تفاصيل هامة...اسئلة سورية عن «تورط سليمان» واتهــام لجنبلاط بأخذ اللواء المقت رهينة

تفاصيل هامة...اسئلة سورية عن «تورط سليمان» واتهــام لجنبلاط بأخذ اللواء المقت رهينة

أتت زيارة الرئيس ميشال سليمان الى السعودية في وقت غير مناسب، خصوصاً مع الحرب المعلنة التي تقودها السعودية على سوريا وفريقها في لبنان.

الأمر الذي دفع مقربين من القيادة السورية إلى طرح أسئلة عن « تورط سليمان في الجبهة السعودية وخضوعه لضغوط دولية تمارس على لبنان»

في الحالتين هي ورطة: فلو امتنع الرئيس ميشال سليمان عن زيارة السعودية لكان سيغضبها، وحين زارها اغضب خصومها. لا يشذ لبنان الحالي عن سياق الفخاخ الاقليمية والدولية التي احرقته مرارا عبر تاريخه الحديث، ولأنه لا يشذ فهو يدفع ثمن الصراعات المختلفة. لا عجب ان يدفع اذاً امس الشيخ سعد الدين غيه دمه ثمنا على مذبح هذه الصراعات. دفعه فيما كان رئيس البلاد يجالس الرئيس سعد الدين الحريري في حضرة العاهل السعودي الملك عبدالله.

يقال ان الرئيس سليمان لم يكن كبير الرغبة بالذهاب في هذه الفترة الحرجة. مقربون منه قالوا ذلك لمن اتصل بهم في الفترة الاخيرة. كيف لا تكون حرجة ولم يمض من الوقت سوى ايام قليلة على التصريح الناري الذي اطلقه وزير الخارجية الاميركي جون كيري من على ارض السعودية ضد حزب الله؟ كيف لا تكون حرجة وطرفان اساسيان من الصراع اي الرئيس بشار الاسد والسيد حسن نصرالله كانا قبل فترة قصيرة شنا هجومين متتاليين على السعودية وسياستها وتدخلها؟ كيف لا تكون حرجة ودمشق تنظر الى الحريري كجزء من «الاطراف المسؤولة عن سفك الدماء السوري».
لكن سليمان غامر وذهب الى السعودية. ما عاد عنده ما يخسر. هو نفسه يعلن رفض التمديد. يدرك «استحالة» التمديد رغم استمرار رغبته ربما بالتجديد لولاية كاملة. لكنه يدرك ايضا وخصوصا أن دمشق وحلفاءها يحملونه جزءا اساسيا من عدم ضبط الحدود صوب سوريا. يكفي ان يسمع المرء ماذا يقال عن الرجل في اوساط القرار في الجانب الآخر ليفهم سبب الاستحالة.
الصراع في لبنان وعليه اخطر مما يعتقد البعض. منذ اغتيال رئيس فرع المعلومات اللواء وسام الحسن، وقبله اعتقال الوزير السابق ميشال سماحة، رجوعا الى باخرة «لطف الله 2» وما تلاها من عمليات اختراق للحدود السورية اللبنانية ومن ايواء او تدريب لعناصر مناهضة للسلطة السورية على الاراضي اللبنانية، بات لبنان في دائرة النأي عن الاستقرار بدل النأي بالنفس.
كل حركة مرصودة من طرفي الصراع. بالأمس القريب حين استقبل النائب طلال ارسلان رئيس جبهة النضال الوطني وليد جنبلاط ومعه اللواء (في الجيش السوري) فرج المقت والامير شبلي الاطرش، سارع مسؤول سوري الى القول: «نحن ندرك ان المقت لم ينشق وانما هو مخطوف وما على المخطوف حرج، ونعرف كم من المال قد دفع حين كان السيد جنبلاط يساهم في معركة اسقاط الدولة السورية، ولا ندري كيف ان رجلا مخطوفا يمكن ان يسمى منشقا. الرجل بالنسبة لنا اذا هو مخطوف كما كان الحال بالنسبة للبنانيين في اعزاز وتم شراؤه من "الجيش الحر". في جميع الاحوال حلفاؤنا في لبنان يعرفون كل القضية ولنا ملء الثقة بهم، وندرك ان اطرافا عديدة في لبنان هي جزء من جبهة مفتوحة ضدنا...».
رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي لا يشذ عن قاعدة الانتقاد والشكوك. يبدو ان كثيرين تبرعوا بنقل تقارير عن حركته السابقة حين كان الجميع خصوصا في العام الماضي يراهن على ان سقوط النظام سيتم بين ليلة وضحاها. لا العلاقة السابقة لطه ميقاتي شقيق الرئيس تنفع ولا الهدية الاخيرة التي ارسلها رئيس الحكومة الى الاسد عبر احد كبار المسؤولين السوريين نفعت. يبدو انها اعيدت. هكذا قيل.
ولان النظرة الى لبنان تجعله جزءا من جبهة سعودية، فان زيارة الرئيس سليمان الى السعودية في هذه الفترة بالذات تدخل في هذا السياق.
الصراع بين دمشق والرياض قد يكون الاخطر في الوقت الحالي. يغلفه صراع آخر بين السعودية وايران. ثمة اعتقاد لدى سوريا وحلفائها بأن الرياض تستعد لتصعيد المعركة العسكرية في سوريا حتى ولو انها اضطرت بسبب الضغوط الاميركية والدولية للقبول بـ«جنيف 2». في التحليل العسكري السوري انه رغم التقدم الاستراتيجي اللافت الذي يحرزه الجيش السوري وحلفاؤه في عدد من مناطق الاشتباك مع المسلحين، الا ان الملاحظ هو كثافة التعبئة عند الطرف الآخر، خصوصا المدعوم من السعودية وتركيا. وفي التحليل الدبلوماسي ان الرياض تعلن امام الاميركيين قبولها المشروط بالتفاوض ولكنها تحت الطاولة تدفع الاطراف المعارضة لرفع سقف الشروط حتى ولو ادى الامر الى نسف «جنيف 2»، كما انها تسعى مع فرنسا وتتقاطع مع اسرائيل بغية تعطيل اي اتفاق ايراني دولي.
وفي المعلومات التي يسردها مسؤول عربي مقرب من دمشق ويعيش في دولة مجاورة لسوريا، ان ثمة دعما متزايدا لـ«جيش الاسلام» بقيادة زهران علوش. يروي المسؤول تفاصيل لقاء حصل بين علوش ورئيس الاستخبارات السعودية بندر بن سلطان على هامش أدائه شعائر الحج حيث تم الاتفاق على رفع مستوى التمويل السعودي والتدريب الباكستاني.
قال بندر ان العمل مستمر مع لوبيات ضغط من اليمين الاميركي بغية اقناع القيادة العسكرية الاميركية بتوريد صواريخ مضادة للطائرات والدبابات. قال المسؤول السعودي ايضا ان الاتصالات متقدمة جدا مع الاردن وتركيا للاستمرار في توريد الاسلحة. تخلل اللقاء تمنيات سعودية بضم «جيش الاسلام» الى المجلس العسكري الاعلى بقيادة اللواء سليم ادريس. قناعة السعودية ان مؤتمر جنيف سيفشل حتى لو عقد.
في المعلومات كذلك ان السعودية خصصت مبالغ اضافية لبعض المترددين في صفوف المعارضة بغية منعهم من التأثر بالضغوط الدولية حيال جنيف 2. كلمة السر: واصلوا الرفض وطرح الشرط الاساس القاضي بعدم التفاوض ما لم تكن النتيجة تنحي الاسد ومعاونيه. ترافق ذلك مع دفع الروس عبر وسطاء دوليين للاجتماع مع اطراف في الخارج غير مرغوبة من قبل المعارضة وفي مقدمها نائب الرئيس السوري السابق رفعت الاسد وولداه سومر ورئبال والعميد مناف طلاس.
لم تكن السعودية كذلك بعيدة عن دعم مؤتمر العلويين المعارض وتشجيعه على الانعقاد مجددا في اسطنبول في 12 الجاري بعد ذاك الذي عقد في القاهرة في آذار مارس الماضي. جرى تمويل المؤتمرين عبر ابناء رفعت الاسد وشوهد سومر ورئبال اكثر من مرة مع المؤتمرين في المرة السابقة.
وينقل مصدر اعلامي قريب من المبعوث العربي والدولي الاخضر الابراهيمي قوله: «تصوروا ان السعوديين لا يزالون حتى اليوم يطلبون من الاميركيين القيام ولو بضربة عسكرية محدودة ضد الطيران السوري».
في المعلومات كذلك ان فرنسا وبعض الاطراف المناهضة لبقاء الاسد والقريبة من السعودية تلعب دورا مهما في الدفع صوب الابقاء على شرط تنحي الرئيس لانجاح «جنيف 2». تركيا ليست بعيدة عن هذا السياق رغم بعض الاجواء التي رشحت عنها في الفترة الاخيرة وأوحت ببعض التغيير بفضل تجدد الاتصالات مع ايران والعراق.
هذه الاطراف تسعى لتعويم حضور الاخوان المسلمين وسط ظهور بذور خلافات بين جيلي الشباب والتقليديين. يقال ان «الجيل السابق» القلق من توجهات الجيل الجديد يسعى لتأسيس حزب باسم «الحزب الوطني للعدالة والدستور» يختصر لاحقا باسم «وعد» ويقدم نفسه على أنه بعيد عن الصفات الدينية المباشرة وحامل لشعارات العدالة ومفسح في المجال امام حضور شخصيات مسيحية وعلوية ومعتدلة.
كان من المفترض اطلاق الحزب في مهرجان عام في اسطنبول في 15 الجاري لكن السعودية ضغطت لتأجيله ريثما تتبلور صورة الضغوط الدولية وخصوصا الاميركية منها.
يراد لهذه الحركة الجديدة ابعاد شبح الارهاب الذي بدأ يؤسس لخلافات واسعة داخل القيادة التركية خصوصا بعد تنامي سطوة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني من جهة واتساع دائرة ومساحة التنظيمات التكفيرية والقاعدية عند الحدود السورية مع تركيا، ما دفع الجيش التركي الى حالة تأهب وتوجيه انذارات عديدة للقيادة السياسية بدعم مباشر من رئيس الجمهورية عبدالله غول.
وفي المعلومات أخيرا أن الاردن الذي تلقى ملايين الدولارات من السعودية في الاونة الاخيرة تلقى تحذيرات سورية تفيد بضرورة عدم الانجرار وراء الجبهة السعودية. سبب التحذيرات، معلومات وردت الى دمشق تفيد بأن الامير سلمان بن سلطان شقيق الامير بندر قام في 29 تشرين الاول اكتوبر الماضي بزيارة الى عمان وجرى اتفاق على تسهيل عبور كميات كبيرة من السلاح النوعي الى درعا حيث يجري التخطيط للقيام بعملية عسكرية واسعة.
يتبين مما تقدم ان التأهب السوري في اقصاه خلال هذه الفترة، بما في ذلك الاخذ بعين الاعتبار احتمالات التعرض للرئيس بشار الاسد، إذ تتقاطع حاليا مصالح عديدة لمحاولة اغتياله. وفي اوضاع كهذه، يصبح لبنان في دائرة المراقبة الدقيقة، ذلك ان ثمة من لا يزال ينظر اليه كالخاصرة الرخوة التي تمر عبرها مخططات سعودية امنية وسياسية للتأثير على الداخل السوري. في هذا السياق بالضبط يجري النظر حاليا الى ما يحصل بين جبل محسن وباب التبانة.
وفي هذا السياق ايضا يقول مسؤول مقرب من القيادة السورية: «ربما الرئيس سليمان وقع من دون ان يدري في فخ الجبهة السعودية، لكن هناك ايضا احتمال ان يكون مدركا لما يفعل ولا يزال خاضعا للضغوط الدولية التي تمارس على لبنان، وهذه قضية اخرى».
الاخبار

» سليمان فرنجية: مرحلة الخطر على سورية إنتهت.. السؤال ليس من قتل اللواء الحسن بل من باعه
» مصادر لدام برس : تحرير اللواء فرج شحادة المقت من يد المسلحين
» تفاصيل: اسئلة بريئة قد نجد اجابتها في محرك طائرة الكساسبة!
» وليد جنبلاط يكرر جريمته مع " العميد اسماعيل نادر" ويخطف اللواء فرج المقت وينقله إلى لبنان!؟
» اللواء المخطوف "فرج المقت" يوجه نداء من مقر اعتقاله في "المختارة" بلبنان عبر كاميرا تلفزيونية، ويقرأ من شاشتين أمامه!!؟