي السحيق والله خلقنا لتجسيد رؤيته في المدى اللامتناهي بمفهوم الزمن الكوني العمودي الذي تمثله الحركة الدائرية الدائمة حول نقطة المركز.. ولو قدر لكائن أن يصعد إلى قبة الكون كما قال ‘أنشتاين’، لاكتشف أن لا وجود للزمن بالمفهوم الأفقي كما يبدو لنا حيث نحن، وهذا أمر مستحيل لأن الكون اللامتناهي لا قبة له، والزمن هو من صنع الحركة فقط، لكن كل ما يجري في الكون يجرى الآن من دون ماضي ولا مستقبل، هناك فقط اللحظة الإلهية الدائمة واللا متناهية من خارج مفهوم الزمن النسبي، وهذا هو معنى “الخلود”.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
نظريــة كـل شيــىء أو ماهيــــة الله
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ماجاء في خطاب الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله 30/4/2013 السيد نصر الله: دمشق لن تسقط عسكرياً
» حزب الله ينفي وجود ابن شفيقة "نصر الله" مع المخطوفين ويندد بمجزرة الحولة
» كلمة امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله في الافطار المركزي للمقاومة 1-8-2012
» «كتائب عبد الله عزام» توجه رسالة الى الشعب اللبناني وحزب الله
» «أنصار الله» في اليمن على خطّ حزب الله، وانشقاقات داخل البيت السعوديّ

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى عشاق سوريا الأسد :: السياسة :: مقالات سياسية-
انتقل الى:  
مواقع صديقة
 نظريــة كـل شيــىء أو ماهيــــة الله Uousuu10>