آفاق الأزمة في سورية بعد الاتفاق الروسي – الأميركي

آفاق الأزمة في سورية بعد الاتفاق الروسي – الأميركي
سبتمبر 26, 2013

ما أن أُعلن الاتفاق الروسي – الأميركي للتخلص من ترسانة الأسلحة الكيمائية السورية، حتى طُرحت الأسئلة بشأن الآفاق والاحتمالات التي تتجه إليها الأزمة، ومنها: إذا كانت واشنطن غير قادرة على شن الحرب، واضطُّرت إلى التراجع عنها، بعد أن اصطدمت بمعادلة ردعية جديدة في المنطقة فرضها أطراف حلف المقاومة، والدعم الروسي القوي لسورية، فهل يؤدي ذلك إلى تراجع إدارة أوباما عن وضع العراقيل أمام عقد مؤتمر جنيف اثنين، وبالتالي سلوك طريق الحل السياسي للأزمة؟
من خلال استعراض المشهد، يتبين أن هناك مؤشرات قوية تعزز الاتجاه نحو تسريع الخطى نحو عقد جنيف اثنين، أبرزها:
ـ التطورات الميدانية التي تؤشر إلى تسارع وتيرة نجاحات الجيش السوري واستعادته السيطرة على عدد من المدن والمناطق الأساسية، وهذه التطورات – في ظل فشل الرهان على عدوان خارجي والتهديد به – قد تقود إلى تسريع حسم المعركة من قبل الجيش السوري، أو تدفع إدارة أوباما إلى الإسراع بالموافقة على عقد جنيف اثنين تداركاً لهذه التداعيات الميدانية.
ـ حاجة واشنطن إلى التعاون مع روسيا وإيران لتأمين انسحاب آمن لقواتها من أفغانستان في العام 2014، والتأكيد المستمر من المسؤولين الأميركيين والأوروبيين على أنه لا حل للأزمة إلا عبر الحل السياسي.
وفي هذا السياق يندرج قرار “الائتلاف” المعارض برئاسة أحمد الجربا، بالموافقة على حضور مؤتمر جنيف اثنين، وإعلان قائد ما يسمى “الجيش الحر” الحرب على “جبهة النصرة” و”الدولة الإسلامية في العراق والشام”، وهو ما قاد إلى نشوب معارك بين الجانبين إثر إقدام “داعش” بهجوم مباغت على “الجيش الحر” في اعزاز، والسيطرة على المدينة.
ومع ذلك، يجب عدم إغفال وجود عوامل تعيق عقد جنيف اثنين، أهمها: عدم وحدة الجماعات المسلحة، واعتراض “جبهة النصرة” وغيرها من التنظيمات التابعة لـ”القاعدة” على المؤتمر، والخلاف بشأن تمثيل أطراف المعارضة في الداخل والخارج، ورفض أطراف داخل الإدارة الاميركية و”إسرائيل” ودول خليجية وتركيا وقف حرب الاستنزاف للتخلص من خطر “القاعدة”، وتدمير قدرات سورية.
في ضوء ما تقدم، يبدو من الواضح أنه في ظل سقوط الرهان على عدوان أميركي لتعديل موازين القوى في الميدان لصالح المجموعات المسلحة، وفشل المراهنة الأميركية على هذه المجموعات لإحداث اختراقات ميدانية، فإنه ليس أمام واشنطن سوى أحد احتمالين:
- إما حسم أمرها بالذهاب إلى مؤتمر جنيف اثنين، وما يعنيه ذلك من اتجاه الأمور نحو رفع الغطاء عن التنظيمات الإرهابية التابعة لـ”تنظيم القاعدة”، الرافضة للحل السياسي، واتخاذ القرار بدعم الجيش العربي السوري لحسم المعركة معها.
- وإما بقاؤها تتأرجح بين تأييد جنيف اثنين لفظياً، والاستمرار في دعم المسلحين لمواصلة حرب استنزاف الدولة السورية، لكن هذا الخيار جربته واشنطن وحلفاؤها طوال عامين ونصف من عمر الأزمة، ووصل إلى مرحلة لم يعد بإمكان المسلحين الصمود طويلاً في مواجهة الهجوم الشامل والقوي، الذي بدأه الجيش العربي السوري منذ 21 آب الماضي، وأدى إلى استعادة السيطرة على الكثير من المناطق الهامة والحيوية في ريف دمشق وإدلب ودرعا، ولم يؤدِّ التهديد الأميركي بشن العدوان إلى وقفه، أو إنقاذ المسلحين من التراجع والانحسار، بل إن التراجع عن تنفيذ العدوان انعكس إحباطاً ويأساً لدى هؤلاء المسلحين، الذين لم يعد لديهم من رهان ينقذهم من الفشل والسقوط سوى التدخل العسكري الخارجي، وهو ما جرى اختبار اللجوء إليه من دون أن تجرؤ واشنطن عليه.
انطلاقاً مما تقدم، فإن الأمر الأكيد هو أن هناك عملية حسم يقوم بها الجيش السوري، ويفترض أن تنتهي بالسيطرة على كل المحافظات والمدن التي يتواجد فيها المسلحون، قبل شهر تموز المقبل، موعد إجراء انتخابات الرئاسة السورية، وبالتالي سواء عقد جنيف اثنين، ورجحت كفة الحل السياسي، أم لا، فإن الأزمة دخلت مرحلة تقترب فيها من النهاية لمصلحة انتصار سورية على قوى العدوان والإرهاب بقيادة الولايات المتحدة وأدواتها في المنطقة.

حسين عطوي – الثبات

[color][font]

[/font][/color]

» خطة إسرائيلية: ضرب حزب الله لأسقاط الاتفاق الأميركي ـ الأيراني حرب قصيرة وحاسمة ضد لبنان
» أفكار بنود الاتفاق الامريكي - الروسي للتسوية في سوريا ...نضال حمادة
» رئيس الوزراء الروسي : روسيا تنطلق في مواقفها من الأزمة في سورية من أن الشعب السوري هو من يجب أن يحدد مصير بلاده بنفسه
» الاتفاق الإيراني ـ الأميركي ..... ناصر قنديل
» وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يدعو جميع الدول المعنية بحل الأزمة في سورية إلى التصرف من منطلق مصلحة الشعب السوري