زوار دمشق : من يربح الارض يربح المعركة السياسية والدبلوماسية في آن معا

وهذا لا يعني بحسب ما ينقل هؤلاء أنّ الأزمة السورية قد تنتهي في غضون أيام أو أسابيع، بل على العكس فإنّ التقديرات المتداولة لدى الأوساط القيادية العليا تفيد بأنّ الأوضاع ستبقى على وتيرة عالية من التصعيد طالما أنّ الحدود باتت مفتوحة على تدفق السلاح والرجال، كما أنّ الخروقات التي حققتها الدول الداعمة للمعارضة السورية على مستوى المعلومات الاستخبارية العسكرية من شأنها أن تطيل عمر الأزمة إلى ما بعد الانتخابات الأميركية على أدنى تقدير، إلا إذا ما طرأت مفاجآت غير متوقعة يمكن معها أن تنتهي المعركة لصالح النظام خلال اشهر.
ويلفت هؤلاء إلى أنّ القيادة السورية لا تخفي ارتياحها تجاه المواقف الروسية والإيرانية الداعمة للنظام، فموسكو تذكر في مجالس قيادييها الخاصة بتاريخ العلاقات السورية الروسية، وتذهب إلى حد تقدير واقع المعسكر السوري الذي طالما اعتمد في عمليات تسليحه وتدريبه على مدرسة الاتحاد السوفياتي السابق، في إشارة واضحة إلى عمق العلاقة بين الدولتين واستراتيجيتها عبر التاريخ الذي حافظ بحقباته كلها على ما يعرف تاريخيا بـ"طريق الحرير" الممتد إلى الهند عبر سوريا، بما يعني أنّ روسيا الجديدة لن تسمح بسقوط هذا المعبر الحيوي مهما كانت الأسباب والأثمان لاعتبارات استراتيجية تتعلق بمستقبل روسيا وطرق إمداد النفط الذي تستفيد منه معظم دول "البريكس" ويمر عبر سوريا. وتاليا، فإنّ الحقيقة المطلقة التي يأخذ بها اركان النظام السوري هي أنّ الحكومة الراهنة لن تسمح بسقوط الرئيس الاسد ولا نظامه أو جيشه حتى لو تخلى كل العالم عنهم، فالأسد أفهم قياداته الموالية والمعارضة أنّ الرئيس بشار الاسد يبقى رئيسا وإلا يكون شهيدا وليس هناك من حلول بين الرئاسة والشهادة بحسب التعبير المنقول.
الوكالات