حزب الله.. «معركة ذات ثلاث شعب»
خاص – الخبر برس
منذ إنطلاقته في العام 1982 بدأ حزب الله، بالصعود تدريجياً في محاربته للعدو الصهيوني الذي احتل لبنان، وحفلت مسيرة الحزب بالصعوبات والتضحيات والتقديمات في سبيل الوطن والامة والدين، حتى أصبح حزب الله لاعبا أساسيا في حلبة الصراع العربي ـ الاسرائيلي وفي النظام اللبناني، وقد وصلت قوة حزب الله إلى تمكنه من مواجهة الاحتلال الاسرائيلي على مدى اعوام وتلقينه دروساً لم ينساها، ليتمكن من تحرير لبنان وتطهيره من الصهاينة في العام 2000، واستمر تطور هذا الحزب ليأخذ أبعاد استراتيجية كبيرة ويصبح فعلياً يحسب له الحساب حتى من قبل الولايات المتحدة الاميركية، وكذلك انتصاره على الجيش الاسرائيلي “الذي لا يقهر” في تموز 2006، وهذا ما منع نشوء الشرق الاوسط الاميركي الكبير أو الجديد.
ومنذ لحظاتها الاولى، ومع أن عملها كان سرياً، إلا أن المقاومة لم تكن منغلقة على نفسها بل استفادت في اساليب عملها من التطورات التقنية التى تحصل في العالم، وهذا ما يعود بالفضل الى وجود كوادر علمية متطورة في هذا الحزب جعلته يدخل معترك التطور التقني، والتطور العسكري التكنولوجي لكي لا يكون كغيره يعيش خارج تاريخ التطور الذي توصل اليه الاعداء، وهذا ما ساعده في تحقيق الانتصارات الدائمة، طبعاً بعد توكله على الله تعالى.
ويتميز مجاهدو المقاومة الاسلامية بأنهم، يديرون بنادقهم بعقولهم وليست هي من تديرهم، وهذا ما يعطيهم هامش قوة اكبر، ويعطيهم امل اكبر في الانتصار، الذي تكرر مرات عديدة على الجيش الصهيوني، وذلك لأن هؤلاء المجاهدين هم من العناصر ذات التعليم العالي والمهارات المتعددة، فتجد المقاوم المهندس والطبيب والاعلامي وخبير المعلومات وغيرهم، الامر الذي لا تجده في الجيوش التقليدية وعلى رأسها الجيوش العربية.
ومنذ عام 2005 لم يعد العدو الصهيوني وحده يكن العداء للبنان والمقاومة ويتربص بهما شراً، بل أصبح هناك من يتربص المقاومة شراً ايضاً في لبنان، وهم عملاء “اسرائيل” الذي ينفذون اهدافها السياسية، ولا يوفرون فرصة لاستهداف حزب الله وشن هجومات سياسية عليه، وكذلك افتعال أـحداث امنية ضده، لارضاء “اسرائيل” ولارضاء اميركا والسعودية وللحصول على السلطة والاستئثار بها.
وبعد اشتداد المؤامرة الدولية على سوريا، وتحويل النزاع الى نزاع مسلح تديره مجموعات ارهابية ضد سوريا، والسعي الارهابي الى تحويل القرى اللبنانية الحدودية الى قرى تابعة للجماعات المسلحة بعد قتل اهلها وتهجيرهم، تدخل حزب الله للدفاع عن هؤلاء، والدفاع عن المقامات الدينية المقدسة في سوريا، لعدم جر المنطقة الى حرب فتنوية طائفية كما يريدون ويحلمون، عندها تحولت حرب حزب الله الى ثلاث شعب:
1ـ حرب ضد “اسرائيل”، واستعداد المقاومة وتوجيه سلاحها بشكل دائم الى صدر العدو مع ما يحتاج ذلك لتحضيرات واستعدادات وتضحيات لمواجهته.
2ـ حرب ضد الجماعات الارهابية التكفيرية الاسرائيلية في سوريا والساعية الى ضرب محور المقاومة واسقاط النظام السوري اي النظام العربي الوحيد المدافع عن فلسطين والداعم للمقاومة ضد العدو الاسرائيلي.
3ـ الحرب في الداخل ضد المحرضين على الفتنة الطائفية والمذهبية وتغطية التكفيريين الذين يضعون التفجيرات.
ومع أنه يخوض هذه الحرب الشرسة، الا ان حزب الله استطاع حتى الان إمساك الجبهات الثلاثة والانتصار فيها، وما يجري في سوريا يؤكد ذلك، حيث اثبت حزب الله قوته الميدانية ودقته وشجاعة مجاهديه وقوتهم وثقتهم، وهو حقق انتصارات كبيرة الى جانب الجيش السوري، ومعركة القصير تشهد على ذلك، حيث سطر حزب الله ملاحم بطولية كبيرة اذهلت العالم اجمع.
وفي لبنان، وعلى الرغم من استهدافه من قبل التكفيريين، الا ان حزب الله استطاع ان يخفف الكثير من هذه التفجيرات، فبحسب معلومات أمنية حصلت عليها “الخبر برس” فإن الحزب ضبط الكثير من السيارات المفخخة ومن وارئها دون ان يعلن ذلك، وقد اثبتت خطته الامنية انه من الصعب ان يخترق، كما اثبت اهل المقاومة احتضانهم للمقاومة، وعدم التخلي عنها بسقوط دماء الشهداء خلال التفجيرات، بل العكس يزداد التمسك بالمقاومة يوماً بعد يوم. وكذلك استطاع حزب الله التغلب على خصومه في السياسة في لبنان، وحتى الان لم تشكل حكومة لانها مدعومة من طرف معين يريد استبعاد حزب الله، وهذا لن يحصل حيث لا يمكن لاحد ان يحكم لبنان بلا مشاركة مع حزب الله وحلفاءه.
وأما فيما يتعلق في الحرب مع “اسرائيل”، فإن جيش العدو لازال حتى الان يبحث في هزيمة تموز 2006، ويصاب بالهستيريا من قتال حزب الله في سوريا، وقدراته الكبيرة التي لا تمتلكها اهم الجيوش، ويعبر قادة العدو علناً عن خوفهم من تنامي قدرات حزب الله، وعجزهم عن شن حرب جديدة ضد المقاومة في لبنان، وهذا ما يؤكد امساك حزب الله بهذه الجبهة وهزيمة “اسرائيل” امامه.
*المصدر: الخبر برس