السبب "الرئيسي" لنجاح الاتفاق مع ايران – روزانا رمّال

استفاق العالم على وجوه ضاحكة, عناق و صور تذكارية و ابتسامات و تهاني و فرح بانجاز طال انتظاره
لم تكن تلك الوجوه "مكفهرة " في جنيف صباح 24 تشرين اول تاريخ اقلاع عجلة اعلان ايران دولة كبرى كما يحصل عادة عند عقد صفقات او اتفقات سياسية عندما يكون احد الاطراف اجبر على التوقيع قصراً و هذا ان كان يدل على شيء فهو على ان الاتفاق ليس اتفاقا عابرا بل بداية مرحلة جديدة من العلاقات بين طهران و الغرب بسعي و رضى الطرفين ..اذاً لا يمكن تجاهل تلك الوجوه السعيدة فلا تنسوا تلك الابتسامات ..صحيفة الغارديان البريطانية وصفت الاتفاق بالتاريخي الذي سيغير وجه الشرق الاوسط ..
اكبر انجاز لاوباما لم يرق لاسرائيل بتاتا ... فقد تم تكريس ايران دولة قوية نووية في المنطقة باعتراف حلفائها الاوروبيين و الاميريكيين بين ليبرمان و نتنياهو و اجهزة الامن السياسي و معاهد الدراسات و وسائل اعلامها من القناة الاولى الى العاشرة تقول اسرائيل " انتصرت ايران "
اسرائيل ايضا شاهدت هذه الوجوه الفرحة ..فهي استيقظت على "الخبر اليقين" لكن هناك من لم يستفق لانه يبدو انه لم ينم اصلا و هي المملكة العربية السعودية التي قالت ان النوم سيجافيها في اول تعليق لها على الاتفاق و هي التي لم يجافيها النوم لاحتلال فلسطين و مقدسات المسلمين و تحطيم الكنائس في سوريا و العراق و مصر ... يعلق احد المراقبين و الذي يؤكد ان في ذلك اشارة صريحة لموقفها المعادي لايران و حرصها على اظهاره فبعدما كان هذا العداء توقعات او تحليلات اصبح اليوم علنيا.

الرد الاسرائيلي و الرد السعودي لم يستطع التقليل من اهمية ما جرى فكبرى مراكز الدراسات الاستراتيجية المعنية برسم سياسيات الدول توقفت عنده بعدما كان معظمها قد توقع التوصل اليه كارضية لعدة اتفاقات قادمة في عدة ملفات و ربما هذا ما يؤكد على كلام مرشد الثورة الاسلامية في ايران اية الله السيد علي خامنئي في تعليقه على الانجاز " هذا الاتفاق هو اساس لاتفقات ذكية اخرى"
الجميع يتحدث عن فجر جديد و مرحلة جديدة و الصور تحدثت ايضا دون الحاجة الى التمعن في قراءة العديد من التحليلات فالتواصل و التفاعل الشخصي بين الاطراف المتخاصمة ل 30 سنة و خصوصا اللقاءات السرية التي عقدت بين اميريكا و ايران قبل انجاز الاتفاق تدل على الكثير   ..
اما بالنسبة لما تم الاتفاق عليه سياسيا ففي نهاية المطاف تكرست ايران دولة نووية سلمية بفضل ديبلوماسية مثابرة و نشطة اخذت مكانها خصوصا بمرحلة استلام الشيخ روحاني الحكم و استطاعت اقناع دول العالم بان المباحثات هي الطريق الامثل لحل هذه المعضلة التي بني على اساسها حروب و تحالفات و انقسامات جدية في منطقة الشرق الاوسط و بالتالي عمليا فان جميع عقوبات الامم المتحدة و الولايات المتحدة و الغرب سترفع عنها و قد بوشر بذلك ..و التخصيب على اراضي ايران سيستمر في محطات " ناتانز- فوردو - اصفهان  - و بندر عباس .."
الصين تقول هذا الاتفاق سلام للعالم و روسيا تقول لا خاسر في هذا الاتفاق و فرنسا تعتبره خطوة بالاتجاه الصحيح ..و الاكيد ان كل ذلك يعود لحنكة الديبلوماسية الايرانية و الظروف السياسية المؤاتية للتوصل اليه ..
مسلم بان الاتفاق يلبي شروط ايران فكيف حدث ان تعم الابتسامات في جبهة الخاسرين و الرابحين في ان واحد ربما نفهم ان ايران تستطيع ان تبتسم و تدع خصومها يخسرون و هم يتبسمون في ان واحد   لانهم فشلوا في كسر ارادتها... فكيف حدث ذلك و كيف نجحوا سويا ؟
بين الضحك و الجد ..
ببساطة الجواب تخيلوا لو ان احد حكام العرب و الخليج شاركوا بالاتفاق ..
الحقيقة ان سبب نجاح هذه المباحثات اخيرا يعود الى " عدم دخول اي مسؤول عربي فيها " و يمكن من خلال ذلك قراءة و استذكار الكثير محاولات الخرق و العرقلة من عدة اطراف عربية قبل عقده ..

» ايتها القطر احذري ايران ؟ روزانا رمّال
» تحت التهديد : السعودية تتقدم نحو ايران قريبا .. - روزانا رمّال
» سيناريو الحرب – سوريا لن تحتاج ايران او روسيا في صد الهجوم عليها - روزانا رمّال
» عام مضى .. - روزانا رمّال
» هل هي اول الشرارات في الاردن؟ - روزانا رمّال