بصمات اسرائيلية في اغتيال اللقيس، متى يفجر حزب الله صمته?

خطفت عملية اغتيال القائد الشهيد حسان اللقيس امس الاضواء وسط اجواء من الغموض يلف العملية، فمن هو حسان اللقيس ومن اغتاله وكيف تمكن من ذلك بهذه السهولة ولماذا لم يتخذ اجراءات امنية وهو عقل حزب الله اللامع ؟وكيف سيكون رد حزب الله بعد ان حدد الجهة المسؤولة؟
اسالة تحتاج الى الكثير من الوقت لتجد اجوبة، الى ذلك الحين تشتد الانظار الى نتائج التحقيق الذي باشرت به أجهزة «حزب الله» والأجهزة الامنية فيما عبرت صحيفة الاخبار انه ليس سهلاً أن تدخل المبنى الذي يسكن فيه اللقيس دون أن يراك أحد، شرفاتها تُطل على الباحة الرئيسية. أما المشروع، فمحاطٌ بالمباني من مختلف الجهات، باستثناء زاوية تُطل على حقل فيه عدد من الأشجار. وتلك كانت نقطة الضعف القاتلة؛ إذ ينقل شهود عيان أن منفذي الجريمة تسللوا عبره لقتل الحاج حسان ثم غادروا بالطريقة نفسها. المعلومات الأولية تُشير إلى أن هما رجلان كانا يعلمان بقدوم اللقيس. ربما كمنا له قُرب إحدى السيارات أو في الحقل. وما إن وصلت سيارته، اقترب أحدهما مطلقاً الرصاص من مسدسٍ مزودٍ بكاتم صوت على رأس الشهيد ورقبته. لا توجد أي معلومات أمنية بعد، لكن تفريغ محتوى الكاميرات، إن كانت تعمل، قد يكشف هوية المنفذين، ولا سيما أن هناك كاميرا كانت مثبتة بالضبط حيث ركن الحاج حسان سيارته.
«حزب الله»، عبر بيان، العدو الاسرائيلي بالوقوف خلف هذه «الجريمة النكراء»، محملا إياه جميع تبعاتها. فيما اتهم مساعد وزير الخارجية الايراني حسين عبد اللهيان "تيارات صهيونية في المنطقة" باغتيال اللقيس "عبر استخدام التكفيريين" ".
ولكن ما الذي جعل حزب الله يتهم العدو الإسرائيلي قبل اجراء اي تحقيق فيما استبعد المجموعات التكفيرية وهو المعروف اي حزب الله بانه لا يتسرع في اتهاماته الا اذا استند الى معطيات ومعلومات؟
ما كتمته اسرائيل بالتصريح اعلنت عنه بالتلميح حيث تؤكد المعلومات بحسب المنار أن «الإسرائيلي وحده يعرف حسان اللقيس وطبيعة عمله». وبناءً عليه، فإن «الدلائل كلها تجزم بأن إسرائيل زودت المنفذين بالمعلومات عن مكان إقامة وتحركات الشهيد». أما هوية المنفذين، فلا تزال مجهولة، علماً أن المعلومات لا تستبعد أن يكون «المنفذون من حملة الفكر التكفيري، باعتبار أن العملية في أسلوبها أقرب إلى عملية انتحارية؛ لأنه كان من الممكن افتضاح أمرهم والاشتباك معهم». أما مسألة العلاقة بين الموساد والمجموعات، فترد�'ها المعلومات إلى «تنسيق غير مباشر عبر وكلائها، أو قد يكون مباشراً حتى».
مصادر المقاومة قالت لـ«السفير» إن ما جعلها تستبعد فرضية التكفيريين في معرض توجيه الاتهام، هو أن اللقيس لم يكن معروفا لدى المجموعات التكفيرية التي ليست على علم بطبيعة دوره وعمله، في حين أن اسرائيل تعرفه جيدا وترصده منذ زمن طويل.
اذا اردنا معرفة من هو اللقيس فعلا فعلينا سؤال القيادة الامنية والعسكرية في اسرائيل! فقد اعتبر بعض المعلقين العسكريين أن اغتيال اللقيس، بالطريقة التي تمت، يشكل الضربة الأقسى لـ«حزب الله» منذ اغتيال القيادي البارز عماد مغنية في 12 شباط 2008 في حي كفرسوسة في دمشق.
صحيفة هآرتس اعتبرت ان اللقيس ضالع وملم بكل اسرار الحزب العسكرية من التزود بالوسائل القتالية المتطورة حتى استخدام اجهزة الاتصال المشفرة. وأشار هارئيل إلى أن اللقيس، من كبار القادة العملياتيين في «حزب الله»، وهو معروف لأجهزة الاستخبارات الغربية منذ الثمانينيات، ووصفه رجال الاستخبارات في السابق بأنه «عقل لامع»، والرجل الذي يشغل في الحزب دورا مركبا يوازي منظومة التطوير وشعبة التكنولوجيا والإمداد في الجيش الإسرائيلي.وأشارت وسائل الاعلام الاسرائيلية بشكل غير مباشر الى مسؤولية الموساد الاسرائيلي عن عملية الاغتيال، ورأت ان مستوى الدقة والحرفية الذي نفذت فيه العملية لا يدل على ان من قام بها مجموعات وصفتها بالجهادية.
وكتبت صحيفة الاخبار تقول "اغتالت الاستخبارات الإسرائيلية حسان اللقيس رأس منظومة الدفاع الجوي لدى «حزب الله» وأحد أهم عقوله الإلكترونية.
مصدر امني اوروبي اكد لـ "الراي" ان "اللقيس كان خطيرا جدا وعلى علاقة بتطوير الطائرات بلا طيار لدى "حزب الله" بالاضافة الى تهريب السلاح الى مصر ومنها الى غزة وله علاقات جيدة بالفصائل الفلسطينية الموجودة في غزة، كما انه خبير في تقنية الاغتيال بالمتفجرات".
تجدر الإشارة الى ان عمليات الاغتيال جاءت بعد ساعة ونصف الساعة من انتهاء السيد حسن نصرالله الامين العام لحزب الله المقابلة التي اجرتها معه قناة او تي في لتخرج بعدها مجموعتان تطلق الاولى على نفسها "لواء أحرار بعلبك" والثانية "كتيبة انصار الامة الاسلامية" مسؤوليتها عن الحادث.فهل هذا رد من النظام السعودي على الهجوم المباشر والقاسي للسيد نصرالله على السعودية؟
مصادر مطلعة وضعت تبني هاتان المجموعتان لعملية الاغتيال في خانة التضليل الذي تصنعه اسرائيل للتغطية والتمويه على مسؤوليتها ودورها في العملية ولتضييع المسار الحقيقي للتحقيق و تأجيج الفتنة المذهبية
وهنا يسأل الكثيرون لماذا لم يخرج تهديد من حزب الله بالانتقام لدماءعقله اللامع وهو لم ياخذ حتى الآن بثأر قائد العسكري؟
صحيفة "الاخبار" الى ان "من راقب أمس طريقة إعلان استشهاد " اللقيس، والمسارعة إلى دفنه دون مواقف استثنائية، وخصوصاً على لسان السيد حسن نصر الله يقود الى ان من يعرف عقل المقاومة إلى نتيجة واحدة: ثمة رائحة دماء تفوح من خلف الحدود الجنوبية، ولننتظر". فيما رأت اوساط قريبة من "حزب الله" في عملية الاغتيال ، "انها محاولة من اسرائيل لاستدراج رد فعل من حزب الله على النحو الذي يفضي الى افتعال حرب تعيد خلط الاوراق في المنطقة"، مشيرة الى ان "تجربة حزب الله دلت على انه لا يقوم بردود فعل انفعالية بل يختار الزمان والمكان المناسبين".
اما الخبير العسكري والاستراتيجي العميد امين حطيط يعتبر في حديث الى "توب نيوز" ان اتهام حزب الله للعدو الإسرائيلي بالوقوف خلف عملية الاغتيال بحد ذاته معناه انه يحتفظ بحق الرد في المكان والزمان المناسبين ولكنه لم يعلن ذلك لكي لا تسنتفر اسرائيل المجتمع الدولة ضده.
فليكتب العالم كله وعلى مسؤوليتي، يجب ان نؤرخ لمرحلة بدء سقوط دولة إسرائيل. ان دم عماد مغنية سيخرج الاسرائيليين من الوجود إن شاء الله. بهذه الكلمات الصارخة حفر السيد وعده للشهيد عماد مغنية فهل سيحفر بصمته الغاضب وعدا جديدا للعقل اللامع يؤذن لتدحرج حرب جديدة ؟
تقرير: محمد حمية

» قنديل على قناة الثبات: اميركا اعطت مهلة اخيرة لاسرائيل والسعودية لنيسان لتغييرالمعادلات واغتيال حسان اللقيس تحضير لحرب اسرائيلية على لبنان
» حزب الله يخرج عن صمته: «بعبعكم» لا يخيفنا!
» فرق اغتيال اسرائيلية محترفة في سوريا ومهمات خطيرة بالتسيق مع قطر !
» الاخبار: حسان اللقيس هو قائد منظومة الدفاع الجوي لدى حزب الله
» «حزب الله» يتسلّل الى عكّا ويُسيطر على مُستعمرة اسرائيلية؟