زوار دمشق يؤكدون أن القيادة السورية تتحسّب لمزيد من الهجمات والضغوط الامنية

غير أنّ هذا القلق لا يصل إلى حدود الخوف خصوصا أنّ الرئيس بشار الاسد ومساعديه يتحسبون لهذا الاحتمال، ويعملون على اساس انه حاصل في مدة زمنية قصيرة قد لا تتعدى الاسابيع كما يقولون، مشيرين إلى أنّ الأسد يدرك جيدا شروط اللعب الذي عادة ما يؤدي للجلوس إلى طاولة المفاوضات، وهذا ما تسري بشأنه شائعات تصل إلى حدود التأكيد تتحدث عن اتصالات أميركية روسية ناشطة منذ انتهاء ورشة الانتخابات الرئاسية والتجديد للرئيس باراك اوباما لمدة أربع سنوات صافية بحسب التعبير، وهي تدور حول إعادة تحديد مناطق النفوذ وحماية المصالح المشتركة على امتداد القارة الاسيوية.
ولا يستبعد هؤلاء أن يكون التطور المنتظر عبر الحدود مع تركيا، أن أو يحصل تصعيد في عمليات التفجير الانتحارية التي تقودها الاصولية السلفية المدعومة من قطر، .. علما أنّ الأخيرة استضافت المؤتمر العام للمعارضة السورية وضغطت إلى حد ارغام بعض المشاركين على تقديم تنازلات تسمح بولادة" الائتلاف الوطني" السوري، كما عملت على حصد اكبر نسبة من التأييد له .
والملاحظة الاهم التي يسجلها الزوار تتمث بغياب الحماس السعودي عن تطورات الازمة السورية في مقابل ما يصفونه بالاستماتة القطرية لتسجيل اي انتصار على النظام ولو من باب رفع العتب، لاسيما أنّ المعادلة الراهنة اصبحت واضحة ومحسومة وهي ان صمود النظام واستمراره يعني حكما زعزعة بعض الانظمة الخليجية وسقوط بعضها الاخر، باعتبار أنّ أيّ تسوية ستحصل عاجلا ام آجلا لن تكون سوى على حساب هذه الدول. وهذا ما يفسر عمليا ونظريا الانكفاء التركي وعدم الحماسة السعودية في مقابل الاندفاعة القطرية، وفق المصادر نفسها، التي تلفت أيضا إلى الخلافات المسلحة التي تنشب بين حين وآخر في ما بين الفصائل المعارضة المختلفة التابعة لكلا الدولتين في تعبير واضح عن اختلاف في النظرتين السعودية والقطرية حول التعاطي مع الازمة السورية وامتداداتها وتداعياتها على دول الجوار القريب والبعيد على حد سواء.
وفي هذا الوقت، يخفف هؤلاء من اهمية انشاء الائتلاف الوطني لعدة اسباب ابرزها تجربة المجلس الوطني التي آلت إلى الفشل لعدة اسباب ما زالت قائمة، وهي نفسها ستعيد الكرة طالما ان الخلل البنيوي موجود من الاساس ولم تتم معالجته من خلال اشراك معارضة الداخل التي تقوم بتحريك الشارع السوري بشكل فاعل وموضوعي. كما يعربون عن اعتقادهم بان اعتراف جامعة الدول العربية وبعض الدول الغربية والاوروبية بهذا الائتلاف لن يغير في المشهد باعتبار أنّ مثل هذه الخطوة لن تمر في مجلس الامن ولا في الامم المتحدة نظرا للموقف الروسي المتربص باي خطوة من هذا القبيل واستعداد موسكو مع شركائها لاعادة الكرة في اعتماد حق النقض.
وفي سياق متصل، ينقل الزوار عن كبار المسؤولين الامنيين ارتياحا لسير العمليات العسكرية في المحافظات عموما وفي ريف دمشق وحلب بشكل خاص، كما ينقلون عنهم وعودا بعمليات نوعية من شأنها ان تعيد تركيب المشهد وذلك بعد ان اتضحت صورة الموقف الاميركي والغربي.
سورية الان - النشرة