سعودية وعشقي سوريا مراقبة عامة
عدد المساهمات : 29420 تاريخ التسجيل : 17/05/2012
| موضوع: لهذه الأسباب تم إرجاء جنيف 2 الأحد نوفمبر 10, 2013 3:38 am | |
|
لهذه الأسباب تم إرجاء جنيف 2
محمد بكر بعد أن دخلت مشهدية التقارب الإيراني – الأمريكي حيز التنفيذ , وبعد أن بدأت صور” اللين البطولي” نتيجة انفتاح طهران على الغرب بالتوارد تباعاً على المسرح الدولي، وبعد تساقط الأوراق المعول عليها في الداخل السوري ولاسيما في الريفين الجنوبيين لدمشق وحلب وتحديداً في منطقتي السفيرة والسبينة، وبعد ” اللين السوري المدروس” فيما يخص السلاح الكيميائي الذي أصاب الأمريكي في مقتل، كان لزاماً على الأخير أن تسلك لهجته طريقها القسري نحو التغيير، ولو على لسان المبعوث الأممي الأخضر الابراهيمي ” الناطق باسم الولايات المتحدة” الذي اعتبر أن المعارضة السورية غير جاهزة للمشاركة في جنيف2 في مشهدية معاكسة تماماً لما اعتبره الأمريكي في شهر آب الماضي بأن الحكومة السورية هي الطرف غير الجاهز لمحادثات جنيف هذا ما أوضحه أيضاً لافروف عندما أكد أن شروط ” المعارضة ” هي التي حالت دون تحديد موعد لانعقاد المؤتمر الدولي. بالتأكيد إن تأجيل مؤتمر جنيف2 لا يصب في اعتقادنا في إطار انتظار مآلات الحلقة الأخيرة من مسلسل “التحشيد والتعويل” التي تكفلت بإخراجها المملكة السعودية ” العتيدة”، إنما في إطار إعادة “الهيكلة والغربلة ” للمعارضة المتشظية إذ اعتبر الروسي أن ” الائتلاف ” معرض للتهميش الأمر الذي دفعه لإبداء استعداده لاستضافة مؤتمر غير رسمي بين ممثلين عن الحكومة وممثلين عن المعارضة على قاعدة ” النداء الأخير” فسارع لعقد اللقاءات وصياغة التقاربات والتقى مع شخصيات سورية معارضة جادة في تبنيها للحل السياسي و الانخراط في العملية السياسية على أساس مقررات جنيف1 , وتصلح لأن تكون البديل الأوفر حظاً ” فكراً وممارسة ً “. وبالرغم من الخطاب ” الغزلي ” الطافح بالمساحيق التجميلية الذي انبعثت روائحه بزخم من العاصمة السعودية على لسان كيري لجهة أن دول الخليج تستطيع أن تعتمد على الولايات المتحدة في مواجهة أي خطر محتمل, وأن الخلاف الأمريكي- السعودي متعلق بماسماه ” بالتكتيك ” وليس بالهدف وهو ” انتقال السلطة” في سورية , إلا أن الأمريكي بدأ يدرك تماماً أن مشاهد التوازنات الدولية الجديدة قد اتخذت طريقها للعرض على المسرح الدولي, وإن كل الضجيج والصخب لن يجدي نفعاً في استجلاب المعجزات لجهة تغيير القدر المحتوم والحقيقة المرة . لم يعد خافياً على أحد أن الارتباط العضوي بين الملفين الإيراني والسوري يفرض معادلة بدهية مؤداها أن أي توافق أو تقدم ” إيجابي” في المحادثات المتعلقة بالنووي الإيراني سيشكل رافعة للحل السياسي فيما يخص الأزمة السورية , تلك المحادثات التي تسارعت وتيرتها خلال الأيام القليلة الماضية وكانت سبباً آخر لإرجاء جنيف2 لجهة انتظار نتائجها ومآلاتها. اللافت وغير المستغرب بطبيعة الحال أن الحديث عن اتفاق بدأت ملامحه تلوح في الأفق فيما يخص الملف النووي الايراني إضافة لتغير الموقف الأمريكي تجاه الملف السوري كانت العوامل الرئيسية في ارتفاع “الضغط” الإسرائيلي والسعودي إذ وصل منسوب الهيجان والهذيان لمستويات قياسية أهلتهما بجدارة لدخول موسوعة غينتس, فأن يعتبر نتنياهو في تغريدة له على تويتر أي اتفاق محتمل بين ايران ومجموعة الدول (الخمسة زائداً واحد ) هو بمنزلة “اتفاق القرن” بالنسبة لإيران, وأن أي توافق إيراني غربي هو خطأ تاريخي فما ذلك إلا صورة معبرة لالبس فيها عن مدى الهيجان والهستيريا الإسرائيلية التي اعتبرها الأمريكي ” انتقادات سابقة لأوانها”, وأن تسارع المملكة “العتيدة” مع دول خليجية أخرى لتشكيل ائتلاف مع الكيان الصهيوني لمواجهة ذلك الاتفاق بحسب ما نقلته القناة الإسرائيلية العاشرة, إضافة لما نشرته صحيفة الغارديان البريطانية في 8/11/2013 عن خطة سعودية لتسليح وتدريب فصائل معينة في الداخل السوري, ما هو إلا انعكاس لمدى الفشل في استحداث التغييرات وقلب الموازين. النظرة القاصرة للسعودي وما يسمى الائتلاف المعارض في قراءة ومقاربة المشهد الدولي, وافتقار العقل السياسي لكليهما إلى تحليل وإدراك ماهية لعبة الأمم, والتموضعات الدولية الجديدة والارتضاء بدور “التابع والطيّع ” للعم سام, والإيغال في الصعود على شجرة ” التعنت”سيكون الكفيل بتأمين السقوط و” النفاذ السلس” من الغربال الدولي ولاسيما أن مصادر سورية مطلعة أكدت في 11/8 / 2013 أن الأوساط الأمنية الأمريكية وصفت سياسة بندر في سورية بالغبية والخطرة في حين أكدت مصادر أمريكية أن بندر بن سلطان يشكل حجر عثرة في طريق العلاقات الاستراتيجية الأمريكية – السعودية. فهل نحن فعلاً في الربع ساعة الأخيرة و قاب قوسين أو أدنى من تحقيق انتصار تاريخي واستراتيجي جديد كما أكد الأمين العام لحزب الله ؟؟ وهل ستنجح المساعي الروسية في اقتطاع الجزء الصالح سياسياً من جسد المعارضة وتالياً انعقاد المؤتمر ونجاحه؟؟ كل ذلك سيكون في رسم جنيف2 الذي ستحدد مآلاته السياسية معالم المرحلة القادمة بدقة, وبالتأكيد للحديث صلة.. الحدث نيوز
| |
|