هل تستمرّ الرياض بـ”اللعب بأوراقها” في باب التبانة ؟

هل تستمرّ الرياض بـ”اللعب بأوراقها” في باب التبانة ؟

حسان الحسن
يمكن التأكيد على أن الوضع الأمني في طرابلس وصل إلى أقصى درجات التأزيم، لا سيما في ضوء خسارة مراهنة المملكة العربية السعودية على إسقاط الحكم في سورية، التي انقلبت فيها موازين القوى لمصلحة السلطة على نحوٍ لا يرقى إليه الشك، ومن خلال التقدم الميداني – الاستراتيجي الذي يحققه الجيش السوري يومياً على مختلف جبهات القتال، بحسب ما تشير إليه الوقائع.
المراقبون يعتبرون فشل المراهنة السعودية دفع “بالمملكة” إلى استخدام كل أوراق الضغط التي بحوزتها في لبنان والمنطقة وباكستان، خصوصاً ورقة “التنظيمات التكفيرية”، عبر الإيعاز لها بتعنيف الأجواء الأمنية، لنسف أي حل سياسي للأزمة السورية، قبل تحقيق توازن عسكري على الأرض بين الجيش السوري والمجموعات المسلحة، ينعكس كسباً سياسياً لمصلحة “السعودية” في أي تسوية مرتقَبة.
وفي هذا الصدد يلفت المراقبون إلى أنه تم تلزيم اللواء أشرف ريفي الملف الأمني في طرابلس، بعد فشل الأذرع الأمنية التابعة لتيار “المستقبل” ورعاته الإقليميين بالإمساك بالملف المذكور في عاصمة الشمال بحسب المراقبين، من هنا سعى ريفي إلى تذليل الخلافات بين “قادة المحاور” في طرابلس، ومحاولة لمّ شملهم وتوحيدهم بقيادته، غير أن مهمته دونها عقبات، سيما أنه اصطدم بعائق عدم قدرته على توحيد “الإسلاميين” الذين يلتقون دعماً من جهات داخلية وخارجية، وقد أدى “عائق الإسلاميين” إلى أن تكون “حركة ريفي” محصورة “بقادة المحاور” ليس إلا.
وفي سبيل السيطرة على مفاصل عاصمة الشمال، تحاول “مجموعات ريفي” إلغاء أي طرف طرابلسي مؤيد لسورية و”حزب الله”، خصوصاً في ضوء اقتناع الحزب بعد جدوى “العسكرة” في طرابلس، بحسب مصدر إسلامي واسع الاطلاع.
ويكشف المصدر أن الدعم اللوجستي يصل إلى “مجموعات ريفي” خلال الاشتباكات مع “جبل محسن”، لكن بشكل منظّم ومحدود، لكي يبقى “قادة المحاور” في حاجة دائمة إلى دعم مشغليهم، على حد قول المصدر، ويلفت إلى أن تمويل كل ليلة من الاشتباكات التقليدية في طرابلس يصل إلى أكثر من أربعمئة ألف دولار.
وفي هذا السياق تشير مصادر واسعة الاطلاع على حيثيات الأوضاع في عاصمة الشمال إلى أن لفرع المعلومات إسهاماً كبيراً في دعم “حركة ريفي” راهناً، بعد تكليف المقدم (م.ع) التابع “للمستقبل” بإعادة هيكلة المجموعات التي كانت تدور في فلك “المعلومات” في الأعوام السابقة، بالتنسيق مع النائب خالد الضاهر استعداداً لتنفيذ أي أمر عمليات إقليمي، على قول المصادر، وتعتبر أن الهدوء الحذر الذي تشهده طرابلس جاء بعد لقاء وزيري خارجيتي الولايات المتحدة والسعودية جون كيري وسعود الفيصل، وتأجيل انعقاد مؤتمر “جنيف 2″.
ومن أجل تأمين غطاء سياسي لريفي، عقدت مصالحه بينه وبين النائب “المستقلبي” محمد كبارة برعاية النائب بهية الحريري في صيدا، بعد خلاف بينهما على خلفية تقاسم النفوذ في أزقة طرابلس، بحسب المصادر.
وفي كل الحالات، ستحاول المملكة العربية السعودية أن تقوّي حلفاءها، وأن تكسب من التسوية المرتقبة في المنطقة، بأن تقصي كل نفوذ لقطر أو تركيا أو غيرها كما فعلت في مصر، من هنا فإن التقاتل سيكون على أشده بين الفصائل والجماعات المدعومة من كل هذه الدول لتأمين نفوذ لها في الساحة اللبنانية، والطرابلسية بالتحديد، وهو ما سيحدد وجهة الانتخابات النيابية في المدينة في المستقبل.
الثبات

هل تستمرّ الرياض بـ"اللعب بأوراقها" في باب التبانة ؟

» مدرسة البيت الاسدي في اللعب على حافة الهاوية ...اللعب حيث يسقط الاخرون جميعا
» أميركا وإيران .. اللعب على المكشوف
» أوراق اللعب.. عملية خاصة جدا من ملفات المخابرات العامه المصريه
» سماع دوي انفجار في التبانة
» كيف خرج «قادة المحاور» من التبانة؟