المفاوضات التي أفضت إلى حل قضية الرهائن اللبنانيين المخطوفين في أعزاز والإفراج عن الطيارين التركيين برز فيها دور لحكومة قطر بعد رحيل الأمير الأب ورئيس وزرائه حمد الثاني وكان السؤال عن ماهية الدور القطري الجديد من خلال هذا الدور في العملية خصوصا المبلغ الذي دقعته قطر لعدد من الخاطفين والذي بلغ أحد عشر مليون دولار نشرت توب نيوز تفاصيل توزيعها في خبر خاص . قطر الجديدة تعترف بضآلة الدور الإقليمي المسند غليها بعد التغيير كما تدرك أن التضخم الذي اصاب دورها في مرحلة صناعة التغييرات العربية والذي كان هدفه إيصال الأخوان المسلمين إلى الحكم ضمن الرؤيا ألميركية للمنطقة قد أدى ما رسم له وإنتهى كارثبا بسقوط مشروع ألخوان في حكم مصر وتحطمه في خطة إسقاط سوريا . كما تدرك قطر الجديدة ان حفظ مصر إستدعى التعايش مع مرحلة صعود الجيش كلاعب بديل وإستدعت الإستعانة بالقاعدة للدور البديل عن ألخوان في الحرب على سوريا و كليهما إستدعى تصاعد الدور السعودي غلى الواجهة على حساب قطر وصولا إلى ترحيل حمديها خارج المشهد السياسي . لكن قطر تدرك ان بقاء الخوان يحكمون في تركيا من جهة ويقودون فصيلا فلسطينيا وازنا من جهة اخرى هو حركة حماس لابزالان يمنحانها فرصة البحث عن دور ولو أصغر قياسا من الدور السابق خصوصا أن الإنعطاف الأميركي نحو التسويات بعد صرف النظر عن خيار الحرب ونتائج التفاهم الروسي الأميركي على المنطقة بعد صفقة الكيماوي السوري وما تبع ذلك من تأزم في العلاقات الأميركية السعودية في ظل إستعداد تركي للتجاوب مع مثتضيات التسويات يعطي قطر فرصة جديدة للعودة إلى المسرح . يعتقد صناع السياسة الجدد في قطر ان بمستطاعهم بعد التخفف من عبء المرحلة السابقة أن يكونوا جزءا من التفاهمات التي يشكل التفاهم الغربي الإيراني ومحورها ويظنون أن التقرب من حزب الله والسعي لتطبيع العلاقات مع الدولة السورية يمنحهم فرصة جيدة للتقدم على حساب التراجع في الدور السعودي . قضية الرهائن اللبنانيين والمصلحة التركية المباشرة بإنهائها فتحا الباب لقطر لتتهيأ لهذا الدور و تشغل محركاتها نحو الخاطفين دون أن تضع في حسابها معنويات فصائل المعارضة السورية ومطالبهم لتبادل يكونون جزءا منه فسهلت التفاهم برضا الحكومة السورية على عدم تضمين التبادل شقا يطال موقوفين سوريين على أمل ان يسجل لها ذلك ومعه يسجل لها انها منحت حزب الله فرصة التخلص من عبء أزمة إجتماعية وإنسانية ضاغطة في بيئته وأريد منها الضغط على مواقفه . قطر الجديدة تعرف ما قد لا يعرفه كثيرون أن لها مصلحة بفتح قنوات تفاوض مباشرة مع سوريا و عبر العلاقة مع الوسيط المفاوض الذي سيواصل مهامه لفكفكة أغلب تداعيات الأزمة السورية اللواء عباس إبراهيم ربما تكون قطر الجديدة قد طلبت أو ستطلب قريبا البدء بتحريك الملف العالق في سوريا وهو ملف الضباط القطريين الموقوفين لدى الأجهزة الأمنية السورية |